
وحدة الوطن… صمام الأمان وبوابة المستقبل ، بقلم : هدى زوين
في زمن تتقاذف فيه الشعوب رياح الفتن، وتتشظى فيه الأوطان تحت وطأة الانقسامات، تبقى وحدة الوطن هي الركيزة الأولى التي تُبنى عليها الأوطان، وتُصان بها كرامة الإنسان، وتُحمى بها السيادة والاستقرار.
ليست وحدة الوطن مجرّد اتفاق سياسي أو وثيقة رسمية، بل هي حالة وعي جماعي، وإيمان راسخ بأن الاختلاف لا يفسد للوفاء قضية، وأن التنوع مصدر غنى لا سبب فرقة. هي شعور عميق بأننا جميعًا – مهما اختلفت لغاتنا أو طوائفنا أو مناطقنا – أبناء لأرض واحدة، نتنفس من هوائها، ونحتمي بظلها، ونحمل همّها في قلوبنا.
في مجتمعنا اليوم، نرى كيف تحاول بعض الأصوات أن تمزّق هذا النسيج الوطني، بزرع الشك بين الناس، أو إثارة العصبيات القديمة. لكن يبقى صوت العقلاء، وضمير المواطنين الصادقين، أقوى من كل نداء للفرقة.
إنّ وحدة الوطن لا تُفرض من الأعلى، بل تُبنى من القاعدة: من الأسرة، من المدرسة، من الجار الذي يحترم جاره، من الشاب الذي يرفض خطاب الكراهية، ومن الإعلامي الذي يزرع الأمل لا الفتنة.
ولأنّ الوطن لا يكتب مستقبله إلا بسواعد أبنائه، فإنّ الحفاظ على وحدته مسؤولية كل فرد. فلننظر إلى ما يحدث حولنا من دمار وانهيار حيث غابت الوحدة، ونتذكّر أن التمسك بها هو الطريق الوحيد نحو السلام، والتنمية، والكرامة.
في الختام، نقولها بوضوح:
إن وحدة الوطن ليست شعارًا سياسيًا مؤقتًا، بل قضية بقاء…
فإمّا أن نحيا معًا بوطن موحد، أو نضيع متفرقين.