
حين يُصلّي الجسد بالأمل ، لوحة : محمد الدغليس ، كلمات بقلم : وليد العريض
يا حياةُ
ما أنتِ إلا نَفَسُ الله في طيننا
تسرّبتِ إلى دمنا
فصرنا نركضُ خلف الضوء
ولو كان في آخر نجمةٍ بعيدة
ولو كان في جرحٍ لم يلتئم بعد.
أضمُّكَ يا أملُ
كما يضمّ العاشقُ اسمَ محبوبته في السجود
وأشربُكَ كما يشربُ العطشانُ
كأسًا من الغيب
فتتحوّلُ روحي إلى نهرٍ
وتصيرُ جراحيَ جسورًا تمشي عليها السنابل.
أيتها التنهيدةُ العميقة
يا موجًا خرج من صدري
وامتدّ إلى صدورِ الذينَ لم يولدوا بعد
احملي رسالتي إلى أحفادي:
أن الحبَّ سرّ البقاء
وأن الأرضَ لا تخونُ من يُقبّلها
وأن الدمعةَ التي تسقطُ لله
تُصبحُ قنديلًا يضيءُ دربَ القرون.
أنا لا أُحبّ الحياة
بل أُصلّيها
أعبدُها حين تكونُ طريقًا إلى الله
وأُقبّلها حين تكونُ أنثى من نور
وأذوبُ فيها كما يذوبُ الملحُ في البحر
ثم أعودُ منها إلى نفسي
محمولًا على أجنحة يقين.
يا حياةُ
لن أستسلمَ أبدًا
لن أُسلمكِ لليلٍ ولا لرماد
فأنا وريثُكِ جيلاً بعد جيل
وأنا شُعاعُكِ الذي يتجدّدُ في كل حفيد،
وأنا النايُ الذي ينفخُ اللهُ فيه
كي تبقى أغنيتكِ خالدة
حتى آخر نفس
حتى آخر وتر
حتى آخر شهقةٍ
في آخر عاشقٍ
يرفع يديه إلى السماء
ويقول:
الحياة صلاة
والأمل محرابها
والإنسان إمامها
فصلّوا يا أبنائي
وصلّوا يا أحفادي
ولا تنسوا أن تنهضوا دائمًا
مهما انكسرتم
ومهما أثقلَتكم الأحزان.