5:39 مساءً / 15 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

حكاية الحروف والدم ، بقلم : محمد علوش

حكاية الحروف والدم ، بقلم : محمد علوش

أن تكون كاتباً فلسطينياً، هو أن تولد مع كل فجر جديد وسط صوت الانفجارات، ومع كل زفرة تراب على الحجارة الممزقة.


الكلمة عندك ليست مجرد حروف، بل دماء تتراقص على الورق، وأنفاس تروي الأرض التي تحترق، وأحلام تتشبث بالحياة رغم الخراب.


الكتابة الفلسطينية ليست ترفاً، وليست نصاً يقرأ على صفحات هادئة، بل هي صرخة في وجه الاحتلال، وشهادة على تاريخ يصر على البقاء، وكل حرف فيها يحمل صدى الجرح، وكل جملة تحاول أن تمسك بيد الأمل الذي ينزف، لكنها لا تترك القارئ بلا ضوء، فالكاتب الفلسطيني شاهد على موتٍ حيّ، وراوي لذكريات لا تموت، ومقاوم بصوت الكلمة قبل أن يكون بسلاح اليد.


أن تكون كاتباً فلسطينياً، يعني أن تعيش بين الألم والجمال، بين الغضب والحب، بين الحنين إلى الماضي والرغبة في المستقبل، وهي مسؤولية كل حرف، أن يروي، أن يصرخ، أن يدفن القهر في أعماق الصفحة، ويزرع فوقه بذور الحرية.
في كلماتك القدس ترفض الانكسار، والزيتون يصمد في الصخر، والبحر يهمس باسم الحرية، والصغار يضحكون وسط الدخان والخراب.


الكلمة الفلسطينية، حين تكتبها، تتحول إلى حجر يلقى في نافذة الوعي، إلى شعلة تضيء العتمة، إلى نهر ينساب في الصحراء ليذكر الجميع أن الحياة أبدية، وأن الوطن لا يموت.


أن تكون كاتباً فلسطينياً هو أن تتحمل كل الأسماء، كل المدن المهدمة، كل الوجوه التي فقدت ابتسامتها، وأن تمنحها الحياة مرة أخرى عبر الحروف.


الكتابة الفلسطينية هي حب وإصرار ومقاومة، وهي أيضاً أن تقف في وجه التاريخ بصوتك، وتزرع على كل صفحة فلسطين التي لم تغادر قلبك.


أن تكون كاتباً فلسطينياً يعني أن تحيا، رغم كل شيء، في قلب المعركة، في قلب الوطن، وفي قلب كل قارئ يصدق صدق الحكاية، ويستعيد فيها ما فقد من ضوء وأمل وكرامة.

شاهد أيضاً

قائد قوات الأمن الوطني يُجري جولة تفقدية للاطلاع على الاوضاع في مخيم برج البراجنة بلبنان

قائد قوات الأمن الوطني اللواء العبد ابراهيم خليل يُجري جولة تفقدية للاطلاع على الاوضاع بمخيم برج البراجنة في لبنان

شفا – قام قائد قوات الأمن الوطني في الوطن والشتات سيادة اللواء بحري العبد ابراهيم …