شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
نهب الثروات في مناطق ج: المحجر غرب بلدة الزاوية في محافظة سلفيت نموذجا ، بقلم : د. عمر السلخي
يقع محجر نهال رابَه/مازور عتيقا غرب بلدة الزاوية بمحافظة سلفيت، داخل «منطقة التماس» خلف مسار الجدار. تشغّله شركة Hanson Israel التابعة لمجموعة Heidelberg Materials (هي «HeidelbergCement» سابقًا). وثّقت منظمات حقوقية وخرائط رسمية أن المحجر أُقيم على أراضٍ فلسطينية صودرت، وأن الغالبية العظمى من إنتاج المحاجر الإسرائيلية في الضفة تُنقل إلى داخل إسرائيل أو للمستوطنات. في مايو/أيار 2025 أُقرّت خطة توسعة بنحو 100 دونم، لكن الشركة أفادت في يوليو/تموز 2025 أن «مجمّع نهال رابَه ما يزال مغلقًا» رهنًا باستيفاء شروط.
أين يقع المحجر بالضبط؟
⦁ الموقع والتسميات: يُعرف الموقع بأسماء Nahal Raba وMazor Atiqa، غرب الزاوية وبالقرب من رافات، ضمن «منطقة التماس» خلف الجدار. تُظهر ملفات ARIJ وPOICA خرائط تُسمّي الموقع «Mazor Atiqa – Israeli Quarry».
⦁ إحداثيات مرجعية (تقريبية): 32°05′45″N, 35°00′01″E وفق مدخل «Wikimapia» للمحجر؛ وهي نقطة إرشادية لحيّز الموقع وليست حدوده القانونية.
أرقام أساسية عن بلدة الزاوية
تقدّر ARIJ مساحة بلدة الزاوية بنحو 12 ألف دونم (نحو 693 دونمًا منها مبني)، ويعتمد قسم كبير من السكان على الزراعة وتربية الأغنام، ما يبرز هشاشة الأثر البيئي والاقتصادي لأي نشاطٍ مُكثّف قرب الأراضي الزراعية.
من هو المشغِّل؟
تُبيّن قاعدة بيانات Who Profits أن Hanson Israel (التابعة لـHeidelberg Materials) تملك/تشغّل محجر نهال رابَه على أراضٍ تعود لأهالي الزاوية ورافات صودرت وخصّصت للمحجر. وتشير التحديثات إلى مصانع أسفلت/خرسانة داخل المجمّع برُخَص سارية حتى 2026، مع توقفٍ تشغيلي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
جدول زمني (1986–2025(
⦁ 1986 : يوثّق POICA/مركز أبحاث الأراضي أنّ مازور عتيقا «بُني عام 1986» وصودِر له نحو 573 دونمًا من أراضي الزاوية. (هناك مصادر أخرى تذكر 662 دونمًا—انظر فقرة «فروقات الأرقام).
⦁ : 2002–2004 استكمال مقاطع من الجدار في جيب «أصابع آريئيل»، ما عزل أراضي غرب الزاوية ضمن «منطقة التماس» بنظام بوابات وتصاريح وصول. وثائق OCHA/الأمم المتحدة توضح أثر هذا الجيب على الزاوية ورافات.
⦁ 2007 : استحوذت HeidelbergCement على Hanson Israel فأصبحت المشغّل الفعلي للمحجر.
⦁ 2011–2012 : سجّل سجال قضائي/حقوقي حول «شرعنة» المحاجر إسرائيليًا، مع معطيات حقوقية بأن نحو 94% من إنتاج المحاجر الإسرائيلية في الضفة يُنقل إلى داخل إسرائيل والباقي للمستوطنات. (النسبة تخص القطاع ككل، لا موقعًا واحدًا.
⦁ 2020 هيومن رايتس ووتش : تخاطب الشركة بشأن خطط توسعة لمحجر نهال رابَه؛ وتقارير SOMO/الحق تعرض القضية كحالة نموذجية لـ«استغلال موارد في أرض محتلة».
⦁ مايو/أيار 2025: إقرار خطة توسعة بنحو 100 دونم (خطة رقم 52/14/2)، على قطع مُسماة في سجلات الزاوية ورافات. 17 تموز/يوليو 2025: تردّ الشركة لـWho Profits بأن «التوسعة مُنحت، لكن المجمّع ما يزال مغلقًا» حتى استكمال الشروط.
الإطار القانوني والجدل الحقوقي
⦁ موقف المنظمات الحقوقية: تعتبر SOMO والحق أنّ استغلال الموارد الطبيعية من قبل قوة الاحتلال ينتهك القانون الدولي، وتعرض نهال رابَه كدراسة حالة.
⦁ مخاطبات/ردود الشركة: وثّقت HRW مراسلات حول التوسعة والبيع المحتمل للموقع، وردّت الشركة عبر Business & Human Rights بأن إجراءات التصاريح والبيع قيد المتابعة.
الأثر البيئي والاجتماعي
⦁ تقارير ميدانية وخرائط تُظهر آثار الغبار والضجيج والتفجيرات على التجمعات الزراعية القريبة، مع حساسية موارد المياه في سلفيت. كما توثّق OCHA أثر «منطقة التماس» على مواسم الزيتون والوصول للأراضي (بوابات/تصاريح).
⦁ تُشير مصادر رصد مدني إلى أن العزل والقيود المرتبطة بالجدار انعكست على سُبل العيش غرب الزاوية ورافات.
الوصول والخرائط
خرائط POICA/LRC تُظهر المحجر الموسوم «Mazor Atiqa – Israeli Quarry» غرب الزاوية، مع مسار الجدار، والطرق، ونقاط الوصول. تُتيح خرائط OCHA العامة طبقات مُحدّثة لمسارات الجدار وعوائق الحركة (2024).
فروقات الأرقام ولماذا تظهر
تختلف بعض الأرقام بين المصادر (مثل 573 دونمًا لدى POICA مقابل 662 دونمًا لدى ARIJ). السبب في الغالب يعود إلى اختلاف تعريف «نطاق الموقع» (المحجر وحده مقابل «منطقة صناعية/مرافِق») أو اختلاف سنوات القياس. لذا نورد الرقم مع مصدره دون توحيد قسري.
توصيات عملية للمتابعة المحلية
⦁ شفافية بيانات: نشر قياسات دورية للغبار (PM₂․₅/PM₁₀) والضجيج، وحركة الشاحنات، وكميات الاستخراج—بما يسمح بتقييم صحي وبيئي مستقل. (أفضل ممارسة عامة).
⦁ توثيق حقوقي: أرشفة سندات الملكية، واعتراضات الأهالي على خطة 52/14/2، وجمع صور جوية زمنية (قبل/بعد) لدعم أي مسار قانوني.
⦁ توثيق الوصول: رصد فتح/إغلاق بوابات «منطقة التماس» ومواعيدها وتأثيرها على موسم الزيتون في الزاوية ورافات.
ما بين توسعات مخططة و«إغلاقٍ مشروط» في 2025، يبقى محجر نهال رابَه/مازور عتيقا اختبارًا حيًّا لفكرة الإنصاف:
إنصاف الأرض والسكان والموارد. الشفافية والقياس المستقلّان—لا الشعارات—هما ما سيحسمان الجدل: هل يُدار الموقع ضمن معايير تحمي البيئة وحقوق المجتمع المحلّي، أم يبقى مثالًا على استخراجٍ تُنقل ثماره خارج حدود المحافظة والاقتصاد الفلسطيني؟ الإجابة رهن بما ستكشفه البيانات الرسمية والميدانية في الأشهر المقبلة.
