10:02 مساءً / 15 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

إنها -حرب دينية-..قالها -آريه إلداد- ، بقلم : بديعة النعيمي

إنها -حرب دينية-..قالها -آريه إلداد- ، بقلم : بديعة النعيمي

“آرييه إلْداد” طبيب وجنرال وسياسي صهيوني، يُعد من أبرز الوجوه اليمينية المتشددة في دولة الاحتلال. وُلد عام ١٩٥٠ في “تل أبيب”، والده المفكر اليميني “إسرائيل إلْداد”، أحد قادة عصابة “ليحي/شتيرن” السرية الإرهابية التي قاتلت البريطانيين في فلسطين قبل عام ١٩٤٨. درس الطب، وتخصص في علاج الحروق، وخدم في الجيش الصهيوني برتبة لواء طبيب، قبل أن ينتقل ليكون سياسيا، ممثلا لتيارات ترفض أي تنازل عن ما تسمى “أرض إسرائيل الكبرى”، ومعاديا ل “حل الدولتين”.


لكن ما يميز “آرييه إلْداد” هو صراحته في تسمية الصراع مع الشعب الفلسطيني حيث يراه “حرب دينية”.

في مقال نُشر له في صحيفة “معاريف”، عبر إلْداد عن قناعة راسخة أن ما يحدث في “أرض إسرائيل” كما يسميها، هو صراع “ديني صاف”. حيث يقول “نحن في حرب دينية”، يقولها دون مواربة، ويعتبر أن أي محاولة لتأطير الصراع في قوالب سياسية أو جغرافية ما هي إلا محاولة إنكار للواقع. بالنسبة له، الجذر الحقيقي للنزاع يكمن في كون الطرفين يؤمنان كلٌ بطريقته أن الأرض وقف إلهي لا يجوز التنازل عنه.

حين يُقال إننا أمام “حرب دينية”، فإن الخيارات كلها ستخضع لرؤية “لاهوتية”. في نظر “إلْداد”، الفلسطيني يقاتل لأنه يؤمن أن هذه الأرض له دينيا، واليهودي كذلك “يرى نفسه مستأمنا على عهد إلهي في هذه الأرض”. وهنا، وفق منطقه، لا مكان للحلول الوسط فلا مفاوضات ولا حتى مكان لدولة فلسطينية، إنما هناك مجال واحد هو فقط لدولة يهودية.

ومن هنا فإن خطورة هذا الخطاب تكمن في أنه يعيد تشكيل النقاش السياسي الصهيوني، وينقله إلى دائرة “العقائد المطلقة”. وحين تتغلب العقيدة على السياسة، يصبح الموت جزءا من “الهوية”.
وفي هذا السياق، ستكون معاناة شعبنا الفلسطيني هو نتيجة معادلة ثابتة لا يمكن تجاوزها إلا بالتنازل عن إيمانهم وتشبثهم بأرض أجدادهم، وهو ما لا يقبله أحد. فلا تنازل ولا استسلام.

ما يفعله “إلْداد” هنا هو تجريد السياسة من أدواتها، واستبدالها بخرافة “النبوة”. هو لا يعترف إلا بكتاب يراه من وجهة نظره “مقدسا”، يرى فيه خارطة “أبدية” غير قابلة للنقاش.
وحين يقول إننا في “حرب دينية”، فهو إنما يدعو إلى إلى تعبئة “دينية” تطلب من اليهودي أن “لا يلين، وأن يرى في كل تنازل خيانة لميراث الآباء”. وهو بذلك يسير على نهج والده الذي انتهج “تنقيحية” “جابوتنسكي”.

وبهذا، فإنه يضع الصراع ليكون بقاء، “فإما هم أو نحن”. وانطلاقا من هنا فإن هذا الخطاب المتشدد ينذر بأن المشروع الصهيوني، الذي طالما حاول أن يرتدي لبوس العلمانية منذ “بن غوريون” واشتراكيته الزائفة، يعود تدريجيا إلى جذوره “اللاهوتية”، التي لا تعترف بالآخر إلا بوصفه عقبة يجب اقتلاعها بكافة الوسائل. وهنا تصبح الهدن مؤقتة، والمفاوضات عبثية، والدم واجبا ما دام في سبيل ما يسمى ب “أرض الميعاد”. وهو خطاب ستكون نتيجته المزيد من القتل، باسم “ربهم الدموي المزعوم يهوه”.

ولكن، رغم هذا الخطاب الصهيوني المتطرف، يظل الشعب الفلسطيني، بمقاومته الباسلة، متمسكا بأرضه، لا يساوم على حقه ولا يقبل بالمساومة على كرامته. فالأرض ليست مجرد تراب، بل هي أم وهوية وعقيدة ودم الشهداء. ولن ترهبه دعوات “الحرب الدينية” التي أطلقها المتطرف “آريه الداد”، بل ستزيده إيمانا بعدالة قضيته. فإما نصر يحرر الأرض، أو استشهاد يشق طريق الحرية. وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.

شاهد أيضاً

الصحة بغزة : 51 شهيدًا خلال 24 ساعة جراء العدوان "الإسرائيلي" المتواصل

الصحة بغزة : 51 شهيدًا خلال 24 ساعة جراء العدوان “الإسرائيلي” المتواصل

شفا – أعلنت وزارة الصحة في غزة، في تقريرها الإحصائي اليومي، اليوم الجمعة 15 أغسطس …