
سوزان دبيني… حين تعود الكلمة إلى حضن الإنسان ، بقلم : رانية مرجية
سوزان دبيني ليست مجرّد إعلامية تعود بعد غياب سبعة أشهر إلى أثير “مكان” وبرنامجها الاجتماعي “بصراحة”، بل هي عودة الروح إلى الميكروفون، وعودة النبض إلى حوارنا الجمعي.
حين تنطق، لا تكون الكلمات مجرّد جمل متراصة، بل جسوراً من الصدق تمتد بين قلبها وقلب المستمع. هي قبل أي شيء إنسانة للإنسان، مهنية حتى النخاع، تعرف أن الإعلام رسالة لا مهنة وحسب، وأن الميكروفون أمانة ثقيلة لا يحملها إلا من وهبه الله ضميراً يقظاً وقلباً نابضاً بالرحمة.
سوزان دبيني مدرسة في الالتزام، لا تسعى وراء الإثارة الرخيصة، بل وراء الحقيقة المشرّفة. وفي زمن اختلط فيه الصخب بالفراغ، تظل هي صوت الهدوء العميق، والبحث الجاد عن المعنى. واليوم، وهي تفتح موضوع “الخصوصية المفقودة” في زمن السوشال ميديا، لا تفعل ذلك لتثير جدلاً عابراً، بل لتعيد إلينا وعيَنا المسلوب، ولتسائلنا عن حدودنا التي بدأنا نسمح لغيرنا باجتيازها.
لكن سوزان ليست فقط إعلامية، بل شاعرة مرهفة الحس، تعرف كيف تنصت للقصيدة وهي تولد، وكيف تمنح الحرف من روحها حتى يصير لوحة من الدفء والجمال. هذه الرهافة التي تسكنها هي سر قدرتها على أن تلتقط أدق المشاعر وأعمقها في حواراتها، وأن تصوغها بأسلوب يلامس القلب قبل العقل.
مرحباً بكِ يا سوزان، بعودتك عاد الأثير أكثر دفئاً، والبرنامج أكثر صدقاً، والرسالة الإعلامية أكثر نقاءً. لقد اشتقناكِ لأنكِ لستِ صوتاً يمر، بل إنسانة تحملنا جميعاً في قلبها، وتمنحنا من مهنيتك وصدقك ما يجعلنا نشعر أن الإعلام، حين يكون نبيلاً، يصبح صلاةً من أجل الإنسان، كل إنسان