شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
قرائة ادبية لقصيدة نداء المجد والكرامة للشاعر نسيم خطاطبة ، بقلم الشاعرة غزلان حمدي
قصيدة “نداء المجد والكرامة” للشاعر نسيم خطاطبه تنبض بحرارة الانتماء ومرارة المعاناة، وهي صرخة صادقة تخرج من قلبٍ يرى الألم ممتدًا في جسد الأمة، ويتلمس في الوقت نفسه جذوة الكرامة التي لا تنطفئ. النص يعانق المجد بوصفه قيمة مفقودة ومنشودة، ويبدأ بإعلان السأم من الجوع والقهر، حيث يربط الجائع بطنه بالحجر في مشهد يختصر العوز والصبر والإصرار على عدم الخضوع. تتعاقب الصور الشعرية في تصوير المشهد الإنساني القاسي، فطنان الطنطنة القادمة مع الإغاثة لا تحمل سوى الوهم، والخيام تتعرض لغارات الشتاء القارس الذي لا يرحم، في غياب أي دفء قادر على كسر جماح البرد. يتنقل الشاعر بمهارة بين فصول المعاناة، فالصيف أيضًا يحمل عذابه بلهيب الشمس ولسع القَيْظ، وكأن كل فصول العام تعاضدت لتزيد من ثقل المحنة. ومع ذلك، تتصاعد نبرة النص في مناداة الأمة الصمّاء، محمّلًا إياها اللوم والتساؤل: غزة تنزف ولا رماح تُرفع، والطفل يصرخ من وجعه بعينين تشعّان بأسرار الكفاح، رابطًا رغم الظلام، رافضًا الاستسلام أو التراجع. في ختام النص، يرتفع السؤال الأخلاقي الكبير: أليس العرب من دمنا ولدنا؟ أين الروح وأين الصلاح؟ هذا الختام المكثف يضع القارئ أمام محاكمة ضميرية مفتوحة، فيجد نفسه جزءًا من السؤال وجزءًا من الجواب. ما يميز هذه القصيدة هو قوة الإيقاع الداخلي الذي يدعمه تكرار الألفاظ ذات الإيقاع الحاد، وتوظيف الصور الحسية في نقل برودة الشتاء، ولهيب الصيف، وصوت الطفل، وصمت الأمة، مما يخلق تناوبًا بين الحسي والمعنوي يجعل المعاناة محسوسة والنداء مدوّيًا. هذه القدرة على الجمع بين حرارة الخطاب وحساسية التصوير تعكس موهبة الشاعر نسيم خطاطبه وصدقه في حمل همّ الكلمة التي تقاوم النسيان والخنوع، فله كل الشكر والتقدير على نص يوقظ الضمير قبل أن يطرب الأذن.
غزلان حمدي
