11:19 مساءً / 9 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

موجه اعتراف الغرب بدولة فلسطين .. صحوة ضمير ام هندسة مواقف ؟ ! .. بقلم : حسني شيلو

موجه اعتراف الغرب بدولة فلسطين .. صحوة ضمير ام هندسة مواقف ؟ ! .. بقلم : حسني شيلو

موجه اعتراف الغرب بدولة فلسطين.. صحوة ضمير ام هندسة مواقف؟! .. بقلم : حسني شيلو


لماذا سارعت الدول القائدة في الاتحاد الأوروبي لإعلان الاعتراف بدولة فلسطين في شهر أيلول/ سبتمبر القادم؟ ،

والمربوط ايضا بشروط ، هل بدأ الاتحاد الأوروبي – كما يصور بعض سياسي الوطن يضيق ذرعا من دولة الكيان، وهل أثرت صور الجوعى من الأطفال بغزة على ضمير فرنسا وبريطانيا تحديدا ، وهل باتت صور مليشيات المستوطنين وهي تحرق منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية تثير القلق وهو اعلى درجات الادانة لدى المجتمع الدولي، وهل إحراق كنيسة الطيبة وصور مواشي مليشيات المستوطنين أثرت في الضمير الأوروبي، في البداية اي تحرك دبلوماسي يوجع الكيان فهل محل تقدير ، ولكن تبقى العديد من الأسئلة الغائبة او ان شئنا المغيبة على رأي المثل “الغريق يتعلق بقشه” ، وهذا حال الفلسطيني مواطن وسياسي وصانع القرار، لكن تبقى القضية حمالة أوجه عدة.

في المدرسة النقدية التي تغيب عن الواقع السياسي الفلسطيني ، حيث تجد حفلة ترحيب وتثمين واسعة للاعلان الموعود في سبتمبر ،بينما ما يدور خلف الكواليس أخطر واعظم، ان ارتباط الكيان فكريا وثقافيا وايديولوجيا بالمنظومة الغربية التى ترى انها السيد الذي يعلم الاخرين الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، بدأ يشعر باهتزاز هذه المنظومة الأخلاقية من خلال ممارسات دولة الكيان ،واهتزاز صورتها على الاقل لدى الجماهير الأوروبية التي خرجت بالآلاف في الشوارع لترفض حرب التجويع ،فكان لا بد من امتصاص غصبها أولا، وثانيا بحماية ما تمثله دولة الكيان من قيم غربية ، فالطريق الاسهل وحتى لا تغضب “مدللة الغرب ” ، بيانات الوعود بالاعتراف بالدولة والمشروطة ايضا، إذ نحن امام حالة حماية للكيان من نفسه ان صح التعبير، وعملية بيع الوهم للفلسطيني .

والا لماذا لم تتخذ تلك الدول على الاقل اجراء واحد يضغط بشكل فعلي على الاحتلال، مثل تعليق العمل باتفاقيات التجارة، أو فرض عقوبات على ميليشيات المستوطنين، أو حتى وقف منع انهيار السلطة بدعم مالي واضح، أو الضغط على الاحتلال بالافراج عن اموال المقاصة المسروقة، صحيح قد لوحت بذلك لكن يبقى تلويحا بلا قيمة فعلية.

ان الأخطر هو إعادة التلميح بالانتخابات كشرط من شروط الاعتراف بالدولة، وهي تبعا لمنظومة الغرب مقياس لمدى الحرية والرقي، بينما يتناسى ان الاحتلال منعها مرات عديدة دون ان تحرك دول الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي اي ساكن، لقد دفعت القيادة الفلسطينية ثمنا باهظا لتنفيذ ما تسمى خطة الإصلاح دون قطف ثمار تلك الخطة، لكن “الأوروبي ” كالنار يلتهم ويحرق ويلتهم المزيد ولا يخلف سوى الرماد والدخان الخانق.

الحذر واجب في السياسة وخوصا في ظل تقدير ان هذا الاندفاع ليس بريء وربما هناك ما يجهز في الغرف المغلقة لعملية إحلال قيادي تحت شعار الانتخابات والإصلاح، والمال يعلب دورا اساسيا في ذلك وبالتالي تبدو العملية باتها تمت في سياق طبيعي ، لا أعرف كيف يستطيع من هو تحت نيران الدبابات والصواريخ الغربية في غزة ومن يموت جوعا ومن فقد بيته وماله وابناءه الذين ما زال نصفهم تحت الانقاض ان يفكر بالانتخابات، تلك القفزات الهوائية لا تبني دولة بل انها ستكون لتفتيت المفتت فلسطينا ان لم نتجاوز ذلك بحوار وطني صادق النوايا، وحوار مجتمعي، وألا سوف نكون قريبا امام قيادة ظاهرها ديمقراطي وباطنها مفروض علينا .

ما تزال عقيدة وعقدة الإرث الاستعماري تسيطر على الغرب وان اختلفت الأدوات التقليدية، في اطار نظره استعلائية نحن فيها العبيد وهم السادة وما زال للرجل الأبيض رونقه كقائد لعملية الإصلاح ومعلم الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومازالت ادواته الاستعمارية متغلغلة في الشرق الأوسط عبر روابط اقتصادية وثقافية يعمل عليها ومازالت العديد من النخب ترتبط به، والي ما بشوف بالغربال أعمى.

شاهد أيضاً

الرئيس محمود عباس يجري اتصالا هاتفيا مع الرئيس التركي

شفا – أجرى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم السبت، اتصالا هاتفيا مع الرئيس التركي …