2:17 مساءً / 7 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

الضوء الأخضر للعدوان ، واشنطن وتغطية الاحتلال الكامل لغزة ، بقلم : محمد علوش

الضوء الأخضر للعدوان ، واشنطن وتغطية الاحتلال الكامل لغزة ، بقلم : محمد علوش

الضوء الأخضر للعدوان ، واشنطن وتغطية الاحتلال الكامل لغزة ، بقلم : محمد علوش

تصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، تمثل محطة خطيرة في مسار الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال الإسرائيلي، وتكشف بشكل صارخ أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لم تعد تكتفي بدور الداعم السياسي والدبلوماسي لإسرائيل، بل باتت تمنح الغطاء المسبق لما تسميه “القرارات الصعبة”، التي لا تعني سوى مزيد من القتل والدمار والعدوان ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.


حين يقول السفير الأمريكي إن ترامب “سئم من الجهود العقيمة لوقف إطلاق النار”، ويصف أي مسار تفاوضي مع حماس بأنه فاقد للشرعية، فإن هذا الموقف لا يحمل فقط استخفافاً بالقانون الدولي ومبادئ التهدئة، بل هو بمثابة تفويض مفتوح لنتنياهو وحكومته لمواصلة الحرب وتوسيعها، وربما تنفيذ سيناريو الاحتلال الكامل لغزة، في واحدة من أكثر اللحظات دموية في تاريخ الصراع.


إن الحديث الأمريكي عن “حق إسرائيل في اتخاذ ما تراه ضرورياً لحماية نفسها واستعادة رهائنها” ليس سوى تكرار مشين لذرائع القوة الغاشمة، وشرعنة للاحتلال والعدوان على المدنيين الفلسطينيين، فالحرب المستمرة منذ ما يقارب العامين، لم تنتج إلا الكارثة، وأثبتت فشل المقاربة العسكرية، وعمّقت عزلة إسرائيل وفضحت شراكة واشنطن في جرائم الحرب.
والمفارقة أن إدارة ترامب، وهي تعلن نفاد صبرها من أي محاولة للتسوية، تنكفئ إلى خطاب استعماري بائد، يعيد إنتاج سرديات القوة والهيمنة، وينفي بالكامل وجود شعب فلسطيني له حقوق، وله مقاومة مشروعة، وله نضال عادل ضد الاحتلال والحصار والعدوان.


إن ما يسمى بـ “خطة تأمين النصر” التي يعدّ لها نتنياهو، بدعم أمريكي صريح، ليست سوى وصفة لاستمرار المجازر الإرهابية، وتوسيع نطاق الاحتلال، وتدمير ما تبقّى من الحياة في قطاع غزة، وهذه الخطة، إذا ما طبّقت، ستضع المنطقة أمام لحظة اشتعال كبرى، لن تقف عند حدود غزة، بل ستمتد إلى الإقليم بأسره، وربما تعصف بما تبقى من أوهام الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.


الشعب الفلسطيني، الذي يواجه منذ عقود أطول احتلال في العصر الحديث، لن ينكسر أمام قرارات “صعبة” تتخذ في واشنطن أو تل أبيب، بل يواصل صموده، ويجدد نضاله الوطني، ويراكم الشرعية الأخلاقية والسياسية لمقاومته الوطنية، في وجه تحالف عدواني لا يعترف بالقانون الدولي ولا بحقوق الإنسان.


وفي لحظة كهذه، فإن المسؤولية تقع أيضاً على كاهل المجتمع الدولي، وقوى التحرر والعدالة في العالم، التي يجب أن ترفع الصوت عالياً ضد التواطؤ الأمريكي، وتطالب بمحاسبة الاحتلال، وتدعو إلى حماية المدنيين، ودعم الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال، ورفع الحصار عن غزة، وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم بحرية وكرامة وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

شاهد أيضاً

"ديان تشا" أسلوب تحضر الشاي الذي يرجع أصله إلى عهد أسرة سونغ الملكية في قرية جينغشان بمدينة هانغتشو

الصين : “ديان تشا” أسلوب تحضر الشاي الذي يرجع أصله إلى عهد أسرة سونغ الملكية في قرية جينغشان بمدينة هانغتشو

شفا – يعود تاريخ مهارة “ديان تشا” إلى ألف سنة. وزار عدد من السياح من …