
شفا – في ظل استمرار التحديات التي يفرضها النزاع في الأراضي الفلسطينية، أطلقت جمعية مركز إبداع المعلم، بالشراكة مع مؤسسة WeWorld وبدعم من مؤسسة Akelius، وبتعاون وثيق مع وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، مشروعًا نوعيًا بعنوان “التعليم المرن والشامل والآمن للأطفال المتضررين من النزاع في فلسطين – RISE”، وذلك ابتداءً من الأول من تموز 2025.
يهدف المشروع إلى تعزيز الصحة النفسية وتوفير بيئة تعليمية آمنة وشاملة وعالية الجودة لنحو 15,760 طفلاً ومراهقاً من المجتمعات المتأثرة بالنزاع في كلٍّ من الضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال برامج متكاملة تُركّز على مهارات التعلم العاطفي الاجتماعي، والدعم النفسي، وتنمية مهارات القرن الحادي والعشرين، إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية للمدارس المستهدفة.
ويمتد تنفيذ المشروع لمدة عام، ويشمل العمل مع فئات متعددة من الطلبة والمعلمين والمديرين، إلى جانب أولياء الأمور ومقدّمي الرعاية، حيث جرى تدريب الكوادر التربوية على دمج مهارات التعلم العاطفي الاجتماعي في البيئة الصفية، بما يضمن استجابة أكثر حساسية لواقع الأطفال النفسي والتربوي.
وفي هذا السياق، انطلقت أمس فعاليات المخيمات الصيفية العلاجية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي تشكل إحدى الركائز الأساسية للمشروع، خصوصاً في محور الدعم النفسي والاجتماعي. وفي الضفة الغربية، تنفَّذ المخيمات في خمس مدارس تابعة لمديريتي طولكرم وجنين، تحديدًا في المناطق المحاذية لمخيمات اللاجئين نور شمس وجنين وطولكرم، والتي تأثرت بشكل كبير نتيجة العدوان والعمليات العسكرية الأخيرة، وتستضيف أعدادًا من النازحين.
وشهدت فعاليات الافتتاح حضور ممثلين عن مديريتي تربية جنين وطولكرم، وممثلين عن جمعية مركز إبداع المعلم، حيث أُتيحت الفرصة للأطفال للمشاركة في أنشطة ترفيهية وتربوية منظمة، تهدف إلى تخفيف التوتر النفسي، وتعزيز الشعور بالأمان، وتطوير مهارات التكيّف والتعلم. كما يتم تنفيذ هذه الأنشطة تحت إشراف أخصائيين نفسيين ومعلمين مدرّبين على آليات الدعم النفسي الاجتماعي ومهارات التعلم العاطفي.
يؤكد هذا المشروع التزام القائمين عليه بالتصدي للتحديات المعقدة التي يواجهها الأطفال الفلسطينيون في بيئات النزاع، والعمل على توفير مساحات آمنة للنمو والتعلم والتعبير عن الذات، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى مبادرات تربوية وإنسانية شاملة. كما يعكس المشروع نموذجًا عمليًا للتكامل بين التعليم والدعم النفسي، بوصفه ضرورة لا رفاهية في السياقات المتأزمة.