9:24 مساءً / 4 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

تقرير : عدوان الاحتلال على مخيمات شمال الضفة، وسيناريوهات عودة النازحين

تقرير : عدوان الاحتلال على مخيمات شمال الضفة، وسيناريوهات عودة النازحين

شفا – وصال أبو عليا ، منذ ما يزيد عن ستة أشهر، تشهد مخيمات شمال الضفة الغربية تصاعدا كبيرا في عدوان الاحتلال، خاصة مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، التي نزح سكانها، في ظل استمرار أعمال تدمير المنازل والمباني والبنية التحتية، وسط مخططات لتغيير بنية المخيمات وطمس معالمها.

الهدف من تغيير جغرافية المخيمات وتدمير الشوارع


أكدت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أن الاحتلال يهدف بالدرجة الأولى من وراء عدوانه المتواصل منذ حوالي ستة أشهر وانتهاكاته في مخيمات شمال الضفة، والتي تمثلت في هدم وتفجير المنازل واعتقال مواطنين والتنكيل بهم ناهيك عن عمليات القتل بدم بارد، إلى تهجير المواطنين، فالتهجير هو الهدف الأساسي.

وأضافت أن عدوان الاحتلال لا يقتصر على هدم المنازل فقط، بل يعمل على تجريف الشوارع، لتغيير جغرافية المخيمات وطمس معالمها لكونها تمثل شاهدا ودليلا على نكبة عام 1948 بعد تهجير الفلسطيننين من مدنهم وقراهم، وبالتالي استهداف رمزية المخيمات ومكانتها.

وأوضحت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أن عدوان الاحتلال على مخيمات اللاجئين تزامن مع استهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وسن القوانين لحظر عملها، مؤكدة أن استهداف وكالة الغوث هو استهداف لقضية اللاجئين لإنهائها وإنهاء حق العودة، فالأونروا بالإضافة إلى دورها الإغاثي تمثل الاعتراف الدولي بقضية اللاجئين.

قال محافظ محافظة طولكرم د. عبد الله كميل إن جيش الاحتلال دمّر جزءا كبيرا من مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث أكثر من 35 بالمئة من المخيمين تم تدميره بشكل كلي، وأجزاء كبيرة منهما فيها دمارا جزئيا وتم حرق 36 بناية الشهر الماضي فقط في مخيم نور شمس، في وقت يعمل الاحتلال على تغيير بنية المخيمات لتحويلها لقرى وبلدات أو أحياء ومحو معالمها تماما.

الوضع الراهن


أضاف كميل أنه لا يوجد أي شخص في المخيمين في محافظة طولكرم، فالناس تعيش في وضع كارثي، حيث هناك أكثر من 4600 عائلة ما يعني 22 ألف مواطن يعيشون في منازل مستأجرة وآخرون عند أقاربهم ومعارفهم، وهناك من انتقل لخارج المحافظة.


وفيما يتعلق بالتعليم، أكد كميل أنه تم دمج الطلاب من المخيمات في المدراس الحكومية بشكل مؤقت، وهؤلاء كانوا يتلقون تعليمهم في مدراس خاصة بالأونروا، وتم ترتيب ذلك من قبل وزارة التربية والتعليم .

الاقتصاد وفلسطينيو الداخل


يعاني الاقتصاد وضعا صعبا جدا سواء في المخيمات أو المحافظة بشكل كلي، جراء استمرار عدوان الاحتلال وإغلاق الحواجز العسكرية، فالشريان الاقتصادي لطولكرم تاريخيا هو أهلنا في الداخل، نظرا لقرب محافظة طولكرم على الداخل وتحديدا بلدات المثلث، وتم بناء الاقتصاد استنادا لذلك، وبالتالي صعب جدا الاستعاضة عن الفلسطينيين في الداخل فيما يتعلق بالتسوق في محافظات شمال الضفة، وفقا لكميل.

وفي مخيم جنين، شهدت الأيام الأخيرة إخطارات جديدة بهدم أكثر من 100 منزل في المخيم، بالإضافة إلى مئات المنازل والمنشآت التي هدمت سابقا منذ بداية العدوان المتواصل مطلع العام الحالي، حيث تشير التقديرات إلى أن العدوان المستمر منذ أكثر من ستة أشهر أحدث دمارا في حوالي 600 منزل ومنشأة في المخيم بشكل جزئي أو كلي.

على من تقع مسؤولية المخيمات والنازحين.؟


قال مدير مركز الإعلام الحكومي د. محمد أبو الرب إن مسؤولية النازحين هي حسب الولاية القانونية وبدرجة أولى لوكالة الأونروا، حيث أنها مسؤولة عن المعونات والتعليم والصحة، لافتا أن هناك حوالي 50 ألف نسمة أصبحوا مشردين من مخيمات جنين وطولكرم، فالحكومة بالتعاون مع الأونروا والمؤسسات الأممية كان لها تدخلات كبيرة خلال الفترة الماضية تمثلت في الإيواء والطرود الغذائية والبنية التحتية، فيما لم يقتصرهذا التدخل الحكومي على ما حدث جراء هذا العدوان فقط، وإنما خلال العدوان والاجتياحات السابقة، حيث كان يتم مباشرة بعد انتهاء كل عدوان، العمل على إعادة وصل المياه والكهرباء والمجاري وتعبيد الطرق.

وأكد أبو الرب أنّ مجمل التدخلات الحكومية في شمال الضفة خلال الفترة الماضية منذ ديسمبر الماضي فاقت 52 مليون شيكل حتى الآن، عدا عن تدخلات الأونروا والغرف التجارية وتنظيم حركة فتح ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وأضاف أبو الرب أن مسؤولية المخيمات تقع على عاتق وكالة الأونروا، إلا أنه وبفعل الهجمة الإسرائيلية على الأونروا واستهدافها، فإن الحكومة تساهم وتنسق مع الوكالة في تدخلاتها لا سيما في شمال الضفة، وقد تم تشكيل اللجنة الوزارية للأعمال الطارئة من عدة وزراء، تجتمع كل فترة وتتابع تنفيذ التدخلات في المحافظات الشمالية، وتطلب ميزانيات من مجلس الوزراء ويتم تخصيصها من المالية العامة، إضافة إلى أن هذه اللجنة تضم مستشار رئيس الوزراء للصناديق العربية والإسلامية، الذي بدوره يجلب تمويلا خارجيا للتدخلات الطارئة في المخيمات.

مستقبل المخيمات


لفت أبو الرب إلى أنه بعد توجهات الاحتلال بالانسحاب من المخيمات في شمال الضفة، فإن هناك 3 سيناريوهات، الأول: المنازل التي لم تتضرر وهي بحاجة لتنظيف بسيط وصالحة للسكن الآن ستعود العائلات لها، والثاني: المنازل التي تحتاج لإصلاح جزئي، وبناء عليه؛ فإن الحكومة وضعت خطة وتمويلا تم تجنيده لصالح إصلاح هذه المنازل المتضررة، السيناريو الثالث: المنازل التي تم هدمها، وأعلن الاحتلال أنه لن يسمح بإعادة بنائها، ما يعني العمل على خطة لإيواء هذه العائلات والتي تقدّر حتى اللحظة بستمئة عائلة، ستحتاج إلى إيواء مستمر، الأمر الذي يتطلب أيضا تأمين موارد مالية ودعم عربي ودور أكبر من قبل الوكالة، لأن هدف الاحتلال الإسرائيلي هو التضييق على الأونروا وإلغائها وإنهاء قضية المخيمات.

من المرجح أن يواصل الاحتلال مخططاته التدميرية في مخيمات شمال الضفة، ما ينذر باستمرار نزوح العائلات من منازلها قسرا، الأمر الذي يعني مزيدا من الظروف الانسانية الصعبة، لا سيما وأن جزءا كبيرا من أفرادها فقدوا أعمالهم، وعلى الجانب الآخر إذا ما انتهى هذا العدوان لاحقا وانسحب جيش الاحتلال من المخيمات، فإن من دمرت منازلهم سيضطرون إلى النزوح الدائم والإقامة في مكان آخر، (وتحديدا بعد أن أصدر الاحتلال قرارا بمنع بناء ما تم هدمه)، فيما الآخرون ممن كان هناك ضرر جزئي في منازلهم سينزحون إلى حين إصلاح منازلهم.

حالة الترقب الآن تسود أوساط النازحين من مخيمات شمال الضفة، وجلّهم يسأل متى سيعودون ليتفقدوا ما آلت إليه منازلهم بعد عمليات الهدم والتدمير بالجملة، وليشاهدوا بأم أعينهم الشكل الجديد لمخيماتهم.

شاهد أيضاً

قراءة في مقال "الدراسات الاجتماعية .. مفتاح الوعي الثقافي ؟ للدكتورة سارة محمد الشماس" ، بقلم : د. وليد العريض

قراءة في مقال “الدراسات الاجتماعية .. مفتاح الوعي الثقافي ؟ للدكتورة سارة محمد الشماس” ، بقلم : د. وليد العريض

قراءة في مقال “الدراسات الاجتماعية.. مفتاح الوعي الثقافي ؟ للدكتورة سارة محمد الشماس” ، بقلم …