1:25 صباحًا / 4 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

أطفالنا هم انعكاس لنا ، بقلم : خليل إبراهيم أبو كامل

أطفالنا هم انعكاس لنا ، بقلم : خليل إبراهيم أبو كامل

في كل نظرة في عيون أطفالنا، وفي كل تصرف عفوي أو رد فعل غير متوقع، هناك مرآة تعكس ما نحن عليه: ما نقوله، ما نفعله، كيف نعيش، وكيف نحلم. فالأطفال لا يولدون حاملين أفكارًا جاهزة أو مواقف محددة، بل يلتقطون العالم من حولهم قطعة قطعة، ويمتصّون سلوكنا ومشاعرنا كما تمتص الأرض المطر بعد طول غياب.

نحن مرجعهم الأول.
حين نرفع صوتنا، يتعلمون الغضب.
حين نعانقهم رغم فوضاهم، يتعلمون الحب.
وحين نكذب أمامهم، ولو “كذبة بيضاء”، يصبح الصدق عندهم مجرد خيار.

في السياق الفلسطيني، حيث الاحتلال يسرق الطفولة، والمجتمع يعيش في دوامة القلق واللايقين، تصبح مسؤوليتنا مضاعفة. أطفال غزة الذين ينامون على أصوات القصف، وأطفال الضفة الذين يشاهدون المستوطنين يعتدون على أراضيهم، لا يحتاجون فقط إلى الحماية، بل إلى نموذج إنساني صلب، يرشدهم كيف يحبّون الحياة رغم كل هذا الموت.

نحن، كمجتمع، نزرع فيهم مواقفنا من العدالة، من المقاومة، من القبول والاختلاف. وحين نُفرّغ أحقادنا أمامهم، أو ننقل لهم خيباتنا دون وعي، نكون كمن يُحمّلهم أوزانًا لا تليق بأعمارهم. في المقابل، عندما نشركهم في العمل التطوعي، في المبادرات المجتمعية، أو حتى في الحوارات العائلية، فإننا نمنحهم أدوات بناء، لا أدوات هدم.

أطفالنا هم انعكاس لمجتمع يريد أن يتعافى أو مجتمع يكرر ألمه.
فهل نريدهم أن يكونوا نسخًا مشوهة من صدماتنا، أم رسلًا جددًا يحملون بذور التغيير؟

الجواب ليس في الشعارات، بل في التفاصيل اليومية: كيف نتحدث معهم، كيف نصغي لهم، كيف نعتذر منهم عندما نخطئ، وكيف نظهر لهم أننا نتعلم، وننمو، مثلهم تمامًا.

فلننظر إليهم جيدًا…
ففي عيونهم، سنجد صورتنا بوضوحٍ لا يرحم، ولكن يمكن أن نغيرها… ونُجمّلها

شاهد أيضاً

الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان يصف الحرب في غزة بـ"الإبادة الجماعية"

الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان يصف الحرب في غزة بـ”الإبادة الجماعية”

شفا – قال الكاتب الإسرائيلي المشهور ديفيد غروسمان، إن ما يحدث في غزة إنما هو …