
شفا – بحث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، اليوم الاربعاء، مع سفير البرازيل لدى دولة فلسطين السفير “جواو مارسيلو سواريس” الأزمة المالية التي تعاني منها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) والتحديات التشغيلية والسياسية التي تواجهها، بالإضافة الى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية واستهداف الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمخيمات.
كما بحث الاجتماع اخر التطورات والمستجدات التي تشهدها القضية الفلسطينية، والجهود الدولية لوقف حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني، وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وانهاء الاحتلال.
وطالب أبو هولي البرازيل، خلال اللقاء الذي عقد في مقر السفارة البرازيلية برام الله، بحضور نائب السفير البرازيلي نائبه “جرمانو كوريا” بزيادة تمويلها للأونروا، او عودة تمويلها الى ما كان عليه في العام 2019، وتوقيع اتفاقية تمويل متعددة السنوات مع الاونروا قابلة للتنبؤ، وتشجيع الاونروا على انشاء لجان وطنية في أمريكا الجنوبية ( دول ميركوسور) لجمع التبرعات لدعم ميزانيتها
وأكد على اهمية التحرك بشكل جماعي لحشد الموارد المالية للأونروا لسد فجوة التمويل التي بلغت 200 مليون دولار في ميزانيتها للعام الجاري محذراً من خطر توقف عملياتها في مناطق عملها الخمسة في مطلع شهر سبتمبر القادم ان لم تحصل على تمويل إضافي جديد من المانحين.
وأشار إلى ان دولة البرازيل من الممولين الرئيسيين للأونروا، وانضمت الى عضوية اللجنة الاستشارية للأونروا في العام 2014، كأول دولة من أميركا اللاتينية، معرباً عن امله ان تلعب دوراً مهماً لحشد الدعم السياسي والمالي للأونروا بعد ترأسها للجنة الاستشارية للأونروا اعتباراً من 1 تموز/يوليو 2025 وحتى 30 حزيران/يونيو 2026، خلفاً لإسبانيا.
وأشاد بالدعم السياسي والمالي الذي تقدمه البرازيل لوكالة “الأونروا”، مؤكدا أن الموقف البرازيلي كان مهما من حيث الاستمرار في دعمها وعدم تعليق التمويل .
وتابع: ” تعد البرازيل داعم سياسي قوي للأونروا، عبرت عنه من خلال رفضها للقانونين الإسرائيليين، والتأكيد على دور الأونروا المنقذ للحياة الذي لا يمكن الاستغناء عنه او استبداله، وهي من أولى الدول التي انضمت ووقعت على مبادرة الالتزامات المشتركة لدعم الأونروا التي أطلقتها الأردن والكويت وسلوفينيا 22 آيار/مايو 2024 لمواجهة التحديات التشغيلية والسياسية والمالية، التي تواجه الاونروا”.
وتطرق أبو هولي أن السناريوهات الأربعة التي تضمنها تقرير التقييم الاستراتيجي للأونروا موضحاً بانها تتعارض مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 302، ويتناقض مع مواقف الدول العربية المضيفة، ومع غالبية الدول الأعضاء، التي أكدت بضرورة التصدي للتحديات التشغيلية والمالية الحادة التي تتعرض لها الاونروا لضمان استدامة خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين التي لا يمكن استبدالها الى حين إيجاد حل سياسي لقضتهم طبقا لما ورد في القرار 194 وطالب البرازيل باعتبارها رئيس اللجنة الاستشارية للأونروا ان يكون موقفها داعم لولاية عمل الأونروا للأونروا من خلال تمكينها من القيام بولايتها بحسب التفويض الممنوح لها بالقرار 302، ورفض المساس بتفويضها او نقل صلاحياتها الى حكومات الدول المضيفة والمنظمات الدولية بشكل تدريجي .
وأشاد د. أبو هولي بموقف البرازيل الداعم للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة غير القابلة للتصرف، وموقفها الداعم لحل الدولتين، وإدانتها ورفضها ايضاً لحرب الإبادة لإسرائيلية ولسياسات حكومة الاحتلال التي تقوّض فرصة حل الدولتين.
وأشار الى ان مواقف البرازيل الداعمة للقضية والشعب الفلسطيني ليست حديثة، وإنما يأتي امتداداً لتاريخ طويل من المواقف الداعمة للحقوق الفلسطينية على مدار خمسة عقود، مؤكداً على أهمية تعزيز العلاقات الفلسطينية البرازيلية وتطويرها على مختلف الصعد بما في ذلك إقامة الأنشطة الثقافية والرياضية وتبادل الخبرات، بعدما وضعت البرازيل اتّفاقية التجارة الحرّة مع دولة فلسطين موضع التطبيق بشكلٍ رسمي، في تموز/يوليو 2024 .
ووضع د. أبو هولي السفير البرازيلي في صورة الأوضاع الميدانية التي تشهدها مخيمات شمال الضفة العربية مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على مخيمات شمال الضفة الغربية، وحرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها قطاع غزة والتي اسفرت عن استشهاد ما يزيد عن مئتي ألف فلسطيني ما بين شهيد وجريح جلهم من الأطفال والنساء، ونزوح1.9 مليون فلسطيني، 2.4 مليون مجوّع
وأوضح بان سكان قطاع غزة يعاني من مستويات غير مسبوقة من الجوع، حيث تحذر منظمات أممية من تفشي المجاعة وارتفاع أعداد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والمرضى وذوي الإعاقة.
وأكد على اهمية التحرك السياسي لدولة البرازيل مع الدول الاعضاء لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف حرب الإبادة والتجويع، وفتح المعابر وإدخال المساعدات، ورفض أية محاولات لتهجير سكانه، ووقف عمليات الضم للأرض الفلسطينية والتوسع الاستيطاني وفرض السيادة الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية المحتلة وتوفير الدعم السياسي والدبلوماسي الكامل للتوصل إلى حل الدولتين، وتمكين الاونروا من تقديم خدماتها بحسب التفويض الممنوح لها بالقرار 302.
من جهته أكد السفير البرازيلي “جواو مارسيلو سواريس” على دعم بلاده للدور الحيوي للأونروا المنقذ لحياة ملايين اللاجئين في مناطق عملياتها التي لا يمكن الاستغناء عنه او استبداله، لافتا الى ان البرازيل داعم سياسي قوي للأونروا وستواصل عملها السياسي في المحافل الدولية لدعم تجديد ولايتها.
وأكد، ان البرازيل من موقعها كرئيس للجنة الاستشارية للأونروا للدورة القامة ستعمل على تعزيز التحرك باتجاه القطاع الخاص لدعم الاونروا، وستساعد الاونروا في البحث عن شركاء وممولين جدد لدعم ميزانيتها وكذلك البحث عن نوافذ تمويل جديدة مبتكرة.
وأوضح بان البيئة التي تعمل بها الاونروا معقدة في ظل التحديات المالية والتشغيلية التي تواجهها، لافتا الى ان معظم دول العالم تواجه أزمات مالية واقتصادية مثل البرازيل ومن المتوقع ان تؤثر على تمويل الاونروا
واضاف بان نظام الأمم المتحدة يواجه صعوبات مالية وسياسية لذلك لجا الأمين العام أنطونيو غوتريش لعمل تقييم استراتيجي للأونروا، لافتا الى ان أعضاء اللجنة الاستشارية يقومون باتصالات مع ممثليهم في نيويورك لمراجعة التقرير وعمل تقييم.
واكد السفير “سواريس” ان الاونروا خط احمر ويجب المحافظة عليها، الى حين ايجاد حل سياسي لقضية اللاجئين طبقا لمقررات الأمم المتحدة، وان جهود دول الأعضاء يجب ان تنصب بشكل مشترك للحفاظ على تفوض الاونروا وتمكينها من القيام بعملها الإنساني المنقذ للحياة.