
عالمٌ مقلوب ، بقلم : فداء بن عرفة
أينَ العُقولُ؟ وأينَ الحكيمْ؟
وأينَ دموعُ الزمانِ القديمْ؟
قد صارَ هذا الوجودُ سقيمْ
وعادَ بهِ العقلُ طفلًا يتيمْ
رأيتُ فجورًا يُناجي الرذيلهْ
ويكشفُ عُهرًا بوجهٍ سليمْ
والحربُ تبكي، وتصرخُ صخرٌ
ويئنُّ جفنُ السكوتِ الكظيمْ
يا من تراقصتَ بينَ الكعابِ
وفي الأرضِ طفلٌ يُلاقي الجحيمْ
هل تسمعُ الصوتَ من تحتِ ردمٍ
وفي القلبِ نبضُ الحريقِ العميمْ؟
هل تعرفُ الموتَ؟ ذاكَ الثقيلْ
أم قلبُكَ الجارحُ المستهيمْ؟
وكهولُ سُودٍ يُهلْهلْ بخورًا
ويُلبسونَ الظلامَ النعيمْ
قالوا: سيأتي المدى بالشفاءِ
وزيَّفَ سِحرُ القُصورِ العَميمْ
طلسمُهم صارَ سيفًا خفيًّا
وضاعتْ وجوهُ الضياءِ الرحيمْ
ملِكةٌ تبكي على عرشِ وهمٍ
وقصرُ الرخاءِ ينفثُ سُمٍّ
قالت: “نعاني، وذاكَ العدوُّ
عن الأرضِ يُفني البريءَ الحليمْ”
يا ربَّ هذا الزمانِ احتدامٌ
وفيه الأنينُ، وقلبي سليمْ
ارحمْ ضعافَ البلادِ فَهُم
بلا درعِ عدلٍ، ونورٍ قَسِيمْ
واقطعْ لسانَ الدعيِّ الذي
تبسّمَ والموتُ فينا مُقيمْ
سبحانَ من يعلمُ السرَّ دومًا
ويُبصرُ دمعَ القلوبِ الكظيمْ
لو كانَ في القلبِ بعضُ حنينٍ
لبَكى الزمانُ على المستقيمْ
وإذا الشعوبُ استمرّتْ سكوتًا
فصمتُ الجراحِ يَؤولُ الهزيمْ
تبقى الحقيقةُ نارًا تُنادي
وفي كلِّ قلبٍ سؤالٌ مقيمْ
فداء بن عرفة