
أطفالُ غزَّةَ والموتُ القريبْ ، بقلم : فداء بن عرفة
أَطْفَالُ غَزَّةَ وَالأَمَانُ مُغَيَّبِ
وَالظُّلْمُ يَحْرِقُ جِسْمَهُمْ وَيُصَيِّبْ
نَامُوا عَلَى جُوعٍ، وَعَيْنُ سَمَائِنَا
تَبْكِي، وَفِي حُزْنِ الضَّمِيرِ تَهَيُّبِ
مَا كَانَ ذَنْبُ النَّحْلِ حِينَ تَفَجَّعَتْ
أُمَمٌ تَرَاهُمْ فِي الجُرُوحِ تُقَلِّبِ
أَيْنَ الرِّجَالُ؟ وَأَيْنَ سَيْفُ كَرَامَةٍ؟
أَيْنَ البُكَا؟ أَيْنَ العُيُونُ تُعَتِّبِ؟
مَاتُوا، وَكُلُّ حَجَرْ عَلَيْهِمْ نَادَبَ
وَالدَّمْعُ فِي خَدِّ اليَتِيمِ يُعَذِّبِ
مَا كَانَ جُرْمُ الطِّفْلِ حَتَّى يُسْلَبَ
حَقُّ الحَيَاةِ، وَصَوْتُهُ لَا يُجْتَبِ
فِي صَمْتِكُمْ شُؤْمُ الخِيَانَةِ وَالْخَنَا
وَكِتَابُكُمْ فِي اللَّذَّةِ المُسْتَكْتَبِ
لَوْ كَانَ فِيكُمْ رَجْلُ صِدْقٍ حُرٍّ
لَرَفَعْتُمُ السَّيْفَ الْقَدِيمَ وَضَرَّبِ
وَلَكِنَّكُمْ فِي غَفْلَةٍ تَتَمَادَوْنَ
وَالمَوْتُ فِي أَحْضَانِ طِفْلٍ يَلْعَبِ
يَا رَبُّ، كُفَّ الدَّمْعَ، رَفْقًا بِالنَّدَى
فَالعَيْنُ مِنْ كَثْرِ البُكَا لَا تَسْكُبِ
أَطْفَالُنَا فِي الجَنَّةِ الخُضْرَاءِ، نَعْمْ
لَكِنَّنَا نَبْكِي الجَسَدَ الْمُتْعَبِ
فداء بن عرفة