
نحو حياة أكثر سهولة وراحة ،اللوجستيات الصينية تربط السعودية بالذكاء والتقنيات المتقدمة ، بقلم : تيان جيانينغ
من تسريع توصيل الطرود العابرة للحدود، إلى تحسين التوزيع الحضري عبر الأنظمة الذكية، وصولا إلى الارتقاء بتجربة “الميل الأخير”، يشهد التعاون اللوجستي بين الصين والسعودية طفرة غير مسبوقة، حيث تضخ ديناميكية جديدة في الاقتصاد السعودي، وتخدم تطلعات المجتمع نحو نمط حياة أكثر سهولة وراحة.
في السنوات الأخيرة، كثفت الشركات اللوجستية الصينية من حضورها في السوق السعودي، معتمدة على الابتكار التقني، والتشغيل المحلي، والخدمات الفعالة لبناء منظومة لوجستية ذكية متكاملة تنبع من واقع المملكة. وساهم هذا الحضور بشكل فعّال في تحسين أنماط الاستهلاك والحياة، ودعم تنفيذ رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى جعل المملكة مركزا إقليميا لوجستيا.
تقنيات ذكية تُسرّع وتيرة الحياة
لم تعد اللوجستيات الحديثة تقتصر على النقل، بل أصبحت نظاما متكاملا من البيانات والتقنيات والكفاءة. في هذا السياق، أدخلت الشركات الصينية قدرات رقمية شاملة إلى السوق السعودية.
على سبيل المثال، تمكنت شركة “Cainiao” من إنشاء شبكة شحن فعالة تربط بين دول الخليج الست، باستخدام نموذج “الشحن الجوي + البري”، مما مكّن من توصيل الطرود في غضون ثلاثة أيام فقط، وهو تطور نوعي في السرعة وجودة الخدمة. كما تبنت الشركة استراتيجيات مثل التخزين المسبق والتوزيع الإقليمي، مما ساعد على خفض تكاليف التشغيل، وزيادة معدل دوران المخزون، وتعزيز قدرة التجار على الاستجابة لحاجات السوق المحلي.
بفضل دقتها في الوفاء بالطلبات بنسبة تسليم تتجاوز 99% في الوقت المحدد، حازت “Cainiao” على ثقة واسعة بين عملائها.
التوطين العميق: عندما تصبح “الخدمة” جزءا من المجتمع
من جهة أخرى، اختارت “JD Logistics” نموذجا أكثر محليا، حيث أطلقت في عام 2025 علامتها الخاصة للتوصيل السريع “JoyExpress” في الرياض، لتبني شبكة شاملة تشمل التخزين والنقل والتوصيل النهائي في المدن السعودية الرئيسية، مع خدمات “التوصيل في اليوم ذاته أو التالي” بدقة عالية.
ما يميز “JoyExpress” أيضا هو تقديم خدمات ذات قيمة مضافة مثل: التوصيل مع التركيب، الدفع عند الاستلام، تعديل العنوان، واسترجاع البضائع، مما يحسّن تجربة العملاء ومرونة النظام وسرعة استجابته. وهذا يتماشى مع تطلعات الجيل السعودي الشاب الذي يبحث عن تجربة سلسة وعصرية.
الأهم من ذلك، إن هذه الشركات لا تعمل فقط على تقديم خدماتها، بل تقوم بتوظيف وتدريب الكوادر المحلية، وتوفر أنظمة تشغيل وواجهات مستخدم باللغة العربية، لتصبح جزءا أصيلا من النسيج الثقافي والاجتماعي في المملكة.
أما شركة “J&T Express”، فقد عززت حضورها من خلال شراكة استراتيجية مع منصة التجارة الإلكترونية السعودية الأكبر “Salla”، ما أتاح لها دمج خدمات اللوجستيات بالتجارة الرقمية، في خطوة نحو تعاون أعمق بين التكنولوجيا والخدمات، تجعل اللوجستيات “لا تدخل السعودية فقط”، بل “تتجذر فيها”.
الخدمة الفعالة تعزز رفاهية المجتمع وتواكب التحول
مع تسارع وتيرة التحول في أنماط الحياة في السعودية، تزداد الحاجة إلى خدمات سريعة ومباشرة. وفي هذا الإطار، أطلقت شركة “Keeta” التابعة لمجموعة “Meituan” الصينية، خدمة “Keemart” في الرياض لتوصيل البقالة خلال 15 دقيقة فقط.
بدأت الخدمة في منطقتي الياسمين وغرناطة، مع خطط للتوسع السريع في أنحاء الرياض ثم المملكة بأكملها. ولا تركز “Keemart” على السرعة فقط، بل تولي أهمية لجودة المنتجات وسلامة سلسلة التبريد، حيث تُسلّم المواد المبردة مع أكياس ثلج، ويُضمن مصدر البضائع من موردين محليين موثوقين، مع الحفاظ على الشفافية في الأسعار.
اللوجستيات قوة للربط والتمكين
لقد بات واضحا أن قدرات الصين اللوجستية الممنهجة توفر أدوات فعلية تدعم تطلع السعودية لأن تصبح مركزا إقليميا للخدمات اللوجستية. ويأتي هذا في وقت يشهد تسارعا في إنشاء منطقة اقتصادية خاصة بين السعودية والصين، تُعد اللوجستيات والتصنيع من ركائزها الأساسية.
هذا التعاون لا يسهم فقط في تطوير البنية التحتية والتقنيات، بل يعزز من جاذبية المملكة للاستثمارات الدولية، ويُسرّع بناء منظومة لوجستية حديثة ومتكاملة تخدم الأفراد والاقتصاد على حد سواء.
إقرأ مزيداً من الأخبار حول الصين … إضغط هنا للمتابعة والقراءة