
صبرٌ مُتَفَجِّرْ ، بقلم : نسيم خطاطبة
لِنَصرٍ تَلألأَ فَوقَ جَبهَتِنا السُّمرْ
نُقَدِّرُ مَجدَهُ إنْ حانَ يَومٌ لِلنُّشُرْ
بِقومٍ شُجاعٍ إنْ هَبَّ ثَأرٌ في السَّحَرْ
يُزَلزِلُ ظُلمَهُمْ صَبرٌ شَديدٌ مُنفَجِرْ
لِشَعبٍ تَرَبُّتُهُ لِلمَنيَّةِ مُنْتَصِرْ
وَعِزُّ الأُلى فينا لِلخُضوعِ بِهِ كَسَرْ
وَعَيشُ الحُرِّ مَفخَرَةٌ لِكُلِّ ذَوي بَصَرْ
بِهِ نَرقى وَفيهِ العِزُّ يُنثَرُ كَالقِطَرْ
بِأرضٍ خَصيبَةٍ نَبَتَتْ بِخَيرٍ وَالثَّمَرْ
وَعُشبُ الظُّفورِ بِها كَأنَّهُ ضَوءُ القَمَرْ
رِجالُ الأُباهَةِ حَمَلوا الحِمامَ كَما الخَبَرْ
وَفي كَفِّ كُلٍّ موتُهُ قَد قُدِّرَ القَدَرْ
رَأَينا المَرافِقَ تَشتَعِلْ بِنارِ المُستَعِرْ
كَمَنزِلِ جَمرَةٍ فيها رِجالٌ في خَطَرْ
وَطَيرُ الحَقِّ فَوقَ الرَّأسِ يُصْفِرُ مُزْدَهِرْ
عَلى أَصواتِ موتٍ في الجُفونِ مُتَفَجِّرْ
غُيومُ الخِيانهِ فينا بِغَدرٍ تَستَعِرْ
وَتَشوي الطِّفْلَ وَالأَحلامَ تُرمى بالحُفَرْ
كَنارِ الجَحيمِ إذا زَخَّتْ لَهِيبًا في الشَّرَرْ
تُطاوِلُ كُفرَهُمْ وَالخَوفَ في قَلبِ الحَذَرْ
وَما بَعدَ الشَّدائدِ غَيرُ فَجرٍ مُنتَظَرْ
يُغَيِّرُ ما نُريدُ إذا الأَمانِي قَد نَضَرْ
يُنيرُ الدَّربَ في ظُلَمٍ بِبَذْرٍ مُختَصَرْ
وَيُبهِرُ كُلَّ مَن رامَ النُّجومَ وَقَد نَظَرْ
وَيَسري النُّورُ في الأَجيالِ يَروي ماسَطَرْ
وَيَخرُجُ من ظَلامِ القَهرِ شَعبٌ لا انحَصَرْ
غُزاةُ المَجدِ فينا قد نَهَضْنَ لِمَن غَدرْ
فَإِمَّا موتُ عِزٍّ أَو نُصُرْنا قَد ظَفَرْ
أَكَلْنا العُشبَ في أَيَّامِ يَأسٍ وَالخَطَرْ
وَلَكِنّا عَلى الأَيّامِ أَكبَرُ مَن كَفَرْ
رُوحُ الفِداءِ لِلأَقصى تَنادِي فَانْتَشِرْ
فَإنْ حانَ النِّداءُ نَكونُ أَكثَرَ مَن ظَهَرْ
نسيم خطاطبه