8:21 مساءً / 21 يوليو، 2025
آخر الاخبار

المفكر الإسلامي محمد نبيل كبها في حوار خاص مع ” وكالة شفا ” حول علاقة العلم بالدين

المفكر الإسلامي محمد نبيل كبها في حوار خاص مع " وكالة شفا " حول علاقة العلم بالدين

شفا – خاص – الصحفية أسيل أبو محميد – في وقت تتصاعد فيه النقاشات حول العلاقة بين الدين والعلم، نلتقي اليوم مع الكاتب والمفكر الإسلامي محمد نبيل كبها، في مركز “هوليستك” الكائن في عمارة “البجة سنتر” بمدينة رام الله، للحديث عن أهمية هذه العلاقة وأبعادها، واُفتتح الحوار في استعراض جزء من سيرته الثقافية والأدبية والعلمية.

ج: نعم يستطيع، سأل أحدهم الأديب والرّوائي الرّوسي “ليو تولستوي”: “هل يستطيع الإنسان العادي أن يكتب؟” فأجاب: “نعم يستطيع، ولكن عليه أن يكتب في موضوع شيّق بالنسبة له، ولكن هذا لا يجعل منه كاتبا عظيما أو روائيّا عظيم، فالعباقرة لا يولدون عباقرة، وإنما يصبحون كذلك بعد مشقّة طويلة من القراءة والمطالعة والدراسة، وكذلك الكاتب”.
وعندما سُأل الكاتب الأمريكي الساخر “مارك توين”: “كيف نكتب؟” فأجاب: “خذ قلما وورقة، وإكتب الأفكار التي تثور في ذهنك، ولكن هناك أمران مهمّان، الأوّل هو نوعيّة الأفكار التي ستكتبها، والثاني والأهم وهو أن تستطيع أن تعبّر عنها بهذا القلم على هذه الورقة.

ج: هناك العقم الأنثوي والعقم الذكوري، وهو عدم قدرة الوالدين على الإنجاب، وهناك العقم العقلي العربي، وهو عدم قدرة العقل على إنجاب وإنتاج الأفكار، وإن أنجبها فإنّها عادة ما تخرج مشوّهة ومعوّقة.
ولكي نخرج بعقل سليم لديه القدرة والّلياقة على توليد مفاهيم جديدة، علينا في البداية تحرير العقل العربي المسلم.

ج: بداية، لا يمكن أن تنبثق العظمة الحقيقية والحكمة إلا من خلال معاناتنا الوجودية في سقوطنا داخل مسلسل الحزن والألم، ولكل إنسان قصّته وحكايته، ولكن الإنسان الجسور والشّجاع فينا هو من يرى في هذه الصّعوبات والألآم تحدّيًا وإصرارًا لمواجهة خوفه ومحنته ليخصّب نفسه ويعرف ذاته.
سأتطرّق الى بعض محطات حياتي والتي هي أحد أسباب صعود أفكاري وكتابي على طاولة ومائدة الوجود …
أنا منشئي في المملكة العربية السعودية، وكانت البيئة التي تحيط بي هي بيئة إسلامية محضة وتلقينيه، حيث وضعني والدي حفظه الله في المساجد منذ نعومة أظافري لكي أتلقى حفظ القران الكريم وأحكام التجويد والفقه والحديث والعلوم الشرعية، ثم انتقلت الى المملكة الأردنية الهاشمية، ثم الى وطني فلسطين، وكان لكل منها مناخه الخاص الذي أثّر في شخصي وفكري، حتى تلقّيت الصدمة الكبرى حينما انتقلت إلى جمهورية مصر العربيّة كي أتلقّى تعليمي الجامعي وأتخصص في هندسة الحاسوب فيها، وكانت صدمة شكيّة عقائديّة .
فعندما تكون طالب بسيط أمام بروفوسور عظيم العقل وعملاق المعرفة يقوم بتعلميك نظرية الانفجار العظيم big bang theory للعالم الفيزيائي الروسي “(جورج جاموف” ويقول لك : “قبل 13 مليار سنة ضوئية كان هناك جرم صغير، تعرّض إلى كثافة عالية ودرجة حرارة عالية فحدث له انفجار عظيم، هذا الانفجار أدى لولادة الكون الحالي، حيث انفجر هذا الجرم مكونا المجموعة الشمسية ثم مجرة درب التبانة ثم المجموعة العنقودية الأولى والثانية والثالثة ثم السماء الرادويّة لتصل بكوننا الى ما هو عليه الأن -وهذا بفعل صدفة- ولا يوجد إله، والأدلة العلمية والفيزيائية تؤكد ذلك، وفي المقابل تجد خطاب إسلامي علمي سطحي وضعيف لا يجيب على هذه النظريات العلمية، بالتأكيد سيعتريك الشك.
وعندما يقوم بتعلميك بروفيسور آخر نظرية التطور evolution theory لعالم الطبيعة والأحياء والجيولوجيا العالم الكبير “تشارلز داروين” ويخبرك بأنه قبل 3 مليار سنه نشأت أوّل الكائنات الحيّة -بكتيريا- وبقيت على الأرض وحدها 2 مليار سنه، ثم بدأ ظهور “حقيقيّات النّواة” ثم الكائنات البسيطة عديدة الخلايا، مثل الديدان وقناديل البحر والإسفنج، ثمّ بدأت بالإنتواع، فبدأ ظهور الأسماك ثم البرمائيّات ثم الثديات، إنتهاءً الى ظهور الأستروبيثيكاس والهومو من سلف مشترك.
كل هذا أعلنه داروين عام 1859 في كتابه “أصل الأنواع Origin of Species” أنّه لا خلق ولا تصميم ، الطّبيعة هي التي تفعل في زمانيّة طويلة ممتدّة.
هَذِه النَّظرِيةِ التي أَحدثَتْ هِزَّةً فِي عُمقِ نَظرةِ الإِنْسانِ إِلى هُويَّتِه، وعَلاقَتِه بالطَّبِيعةِ والكَوْن، وتجد في المقابل خطابا إسلامي محليا وركيكا، لا يجيب بشكل علمي على أسئلة ال “Naturalism” الطبيعيّون المتطورون والداروينيّين وال “Atheism” الإلحاد، وال “Agnosticism” اللاأدرية، وال “”Apatheism اللاكتراثية، وال Deism”” الربوبيّة، وال Secular humanism” ” العلمانية، بالتأكيد سينخر وينقر عقلك الشك، وهذا ما حدث معي .
وهناك معارف لي كثر سقطوا في شباك الإلحاد، ومنهم من وقع في اللادينية، ومنهم من آمن بالتطور.
أنا سقطت في شباك ال Skepticism وال Agnosticism ، ولكن ليس الشكيّة الساذجة ال Skepticism التي ترتكز على تعليق الحكم في الأشياء، كل شيء وكل مسألة قابل للنفي والاثبات والسّلب والايجاب بقوى متعادلة، لأن هنا يضيع اليقين وتبقى المسألة معلّقة، ويصبح الانسان غير قابل للمعرفة، والشكيّة هي مدرسة ومذهب وفلسفة أسسها الفيلسوف اليوناني الكبير ” بيرون” ثم حمله بعده الراية تلميذه “تيمون” وبوفاة تيمون انتهت الفلسفة الشكية، ولكنها بعثت من جديد في مصر لفترة زمنية ثم إنتهت .
لكن الشك الذي وقعت فيه هو الشك “الإبستميلوجي” أو الشك “المعرفي”، وهو الشك الحقيقي والمفهوم الأوسع للشك، وبدأت ابحث عن الحقيقة، حقيقة وجودي وسر وجودي، وحقيقة الوجود الموضوعي من حولي، وحقيقة ما وراء الوجود ، واستمرت رحلتي هذه لعامين كاملين اعتزلت فيها الناس، حيث بدأت شاكا وانتهيت موقنا بأن الرسول -ص- هو حق، وأن الإسلام هو حق، وان القران هو حق، وأن الله هو الحق وهو الحقيقة الأولى التي انبثقت منها كل الحقائق، قال تعالى : “ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَٰطِلُ”.
وهذا الذي حصل معي حدث مع الكثير من المفكرين والعلماء والفلاسفة، ومن جملتهم حجة الإسلام “أبو حامد الغزالي”، والفيلسوف الفرنسي الكبير “رينيه ديكارت”، وكل مفكر حقيقي يبحث عن الحقيقة.

ج: تجديد الخطاب الاسلامي لا يكون في العقائد، وإنما في الفهم الحديث للآيات الكونية والوجودية، أي: “في فهم الآيات التي تنطق العلوم والمعرفة، والتي انبثقت منها العلوم”، كعلم الكوزمولوجي، والأنثروبولوجي، والأسترونومي، والأنتولوجي، وغيرها
مشكلة الخطاب الاسلامي اننا لم نقفز به إلى الهيئة العالميّة، الإمام الشّافعي زار مصر 200 هجري، وكان عدد سكان مصر وقتها 2 مليون تقريبا، والان عددهم 100 مليون ويزيدون، ولم يتجاوز أحد إلى هذه اللحظة عقل الشّافعي، بينما الفيلسوف والفيزيائي “ابن رشد” العربي والمسلم، والذي لم يستفيد العرب والمسلمون منه بقدر ما استفاد منه الأوروبيّون الذين أطلقوا عليه لقب Averroes حيث تعلّموا منه كل شيء، وليس هذا فحسب، بل تجاوزوا عقل ابن رشد لتحدث بعدها النهضة الأوروبية.
الأوروبيّون تجاوزوا عقل “ابن رشد”، هل نحن -العرب والمسلمون- تجاوزنا عقل “الغزالي”؟ لم نتجاوز الغزالي، وهو إلى هذه الّلحظة يعتبر بالنسبة لنا مرجعيّة في كتبه وأفكاره.
نحن العرب والمسلمون إلى هذه اللحظة لم نتجاوز عقل ابن سينا، ولا ابن كثير، ولا الإمام الغزالي، ولا الفارابي، ولهذا السبب تحديدا لم يخرج الى هذه اللحظة آينشتاين العرب وأرسطو المسلمين، ولم تحدث النهضة العربية والنهضة الإسلامية.

ج: لا أجد حلّا في هذا الوقت الصعب والراهن الا الرباط، الرباط هو السلاح الوحيد الذي نمتلكه في الوقت الحالي.
الاحتلال يسعى منذ السابع من أكتوبر الى التطهير العرقي، وتهجير الشعب الفلسطيني طوعاُ وكرهاً لردم هويته.
قد تختلف الأدوات، ولكن هدف الاحتلال واحد، في غزة القتل وسفك الدماء والمذابح والمجازر، وفي الضفة الحواجز العسكرية، وقلة الرواتب، وقتل العشرات، وأسر المئات، وفي الداخل رفع الضرائب ولجم الحرف والتضييق.
لذلك علينا نحن الفلسطينيين أن نكون يقظيين، وأن نرابط على أرضنا، ليس عليك أن تطلق صاروخا أو تقذف حجرا، وإنما أن تبقى في بقالتك، وأنت في مكتبك، وأنتِ في منزلك، وأنت في قهوتك، ضع قدماً على قدم، ولا تتزحزح، واصبر، وابقى مرابطا فيها، فهذا شرفك، وهذا ما أشار اليه نبينا محمد -ص- عندما قال: “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، قالوا: يا رسول الله أين هم؟ قال: في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس.

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم الأثنين

أسعار الذهب اليوم الأثنين

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الأثنين 21 يوليو كالتالي :عيار 22 71.000عيار 21 67.800