
حكمةٌ وواقعٌ حرّ ، بقلم : نسيم خطاطبه
صَقَرٌ إذا ما جاعَ يأكلُ لحمَهُ
ولا يسألْ قطيعًا أو بَشَرْ
يُحلّقُ في العُلا حُرًّا أبيًّا
ويصنعُ من جَناحيهِ الظَّفَرْ
وإنْ ضاقتْ بهِ سُبُلُ الحياةِ
تَعالَى واعتلى حتّى انْكَسَرْ
يموتُ كما يَشاءُ بعزِّ نفسٍ
ولا يُبقي لذلِّتهِ أَثَرْ
ويشربُ من جُفونِ الصخرِ ماءً
إذا ما عزَّ في الدنيا المطرْ
ويَرْقُبُ فُرْصَةً حتّى يُصيبَ
بمخلبِهِ الفريسةَ إذ ظَهَرْ
فكنْ حُرًّا كصقرٍ لا يُبالي
بما قالتْهُ ألسنةُ الحَذَرْ
ولا ترضَ الخُنوعَ لِعيشِ ذُلٍّ
فما في الذُّلِّ مَجدٌ يُفْتَخَرْ
فمن عاشَ الذليلَ مضى غريبًا
ومن ماتَ الكريمُ لهُ أَثَرْ
فموتُ الحرِّ أكرمُ من حياةٍ
بها يُسقى الهوانُ ويُنتَظَرْ
نسيم خطاطبه