5:10 مساءً / 26 يونيو، 2025
آخر الاخبار

حرب المستوطنين على شعبنا تزداد شدة وضراوة ، بقلم : راسم عبيدات

حرب المستوطنين على شعبنا تزداد شدة وضراوة ، بقلم : راسم عبيدات

الحرب التي يشنها المستوطنون على شعبنا في الضفة الغربية والقدس وحتى الداخل الفلسطيني -48 -،والتي لن تكون قرية كفر مالك – رام الله اخرها،والتي استشهد فيها 3 مواطنين واصيب 7 اخرين،بالإضافة الى حرق العديد من المنازل والممتلكات في تلك القرية.

هذه العمليات الدموية،ليست فقط نتاج انفلات هذه القطعان وتطرفها،بل هي نتاج سياسة حكومية تغطي مثل الهجمات وتحميها، في إطار المخططات الرامية الى طرد وتهجير شعبنا الفلسطيني،فوزير مالية الإحتلال وعراب الإستيطان الديني سموتريتش،خيّر شعبنا الفلسطيني في إطار سياسة ” الهندستين” الجغرافية والديمغرافية المستمرة في شمال الضفة الغربية ومخيماتها وبلداتها وقراها،بين الموت في القتال أو الطرد والتهجير للخارج،ومن يتبقى منهم ملزم بالعمل كحطابين وسائقين عند دولته،ووزير حرب الإحتلال كاتس كافىء المستوطنين،بمنع اعتقالهم ادارياً ،وكذلك كل العمليات التي ينفذها هؤلاء المستوطنين لا تجري لهم اي اعتقالات او محاكمات على خلفية تلك الإعتداءت،والرئيس الأمريكي المأفون ترامب،ألغى الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي السابق بايدن،والمتضمن لعقوبات ناعمة وشكلية بحق عدد من المستوطنين والمنظمات الإستيطانية،بسبب اعتداءاتها على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية،حيث هناك حالة من التماهي بين اليمين المتطرف التلمودي التوراتي الصهيوني الديني وبين اليمين المتطرف الأمريكي الإنجليكاني المسيحي،وليس أدل على ذلك ،قول ترامب بعد شن الحرب العدوانية الأمريكية الإسرائيلية على ايران” الأصيل والوكيل”،حاربنا معاً من اجل انقاذ وجود اسرائيل،وسأحارب من أجل انقاذ نتنياهو،وعدم محاكمته، فهو يعتبر تلقيه هدايا بقيمة 300 الف دولار، قضايا سخيفة وتافه سيجار ودمية،وهو حقيقة محق في هذا الجانب امام فساد الحكام والقيادات العربية والفلسطينية،حيث المبلغ المتهم به نتنياهو ،لا يساوي 1 %،من قيمة فساد القيادات العربية وحكامها.

حرب المستوطنين على شعبنا،بعد توقف الحرب العدوانية على ايران، ستزداد شدة وضراوة وتطرفاً،في إطار خطة الحسم والتهويد والضم للضفة الغربية ،التي يقودها من جانب الحكومة سموتريتش وبن غفير،سموتريتش يزرع الضفة بالمستوطنات ويشرعن بؤر استيطانية قائمة،ويخطط لإغراقها بمليون مستوطن،ويغير اسمها من الضفة الغربية إلى اسم توراتي” يهودا والسامرة” ،وبن غفير يقوم بإطلاق يد المستوطنين،لكي يقوموا بزرع الرعب والخوف في صفوف المواطنين الفلسطينيين،بتكثيف الإعتداءات عليهم،عبر عمليات إطلاق نار يقتل ويجرح فيها مواطنين فلسطينيين،حيث قتل حتى الان 30 مواطن فلسطيني،بنيران هؤلاء المستوطنين،المشبعين بالحقد والعنصرية والتطرف،واعتداءاتهم مستمرة ولا تتوقف حرق منازل وتدمير ممتلكات وسرقة محاصيل وتسميم حيوانات،وقطع طرقات، وحتى حرق بشر،كما حصل في عملية حرق عائلة دوابشة احياء في قرية دوما،وانتقلت تلك العمليات لتغطي كل مساحة الضفة الغربية، جريمة حرق منازل وممتلكات بلدة حواره،ومن ثم تواصلت تلك الجرائم في بروقين وترمسعيا ورمون وقريوت وسنجل وبيتا وبيتين وبيت فوريك والفندق وقرى شرق بيت لحم ومسافر يطا في الخليل .

اعتداءات،يوفر جيش الإحتلال الحماية لها ولا يقوم لا بلجمها ولا وقفها،في ظل بيت فلسطيني اتسع فيه”الفتق على الراتق”،بيت يحتاج الى تحصين داخلي ،وغياب رأس قيادي موحد،قادر على استشراف المخاطر المحدقة بشعبنا وقضيتنا،والتي تمر في اخطر مراحلها،مرحلة لا تحتاج الى شعارات وبيانات و”ببروغندا”، بقدر حاجتها الى فعل يُمكن من تعزيز صمود شعبنا وحماية وجوده،وهذا يتطلب القفز عن كل المهاترات والسجالات وتحميل المسؤوليات والتحريض والتحريض المضاد،والإبتعاد عن سياسة الإستجداء والخنوع،تلك السياسة التي لا تجلب لشعبنا سوى المزيد من النزف ودفع الأثمان،ففي الوقت الذي يقول فيه الفلسطينيين،انهم مع حل يضمن لهم إقامة دولة فلسطينية على جزء من أرض فلسطين التاريخية،تضمن لهم الحد الأدنى من حقوقهم المشروعة،تقول الحكومة الإٍسرائيلية المتطرفة والتي يتماها معها مجتمعها، بانهم لن يسمحوا بإقامة دولة فلسطينية ما بين النهر والبحر،و”قوننوا” ذلك عبر برلمانهم ” الكنيست” بالقراءات الثلاثة، برفض اقامة دولة فلسطينية،واي قرار يبطل ذلك،يحتاج الى موافقة 80 عضو كنيست من اصل 120 عضو،بالإضافة الى تصويت المستوطنين في الضفة الغربية،وأبعد من ذلك سموتريتش يقول بأنه لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني،وهذا اختراع عمره اقل من مئة عام،وفي سياقه رفضه لإقامة دولة فلسطينية،قال لن نسمح بإقامة دولة فلسطينية على جزء من “أرض اسرائيل التاريخية”،وبالمناسبة الإدارة الأمريكية تتماهى مع الرؤيا الإسرائيلية تماماً ،ورغم كل الوضوح والعداء السافر للشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية،نجد هناك من يقدم الترليونات من الدولارات لتلك الإدارة،ويقول عن رئيسها المأفون ترامب، بأنه رجل سلام ويعمل على تحقيق السلام.

هي حالة عربية رسمية منهارة،لأنظمة فاقدة لإرادتها وقرارها السياسي، “تجتر” نفس العبارات والبيانات والإسطوانات المشروخة في كل قمة تعقدها عربية واسلامية، ندين ونشجب ونستنكر وندعو ونحمل المجتمع الدولي المسؤولية،دون أن تتحمل مسؤولياتها،او تقوم بواجباتها،او تستخدم طاقاتها وإمكانياتها وعلاقاتها وثرواتها،في ممارسة ضغوط جدية على امريكا وحلفائها،لوقف حرب الإبادة والتجويع والحصار بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية ومدينة القدس ،وتطبيق قرارات الشرعية الدولية على قاعدة المساواة وبعيدا عن إزدواجية المعايير والإنتقائية.

هذه المواقف العربية الرسمية البائسة،تجعل الموقف الدولي الصامت في قسم منه والمتواطىء في قسم أخر،وعلى كل علاته،نجده احياناً متقدم على المواقف العربية والإسلامية،لا يتخذ مواقف متشددة من اسرائيل وانتهاكها السافر للقانون الدولي والدولي الإنساني والإتفاقيات والمواثيق الدولية.

بعد توقف الحرب العدوانية الأمريكية – الإسرائيلية على ايران،تلك الحرب التي قال المأفون ترامب، بانه خاضها مع “بيبي” من أجل حماية وجود اسرائيل،والذي يطالب أيضاً بإلغاء محاكمته،ويعتبر ذلك شيء مخجل ،فالقضايا المتهم بها نتنياهو،تلقيه هدايا سيجار فاخر ودمية وتغطية اعلامية منحازة وغيرها،قضايا تافة لا تستحق المحاكمة.

الحرب على شعبنا من قبل المستوطنين وبقرار وتغطية حكومية، ستصبح أكثر شدة وضراوة في الضفة الغربية والقدس،حيث اعتبر قادة اسرائيل بأن عام 2025 ،ومع مجيء ادارة المأفون ترامب،عام الحسم والسيطرة والسيادة على الضفة الغربية،فهل تنبعث قيادة فلسطينية،ترتقي الى حجم المخاطر والتحديات،بعيداً عن لغة المزايدات والكليشهات المكررة،أم ستبقى تسير في نفس المسار الذي أثبت عدم جداوه،وان تستخدم نفس الأدوات،لن يقود الى نتائج مغايرة،لن يقود الى نتائج مغايرة،فهذه ادوات استهلكت وعفى عليها الزمن.

فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

عباس زكي يشارك في تشييع جثامين شهداء بلدة كفر مالك شرق رام الله

عباس زكي يشارك في تشييع جثامين شهداء بلدة كفر مالك شرق رام الله

شفا – شارك عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عباس زكي، اليوم الخميس، في مراسم تشييع …