4:44 مساءً / 25 يونيو، 2025
آخر الاخبار

تحليل وقراءة أدبية لقصيدة ذق العذاب ضعفا ، للشاعر نسيم خطاطبة ، بقلم : الشاعرة غزلان البوادي حمدي

نقد قصيدة ذق العذاب ضيعفا ، للشاعر نسيم خطاطبه ، بقلم : الشاعرة غزلان البوادي حمدي

تحليل وقراءة أدبية لقصيدة ذق العذاب ضعفا ، للشاعر نسيم خطاطبه ، بقلم : الشاعرة غزلان حمدي البوادي

صورة نقدية من الأديبة الشاعرة التونسية غزلان حمدي البوادي لقصيدة الشاعر الفلسطيني نسيم خطاطبه التي بعنوان (ذق العذاب ضعفا )

تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس

هذه القصيدة البديعة للشاعر نسيم خطاطبه هي صوت صارخ في وجه الطغيان، ونداء شعري يحمل من القوة ما يعادل صهيل المعارك وصمت الجراح.

لغة النص مفعمة بالثورة، يغلفها الإيقاع الصارم المتماسك، وتنبض في كل بيت منها مشاعر الغضب النبيل والألم المكبوت والعزة المؤمنة. ينطلق الشاعر من تجربة جماعية مشحونة بالقهر والخذلان، ليحوّلها إلى فعل مقاوم وصرخة شعرية.

في مطلع القصيدة، يبدأ بترديد مقولة أشبه بالدعاء والطلب الإلهي:


“ذُقِ العَذَابَ ضِعْفًا”، وهي صيغة مشحونة بالمرارة والرد بالمثل، تعكس شدة المعاناة التي ذاقها قومه. ومن ثم ينقل القارئ مباشرة إلى تصوير رمزي رهيب لجهنم التي فُتحت أبوابها، وصمتٍ مرٍّ يسكن في الحلق كالسم، ليجعل الصمت نفسه فعلاً موجعًا لا يقل عن نار العذاب.

يمزج الشاعر بين المكان والدم، فيقول:


“تِلُّ الرَّبِيعِ كَغَزَّةٍ دَمْعٌ دَمٌ”، وهو تشبيه عبقري يجمع بين مدينتين رمزيتين للمقاومة، ويجعل من الدم والدّمار مرادفًا لحياتهما. هذه الصورة ليست مجرد وصف، بل صرخة في وجه العالم.

ثم يمر إلى تصوير التحدي والصمود:


“لَنْ يَدْرُوا غَيْرَ قُوَّتِنَا” و”تَتَغَطْرَسُ الْهَامَاتُ”، عبارات تتجاوز حدود البلاغة التقليدية نحو شعر التحدي والإيمان العميق بالقوة الذاتية. الشاعر هنا لا يطلب تعاطفًا، بل يؤكد الهيبة والقوة في مواجهة الطغيان.

وفي بيت آخر، يختم صورة المعركة الرمزية بدعاء واضح بالسقوط على الظالمين:
“وَامْطِرْ عَلَيْهِمْ غَيْرَ مَاءٍ حَتْفَا”، أي أن الغيث هذه المرة ليس رحمة بل جزاء وعدالة من السماء.

كل بيت في القصيدة يشكّل وحدة مستقلة لكنها تتآزر في بناء مشهد كلي مكثّف، حيث تتداخل فيه القيم الروحية (الدعاء، الصبر، الإيمان)، مع القيم الوطنية والثورية (الكرامة، العزة، المقاومة).

نختم ببيت يختصر وعي الشاعر السياسي والشعري:
“وَسَيَعْلَمُ الطُّغْيَانُ أَنَّ زَمَانَنَا
قَدْ قَامَ يَرْفَعُ فِي الْوُجُوهِ تَحَدُّفَا”

إنه وعد الزمن القادم، الوعد الذي يصنعه المظلوم بدمه، لا بانتظاره.

كل الشكر والتقدير للشاعر نسيم خطاطبه على هذا النص القوي، الشجاع، النازف بصدق، والمترف بالشعر في آن واحد.

مع تحيات رئيس مجلس الادارة غزلان حمدي

نص القصيدة :

ذُقِ العَذَابَ ضِعْفًا ، بقلم : نسيم خطاطبه

وَأَذِقْهُمُ ما قَدْ ذَقِنَا ضِعْفَا
لَنْ يَعْلَمُوا عَنَّا العِدَا وَالأَصْنَفَا

فَجَهَنَّمٌ قَدْ فُتِّحَتْ أَبْوَابُهَا
وَلِصَمْتِنَا الْمُرِّ الَّذِي قَدْ أَسْقَفَا

تِلُّ الرَّبِيعِ كَغَزَّةٍ دَمْعٌ دَمٌ
وَدِمَارُهُ قَدْ أَرْدَفَ الأَحْزَانَ رِفَا

وَأَذِقْهُمْ لَنْ يَدْرُوا غَيْرَ قُوَّتِنَا
تَتَغَطْرَسُ الْهَامَاتُ فِيهَا أَجْحَفَا

إِنِّي لَأَرْنُو شَفَّةَ الْفَرَحِ الَّذِي
نَتَذَوَّقُ الْمِثْلَ الَّذِي لَنَا أَحْرَفَا

دُكَّ الْحُصُونَ الْعَالِيَاتِ تَغَطْرُسًا
وَامْطِرْ عَلَيْهِمْ غَيْرَ مَاءٍ حَتْفَا

كَمْ غَالَتِ الدُّوَلُ الْكِبَارُ تَعَجْرُفًا
ثُمَّ ارْتَجَفْنَ بِذَاتِ خَوْفٍ رَجْفَا

قَوْمٌ وَعُزْلٌ، فِي غَزَّةٍ قَدْ هَدَّدُوا
وَبِعِزَّةِ اللهِ الْكِبَارِ وَنَزْفَا

يَدْعُونَ رَبًّا ثَابِتًا أَقْدَامَهُمْ
وَالْجُوعُ بَيْنَ أَكُفِّهِمْ قَدْ لَفَّفَا

وَسَيَعْلَمُ الطُّغْيَانُ أَنَّ زَمَانَنَا
قَدْ قَامَ يَرْفَعُ فِي الْوُجُوهِ تَحَدُّفَا

شاهد أيضاً

استشهاد الفتى ريان ثامر حوشية برصاص الاحتلال في بلدة اليامون غرب جنين

استشهاد الفتى ريان ثامر حوشية برصاص الاحتلال في بلدة اليامون غرب جنين

شفا – استشهد الفتى ريان ثامر حوشية 15 عاماً، برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في بلدة …