
“حماس” بين خذلان الخارج ودفء الحضن الفلسطيني ، بقلم : الصحفي سامح الجدي
مرت حركة حماس في السنوات الأخيرة بفصول متقلبة من التحديات السياسية والإقليمية، حيث راهنت على أحضان خارجية متعددة تمنحها الدعم والحماية. لكنها سرعان ما اكتشفت أن هذه الأحضان، مهما بدت قوية أو مأمونة، لم تكن إلا سراباً سرعان ما تبدد أمام ضغوط الواقع والتغيرات السياسية. في كل مرة كانت تحاول أن تعتقد أن هناك ملاذاً آمناً، جاءت الخيبات والخذلان، لترسم أمامها حقيقة صعبة مفادها أن الأحضان التي كانت تعتمد عليها لم تكن دافئة ولا صادقة.
في خضم هذه الظروف، لم يبق أمام حماس سوى حضن فلسطيني واحد دافئ، هو حضن الشرعية الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس. هذا الحضن الذي يمثل إرادة الشعب الفلسطيني الموحدة، والمرتكز الأساسي لأي وحدة وطنية حقيقية، هو الملاذ الوحيد الذي يمكن أن يعيد التوازن إلى المشهد الفلسطيني ويعيد لحماس دورها في إطار مشروع وطني جامع.
الحضن الفلسطيني بقيادة الرئيس محمود عباس لا يمثل فقط القيادة الرسمية المعترف بها داخلياً وخارجياً، بل هو أيضاً عنوان الوحدة الوطنية والأمل بمستقبل فلسطيني موحد. في هذا الحضن، لا يوجد خذلان ولا تناقض، بل هناك ثبات في المواقف والتزام بحقوق الشعب الفلسطيني على كل المستويات.
لم يعد أمام حماس خيار سوى أن تضع خلافاتها جانباً، وتلتفت نحو بناء جسور التعاون والتفاهم مع الشرعية الفلسطينية. هذا ليس مجرد خيار سياسي، بل هو ضرورة وطنية، إذ أن وحدتنا الداخلية هي حصننا الحصين أمام كل التحديات والمخاطر التي تواجه قضيتنا.
إن التاريخ أثبت أن الانقسامات والرهانات على أحضان خارجية لا تجلب سوى المزيد من التشتت والضعف، بينما الوحدة الوطنية تعطي القوة والمصداقية أمام العالم. وفي ظل الصراعات الإقليمية المتشابكة، فإن الحضن الفلسطيني بقيادة الرئيس محمود عباس هو القادر على حمل راية النضال الوطني وتحقيق تطلعات شعبنا.
في النهاية، تجسد تجربة حماس مع الأحضان الخارجية درساً قاسياً، لكن لا يزال هناك أمل كبير في أن تستعيد الحركة موقعها ضمن الإطار الوطني الموحد، وأن تحتضن الشرعية الفلسطينية باعتبارها الخيار الأوحد للبقاء والصمود، ولكي يكون الفلسطينيون جميعاً على قلب رجل واحد، قادرين على مواجهة كل التحديات وتحقيق الحرية والاستقلال.