11:48 صباحًا / 24 يونيو، 2025
آخر الاخبار

من يحمي الاسرى وقت الحرب ؟ بقلم : عصام بكر

من يحمي الاسرى وقت الحرب ؟ بقلم : عصام بكر

في سجن مجدو الذي كان سابقا معسكرا للجيش البريطاني خلال سنوات انتدابها على فلسطين وبالقرب من مرج بن عامر يقبع نحو 950 اسيرا ومعتقلا يضم السجن 10 اقسام يعيش الاسرى فيه مثل بقية السجون ظروفا اعتقالية بالغة القسوة وجبات متواصلة من القمع اليومي والتنكيل، انتشار وتفشي الاوبئة الامراض الجلدية، السواد الاعظم منهم لا يتلقون العلاج الطبي اللازم تفاقمت اوضاعهم بعد السابع من اكتوبر 2023 على نحو اكثر تدهورا وخطورة انعكست على مجمل الاوضاع في السجن باتت الحياة الاعتقالية غاية في القسوة تنعدم معها ابسط قواعد السلوك الانساني وادنى متطلبات القانون الدولي والمعاهدات الدولية التي تكفل معاملة الاسير وحقوقه بما فيها تقديم العلاج الطبي، والطعام، والملبس تكفلها جميعا القوانين الدولية .


تقارير حقوقية اشارت الى اصابة العشرات من الاسرى بفعل اطلاق صواريخ اعتراضية اثناء محاولتها التصدي لصواريخ ايرانية اطلقت على شمال فلسطين المحتلة التقارير المحدودة اشارت الى وجود اصابات حرجة في صفوف الاسرى في السجن مع تواصل الحرب لليوم الحادي عشر على التوالي بعد ان شنت دولة الاحتلال هجومها على ايران والتي لا مجال للتطرق الى مآلات هذه الحرب واهدافها رغم الحديث الصريح الذي يكرره رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو حول تغير “وجه الشرق الاوسط ” بكل ما تحمله هذه العبارة من معاني ودلالات على مستوى خارطة الاقليم، وربما العالم الموضوع الاساس في هذه الاسطر هو بالقاء الضوء على قضية الاسرى زمن الحرب باعتبارها قضية (منسية) لا تحظى بالاهتمام المطلوب مع الانشغال بمجريات الامور والتطورات التي تفرضها حرب شرسة مستعرة قد تمتد حرائقها الى المنطقة برمتها، وفي ذات الوقت علينا ان لا ننسى ايضا 20 شهرا من الابادة المفتوحة التي لم تتوقف على قطاع غزة ووقعها على الاراضي الفلسطينية المحتلة والقدس عموما .


على أي حال بالعودة للموضوع وما يطرحه من اسئلة تتعدى التعبير عن (القلق العميق) امام ما جرى بسبب التعتيم الاعلامي ووقف زيارات المحامين، وسحب قنوات التلفزة بحيث اصبح الاسرى بعد اكتوبر 2023 معزولون عن العالم تماما الصليب الاحمر الدولي والمؤسسات الحقوقية لا تنجح في الزيارة ايضا لكل السجون ومراكز التوقيف الا بشكل نادر وقليل هنا لا بد من طرح جملة من الاسئلة حول الشعور الذي ينتاب الاهل بعد سماعهم عن سقوط شظايا على غرف ابنائهم في السجن؟ فقط هل من احد يمكنه ان يتخيل المشهد لا اخبار على الاطلاق ولا وسيلة اتصال تكشف ما جرى؟ اي اقسام التي تضررت؟ كم عدد الاسرى؟ ومن هم؟ وربما الاهم ما نوع الاصابات؟ تناولت بعض التقارير وجود اصابات خطيرة اكثر الاسئلة الحاحا ربما هو عدم تلقي العلاج او نقل الاسرى للمشافي للعلاج الطبي؟ ما يعني بشكل مباشر هناك اسرى جرحى داخل السجن لم يتم نقلهم للعلاج هذا يقود الى بعض المقاطع المسربة مؤخرا حول الاعتداءات التي تعرض لها الاسرى خلال الايام القليلة الماضية والتنكيل بهم من قبل ادارات السجون بسبب ما سموه التعبير عن ” الفرح” في احدى الدفعات الصاروخية التي اطلقتها ايران على مناطق شمال فلسطين المحتلة يظهر المقطع القصير اسرى تم التنكيل بهم واقتحام غرفهم بقوات مدججة من جنود الاحتلال والقاء عدد من الاسرى ارضا بعد تصويب بنادق الية محشوة بالرصاص الحي باتجاههم هذه ليست حادثة عابرة بل تصوير حقيقي لما يجري على مدار الساعة داخل السجون والمعتقلات الاسرائيلية تلخص الى حد كبير المعاناة وتعكس الجزء اليسير مما يكابده الاسير لحظة بلحظة .


نصوص القانون الدولي واتفاقيات جنيف للعام 1949 تنص بشكل واضح وصريح على حق الاسير وقت الحرب وتعتبر نقل الاسير من مكان سكناه الى اراضي الدولة القائمة بالاحتلال يرتقي الى جريمة حرب، وتضمن معاملته معاملة انسانية بعيدا عن التعذيب او الاهانة والمعاملة الحاطة بالكرامة كل ذلك على مدى سنوات الاحتلال يجري انتهاكه يوميا بشكل فاضح بشهادات مشفوعة بالقسم لاسيرات واسرى تحرروا من الاسر يروون فيها ما تقشعر له الابدان عن سوء المعاملة، والضرب، والتجويع والاخفاء القسري الى جانب سياسة ممنهجة من الاهمال الطبي المتعمد وسلسلة طويلة من الحملات الوحشية التي لم تشهد لها السجون مثيلا في تاريخها .


ما جرى بحق الاسرى مؤخرا الى جانب ما يجري منذ اكتوبر 2023 ليس معزولا عن سياق كامل من مدارس تغذي النزعات المتطرفة والاكثر اجرامية على مدار سنوات الصراع لا يجب المرور عليها مرور الكرام هي ليست خبرا عاديا تورده بعض الوكالات الاخبارية يطوى طي النيسان فالمطلوب اليوم رسميا وشعبيا وعلى المستوى القانوني والاعلامي بالذات على نحو رسمي تحركا ملموسا وفوريا يرتقي لمعاناة الاسيرات والاسرى للضغط بكل الادوات المتاحة وكشف حقيقة ما جرى في مجدو، ونقل الاسرى لتلقي العلاج المصابين بالشظايا كذلك المرضى ضحايا “سكابيوس” الذي يفتك بأجسادهم والامراض الجلدية الاخرى والاصرار على توفير حماية للأسرى، والعمل على وقف كل اشكال التعدي وحملات الانتقام الممنهج بحقهم، علينا العمل جميعا كل بموقعه ومسؤوليته من باب الواجب الاخلاقي والوطني على ايجاد اطار قانوني دولي واضح يضع ثقله بكل قوة تحت مظلة الامم المتحدة وهيئاتها من اجل الزام دولة الاحتلال بتطبيق القوانين الدولية وفتح سجونها ومعتقلاتها امام لجان التحقيق الدولية ما جرى خطير يدق ناقوس خطر حقيقي تتهدد فيه حياة الاسرى اكثر من اي وقت مضى بعد الذي مورس على مدار الاشهر الماضية، وسجن “سيديه تيمان” القريب من قطاع غزة خير شاهد على حجم المأساة التي يعيشها الاسرى والاسيرات والتي ستتكشف يوما المزيد تفاصليها على فظائع مروعة ارتكبتها دولة الاحتلال عن سابق اصرار وتحدي لكل المواثيق والقوانين الدولية اما الاسرى والاسيرات فرغم المعاناة فهم على ذات الارادة العصية على الانكسار مهما حصل وايقونات العطاء التي لا تنطفئ مهما حاولوا اخماد عنفوانها المشتعل.

  • – عصام بكر – سكرتير العلاقات الخارجية والاعلام – الهيئة العليا للاسرى والمحررين

شاهد أيضاً

TCL تطلق هاتفا بتقنيات وكاميرات ممتازة

شفا – بدأت TCL بالترويج لهاتفها الجديد الذي حصل على كاميرات وتقنيات ممتازة، وسيطرح بسعر …