
الأسد الصاعد اليهودي – ينهار أمام صواريخ إيرانية استنزافية ليلة ١٧/يونيو/٢٠٢٥ ، بقلم : بديعة النعيمي
“الأسد الصاعد اليهودي” ينهار أمام صواريخ إيرانية استنزافية ليلة ١٧/يونيو/٢٠٢٥
شهدت الدفاعات الجوية لدولة الاحتلال ليلة أمس ١٧/يونيو فشلا في التصدي للصواريخ الإيرانية الدقيقة التي اجتازت القبب الحديدية وخرقت طبقات متظوماتها المتعددة في مشهد هز صورة دولة الشتات كقوة صاعدة تعربد على دول الإقليم متى شاءت.
إن انهيار صورة “الأسد الصاعد اليهودي” كشف هشاشة القوة العسكرية اليهودية حينما تواجه استراتيجية استنزاف طويلة النفس بعيدة عن نمط الحروب الخاطفة التي تتقنها.
صواريخ الليلة الماضية التي أصابت أهدافا حيوية داخل عمق دولة الشتات، أدت إلى توجيه ضربة معنوية للمؤسسة الأمنية العسكرية حين أطاحت بمبدأ الردع المطلق والتفوق الذي بنيت عليه العقيدة الأمنية الصهيونية منذ قيام دولة الاحتلال عام ٤٨ وكشفت ضعفه.
وتكمن أهمية هذا الانهيار في أنه يشي بتراجع رمزي لمشروع توسعي حاول لعقود أن يخنق الإقليم الذي ينغرز كالشوكة في خاصرته اقتصاديا وتكنولوجيا وعسكريا، معتمدا على تفوقه. هذا التفوق الزائف الذي لطالما تباكى لدى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب حين يجد نفسه يختنق وسط الأزمات الكبرى، مثل تلك التي مر بها خلال حرب ١٩٧٣، فقامت الولايات المتحدة بشكل عاجل على مد جسر جوي أنقذها من اختناق أكيد.
هذا الاختناق ذاته وأكثر، عاشته هذه الدولة مساء أمس حين استنجدت بحلفاءها وخاصة الولايات المتحدة، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى مغادرة قمة “مجموعة السبع” في كندا كما جاء عن “البيت الأبيض”، وأنه سيعود إلى واشنطن للتعامل مع أمور مهمة.
وقد نشر عددا من التغريدات على حسابه في منصة إكس مثل “الجميع يجب أن يغادر طهران فورا”.
مما أثار مخاوف من تدخل عسكري أمريكي. أكد أن هدفه ليس فقط وقف إطلاق النار بل إنهاء برنامج إيران النووي بالكامل. وقد عسكت تصريحاته تصعيدا محسوبا لدعم علني لدولة الاحتلال والضغط على طهران.
إن التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة تشير إلى استعداد محتمل رغم نفي النية للهجوم. ويندرج أسلوب “ترامب” ضمن سياسة دفع الخصم إلى التنازل دون حرب مفتوحة. الموقف العام يتسم بالخطورة مع غموض نوايا “ترامب”.
غير أن مشهد ليلة ١٧/يونيو يؤذن بتحول استراتيجي قد يعيد رسم موازين القوى في الإقليم. بعد انكسار وهم التفوق المطلق لدولة الاحتلال، وظهرت حقيقة أن الاستنزاف طويل النفس أكثر فاعلية من الرهانات على القوة الخاطفة. ومع تعقد المشهد الدولي وتذبذب المواقف، يبدو أن الصراع دخل طورا جديدا ستكشف الأيام القادمة عنه.