6:31 مساءً / 17 يونيو، 2025
آخر الاخبار

تقرير : اعترافات أمريكية بالإبادة في غزة

شفا – أبرزت صحيفة الغارديان البريطانية أنه بعد أكثر من عام ونصف على بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، تتكشف تدريجيًا اعترافات أمريكية متأخرة، تكشف عن حجم التواطؤ والتستر الرسمي الذي مارسته إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.

وذكرت الصحيفة أنه فبينما كانت الطائرات الإسرائيلية تفتك بالمدنيين وتدمر المستشفيات والملاجئ، كانت واشنطن تمطر الرأي العام بسيل من الأكاذيب لتغطية ما بات كثير من القانونيين يصفونه بـ”الإبادة الجماعية”.

لكن تصريحات جديدة أدلى بها مسؤولون سابقون – كان أبرزهم ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية – تؤكد بشكل صريح ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب، لكنها تثير في الوقت ذاته تساؤلات موجعة: لماذا صمتوا؟ ولماذا كذبوا؟ ومن سيحاسبهم؟

ميلر يعترف متأخراً: نعم، إسرائيل ارتكبت جرائم حرب

في مقابلة بثتها قناة تلفزيونية ، قال ماثيو ميلر بوضوح إن “من المؤكد تماماً أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت جرائم حرب في غزة”.

وعندما سُئل عن سبب عدم إعلانه هذا الموقف أثناء توليه المنصب، أجاب بصراحة باردة: “عندما تكون على المنصة، فأنت لا تعبر عن رأيك، بل تنقل استنتاجات حكومة الولايات المتحدة”.

واعتبرت الغارديان أن اعترافٌ كهذا ليس مجرد كشف متأخر، بل دليل إدانة لجهاز دبلوماسي بأكمله، شارك في تغطية جرائم حرب طوال شهور.

شراكة في الجريمة: واشنطن كجزء من آلة الإبادة

ليست تصريحات ميلر حدثاً منفرداً. فإدارة بايدن – عبر مسؤوليها في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي – لعبت دورًا حاسمًا في دعم العدوان الإسرائيلي على غزة، سياسيًا وعسكريًا وإعلاميًا.

وكان الدعم أشبه بشراكة عضوية في جرائم موثّقة، وقد أظهرت شهادات وشهادات مصورة أن الأسلحة الأمريكية استخدمت مباشرة في استهداف المدارس والمستشفيات ومخيمات اللاجئين.

من كارين جان بيير، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إلى جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، مرورًا بأنتوني بلينكن، وفي دانت باتيل، وجون كيربي – كلهم شاركوا في حملة ترويج منظمة للأكاذيب. لم يكونوا مجرد متفرجين، بل مهندسو رواية سياسية هدفها حماية إسرائيل وتبرير جرائمها.

الأكاذيب التي مهدت الإبادة

روجت إدارة بايدن لأكاذيب مفبركة لتبرير المجازر. من قصة “الأطفال المذبوحين” إلى روايات الأنفاق أسفل مستشفى الشفاء، كانت البيانات الرسمية تزور الحقائق وتشوّه الضحايا.

أحد أبرز الأكاذيب كان تصوير غزة كموقع “قيادة وسيطرة” إرهابي، بينما كان العالم بأسره يرى المجازر الجماعية في المدارس والملاجئ والمستشفيات.

ورغم كل الصور والأدلة، واصل مسؤولو بايدن الكذب: ادعوا أن “بايدن يتعاطف”، زعموا وجود “تحقيقات إسرائيلية”، وأن “المساعدات تتدفق”، بينما كانت دولة الاحتلال تنفذ سياسة تجويع منهجي وتدمير شامل.

الاعتراف المتردد: ميلر يهتزّ لكنه لا يعتذر

في مقابلته، بدا ميلر متوتراً وهو يقرّ بجرائم الحرب. لم يكن ذلك ندمًا صادقًا، بل مراوغة لإنقاذ السمعة. والأدهى أنه رغم إقراره بأن جرائم حرب وقعت، فإنه تردد في استخدام مصطلح “إبادة جماعية”، مما يعكس استمرارًا في محاولة التهرب من المسؤولية الأخلاقية.

وقالت الغارديان إن تصريحات ميلر لا تمثل شجاعة حقيقية، بل نموذجًا للغسل الأخلاقي المتأخر الذي يعمد إليه مسؤولون أمريكيون بعد مغادرتهم مناصبهم. فهم لا ينطقون بالحقيقة إلا عندما تتوقف الكاميرات الرسمية، وبعد أن تُزهق آلاف الأرواح.

وذكرت أن السؤال الأهم الآن: من سيُحاسب؟ لا يكفي أن يخرج ميلر أو غيره للاعتراف بعد أن وضعت الحرب أوزارها مؤقتًا، وبعد أن تهدمت مدن كاملة وسُحقت عائلات بأكملها تحت الأنقاض.

كما أن شهادات من أمثال جيك سوليفان أو بريت ماكغورك، التي تصف “خيارات الرئيس” وكأنها خيارات بيروقراطية عابرة، تمثل إهانة لعقول الملايين الذين شاهدوا حجم الدمار والقتل.

كتاب “في الماضي” لوزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت ماكنمارا، الذي نشر بعد 20 عامًا من حرب فيتنام، يُعدّ سابقة في هذا السياق.

لكن في الحالة الفلسطينية، فإن صمت المسؤولين الأمريكيين لا يزال مستمرًا، والتواطؤ حيًّا. وإن كانوا قد بدأوا الحديث الآن، فلا بد أن يترافق ذلك مع مطالبة واضحة: العدالة للضحايا والمحاسبة للفاعلين.

من الاعتراف إلى الإدانة… ثم إلى المحاسبة

قالت الغارديان إن ما نشهده اليوم ليس فقط اعترافًا متأخرًا، بل إدانة موثّقة لجهاز سياسي وإعلامي أمريكي شارك في إبادة شعب أعزل. لا تكفي الكلمات بعد فوات الأوان، ولا تكفي مشاهد الندم المزعوم أمام الكاميرات.

وأكدت الصحيفة أن الواجب الأخلاقي والإنساني يفرض على المجتمع الدولي أن يترجم هذه الاعترافات إلى مساءلة قانونية، تبدأ من واشنطن، ولا تنتهي في تل أبيب.

وختمت بان ما فعله ميلر وأمثاله يجب ألا يُنسى. فالأكاذيب التي رددوها لم تكن مجرد روايات إعلامية، بل أدوات ساعدت في تنفيذ جرائم ضد الإنسانية. ولذا، فإن ذكرى ضحايا غزة ستظل لعنة تطاردهم… إلى أن تتحقق العدالة.

شاهد أيضاً

رئيس الصين شي يلتقي برئيس أوزبكستان

رئيس الصين شي يلتقي برئيس أوزبكستان

شفا – قال الرئيس الصيني شي جين بينغ هنا اليوم الثلاثاء إنه يتعين على جميع …