11:06 مساءً / 14 يونيو، 2025
آخر الاخبار

تعلم وتعليم الكبار كأداة تعافي في وقت الحرب ، بقلم : نسيم قبها

تعلم وتعليم الكبار كأداة تعافي في وقت الحرب ، بقلم : نسيم قبها

في ظل الحروب والنزاعات المسلحة، تبرز برامج تعلم وتعليم الكبار كأداة حيوية لمواجهة التحديات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية ، من أجل الملاذ الإنساني ، وديمومة البقاء المادي والمعنوي .


إن الصمود الاجتماعي والنفسي من خلال برامج تعلم وتعليم الكبار وقت الأزمات ، يعني بالضرورة توفر فرصة التعليم للبالغين للتكيف مع الصدمات الناتجة عن الحرب واشتعال السماء ، مثل البرامج النفسية التي تشمل مجموعات دعم وورش عمل للصحة العقلية لمساعدة النازحين والمتأثرين بالصراعات المتعالية على الإنسانية ،


وما يعنيه من تعزيز التماسك المجتمعي عبر إنشاء شبكات داعمة بين المنخرطين المتعلمين، وإفادة غير المتعلمين من خلال تلك المجموعات التي تكون بمثابة خط دفاع اجتماعي.

إن التأهيل الاقتصادي ليس محجوبا عن هذه البرامج المهنية والتي تساعد المجتمع ليبقى صامدا (مثل التدريب على الطب التكتيكي في الأنموذج الأوكراني أو التلمذة الصناعية في الأنموذج العراقي) ، ما يعني مساعدة الأفراد في اكتساب مهارات جديدة تمكنهم من إيجاد فرص عمل أو إعادة الاندماج الضروري في سوق العمل بعد فقدان مصادر الدخل بسبب الحرب والأزمات والصراعات .

إن دعم النازحين والمجتمعات المضيفة كما في غزة اليوم حيث تحولت المدارس إلى مراكز إيواء، يُحرم عشرات آلاف البالغين والأطفال من التعليم ، لتأتي برامج تعلم و تعليم الكبار ( لو كانت موجودة) لتعوض هذا النقص عبر بدائل مثل التعلم عن بعد أو الفصول المؤقتة ، حيث يجب أن تركز المراكز التعليمية للكبار في تقديم دورات حياتية وإعادة تأهيل للنازحين داخلياً لمساعدتهم في الاندماج في مناطق جديدة ، واستمرار انتاجهم .


يجب أن تُعد هذه البرامج لتعلم وتعليم الكبار لتكون جزءاً من “خطة التعافي” ما بعد الحرب والأزمة ، والتي تهدف إلى تعزيز التفاهل و المشاركة المدنية والاستعداد الواعي إلى ما بعد الحرب ، من أجل سرعة الاستشفاء.


صحيح أن عدم وجود الملاجئ الآمنة والبنية التحتية (كما في غزة) أو انعدام الأمن ، يعيق تنفيذ البرامج، مما يتطلب تعاوناً وطنيا إقليميا دولياً لدعمها ، من أجل الحد الأدني من الجودة للبرامج لضمان تأثيرها المجتمعي ، إذ أن البرامج الرديئة قد تفاقم السلبيات بدلاً من علاجها .

إن تعلم و تعليم الكبار خلال الحرب والازمات والطوارئ ليس رفاهية، بل هو استثمار بشري في الصمود الفردي والجماعي، وإعادة الإعمار، وبناء مجتمعات أكثر استدامةً وصمودا وسلاماً.

شاهد أيضاً

رشقة صاروخية من قطاع غزة على مستوطنة نير عوز في الغلاف

شفا – أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، سقوط صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه …