
شفا – تحذر دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية اقتحام المسجد الأقصى، والتي يقودها ابن غفير برفقة عدد من كبار الضباط، وتحت حماية مشددة من قوات الاحتلال ، في الوقت الذي تفرض فيه قيودًا على دخول المصلين المسلمين.
حيث تأتي هذه الاقتحامات المتكررة في سياق السياسة التصعيدية التي ينتهجها بن غفير منذ توليه منصبه، إذ يروّج علنًا لما يسميه “حق اليهود” في الأقصى، ويدعو إلى السماح لهم بأداء صلواتهم داخله، ففي ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل” العام الماضي، أعلن صراحة نيّته بناء كنيس يهودي داخل الأقصى، وهو التصريح الذي تبعته صلوات جماعية ويومية للمستوطنين في باحاته، تحت حماية الشرطة، في خرق صريح للوضع التاريخي والقانوني القائم.
وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعدت انتهاكات الاحتلال داخل المسجد الأقصى، عبر توظيف المناسبات والأعياد الدينية اليهودية لفرض طقوس توراتية في قلب المسجد؛ فللمرة الأولى منذ احتلال مدينة القدس، نجح مستوطن هذا العام في إدخال قربان حيواني “جدي صغير” إلى المسجد الأقصى، عبر باب الغوانمة، وأدى الصلاة داخله، وذلك بالتزامن مع عيد الفصح.
وفي سابقة خطيرة أخرى، وخلال ما يعرف بعيد “نزول التوراة” (شفوعوت)، اقتحم مستوطنون سطح مسجد قبة الصخرة مرتدين ملابس مخصصة للذبح، ولوّحوا بما يُسمى “الخبز المقدّس” الخاص بهذا العيد، كما حملوا قطعة قماش عليها دماء، وعلبًا من الخمر وخبزًا منقوعًا فيه، وشرعوا بأداء طقوس دينية برش الماء والخمر على الأرض، تحديدًا قرب قبة السلسلة، وباعتقادهم أن هذا المكان هو موقع المذبح في الهيكل المزعوم. بالإضافة الى الصلوات العلنية والجماعية والرقص والغناء في الأقصى، ورفع الأعلام الإٍسرائيلية علنية داخله والنفخ بالبوق، وتقديم القرابين النباتية، وإدخال أدوات الصلاة المخصصة للكنس.
تحذر دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني من مغبة وعواقب استمرار هذه الانتهاكات المستفزة واللا شرعية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كما اعتبرت هذا خرقا فاضحًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتصعيدا مرفوضا واستفزازا غير مقبول. وانتهاكا صارخا للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، من خلال محاولة تقسيمه زمانيا ومكانيا، وتدنيسا لحرمته.
وتؤكد الدائرة ان ادارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون المسجد الأقصى، وتنظيم الدخول إليه.