5:25 مساءً / 12 يونيو، 2025
آخر الاخبار

مادلين تختطف ، والعالم يختنق بصمته! بقلم: سوما حسن عبدالقادر

مادلين تختطف… والعالم يختنق بصمته! بقلم: سوما حسن عبدالقادر

في ساعات الفجر الأولى من يوم الإثنين 9 يونيو 2025، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام السفينة الإنسانية (مادلين)، التي كانت تحاول كسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرا . لم تكن السفينة تحمل سلاحا، ولا جيوشا، بل كانت تحمل إنسانية خاما، وقلوبا لم تخدرها الحسابات السياسية ولا صمت المصالح.

على متن (مادلين) كان نشطاء من مختلف الجنسيات، نساء ورجال، مناضلون، أطباء، فنانون، وحتى نشطاء بيئيون، اجتمعوا على قناعة واحدة: أن الكرامة لا تجزأ، وأن الحصار جريمة، والصمت عليها خيانة.

لكن بينما كانت (مادلين) تبحر في المياه الدولية، باغتتها قوة بحرية إسرائيلية مسلحة، وصعد الجنود إلى سطح السفينة، وصادروا حريتها وأسروا من عليها. وبدل أن يدين العالم هذا القرصنة، اختار العالم الصمت المهين.

صمت ليس بريئا


لا شيء أكثر قسوة من الصمت حين يصبح حليفا للجلاد. لم نسمع بيانا غاضبا من جامعة الدول العربية، ولا مؤتمرات صحفية طارئة من العواصم الأوروبية التي لا تتردد في رفع شعارات (حقوق الإنسان) عندما تتوافق مع مصالحها. أين فرنسا؟ أين ألمانيا؟ أين دول الشمال التي طالما تغنت بالمبادئ؟

بل أين العرب؟


أين من يعتبرون أنفسهم (قادة الرأي)، (حماة القدس)، و(حراس القضية)؟ أين حكومات تملك من النفط ما يكفي لشراء صمت الغرب، لكنها لا تملك من الكرامة ما يكفي لكسر الصمت نفسه؟

تلجيم مزدوج: قمع داخلي وتواطؤ خارجي

العار لا يقتصر على العجز، بل في التواطؤ. الإعلام العربي الرسمي بالكاد ذكر ما حدث، وكأن (مادلين) كانت مجرد سفينة نزهة تعطلت في عرض البحر، لا ناقلة حرة سلبت بالقوة. أما الإعلام الغربي، فابتلع لسانه، أو تلا بيانات إسرائيلية جاهزة تتحدث عن (أمن الدولة) و(منع التهريب)، وكأن الغذاء والأدوية باتت تهديدات وجودية لدولة تملك أقوى جيش في الشرق الأوسط.

غزة ليست وحدها، ولكنها تركت وحيدة

(مادلين) كانت محاولة بسيطة لإنعاش ضمير العالم، لكنها تحولت إلى مرآة مرعبة تظهر كيف صار هذا الضمير ميتا، أو على الأقل مكمما.


وإذا كانت غزة لا تزال تصمد، فليس لأن العالم يساعدها، بل رغم أنه تخلى عنها.

إن اختطاف (مادلين) ليس مجرد حادث بحري، بل هو فضيحة أخلاقية للعالم أجمع. وعار سيلاحق كل من لاذ بالصمت، أو غطى الجريمة بالتحليل السياسي أو الدبلوماسي.

قد تحتجز (مادلين)، لكن الرسالة التي حملتها ستصل، لأن الحرية لا تغرق، والكرامة لا تصادر بالسلاح.

سمى حسن عبدالقادر ( Soma Hassan ) ( سوما ) – Soma Hassan

شاهد أيضاً

اتحاد نضال العمال الفلسطيني يشيد بمواقف النقابات العمالية السويدية

شفا – أشاد اتحاد نضال العمال الفلسطيني بالبيان الصادر عن مؤتمر النقابات العمالية السويدية، الذي …