الإئتلاف التربوي الفلسطيني – تعاونية جنين التعليمية يفتتحان الملتقى التربوي الأول

شفا – في مدينة أنهكها الحصار واجتياحات الاحتلال اليومية المتواصلة ، وأمام واقع تعليمي متدهور بفعل عدوان الاحتلال الإسرائيلي الذي تجاوز أكثر من 160 يوما ، افتتح الإئتلاف التربوي الفلسطيني من خلال تعاونية جنين التعليمية ، وتحت رعاية وزير التربية والتعليم العالي ، الملتقى التربوي حين تنقذ جنين أبناءها ، ليشكّل صرخة تربوية إنسانية تضامنية في وجه محاولات محو التعليم من وجدان المدينة في خضم الحملة العسكرية الإسرائيلية عليها واستمرارها شراهة ، وفي ظل استهداف العملية التعليمة مباشرة وتعطيلها نتاجا للوضع الأمني غير المسبوق من حالة عدم التمدرس الطويلة في مدارس مدينة جنين المستهدفة ، وما تعنيه هذه الحالة من مسؤوليات على المؤسسة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والأهلية ، وتبيان أهمية الدور الشعبي في التعليم في حالات الطوارئ، وهي حالة ليست استثنائية على جنين ولكنها الأصعب منذ الإحتلال الإسرائيلي.

وقد افتتح الملتقى عطوفة محافظ جنين كمال أبو الرب في كلمة أكد في كلمته للملتقى ، على أهمية تضافر جهود المؤسسات من أجل التعافي التعليمي ، ناقلا تحيات الرئيس محمود عباس ، ومشيدا بدور الحكومة في دعم صمود الأهالي في جنين ، وبيّن أن دماء الشهداء هي حافزنا لنكرمهم من خلال التشبث بالأرض والعلم ، لخلق جيل وطني واع قادر على مواصلة النضال للوصول إلى الدولة المستقلة ، وأن المحافظة تعمل مع وزارة التربية بدا بيد في بناء ما يهدمه الاحتلال .

وفي كلمته، أكد وزير التربية والتعليم العالي د. أمجد برهم على أهمية الارتقاء بالعملية التعليمية في محافظة جنين رغم الظروف الصعبة التي تعيشها بفعل استمرار عدوان الاحتلال على المدينة ومخيماتها وقراها، مشيرًا إلى الانتهاكات المستمرة بحق المؤسسات التعليمية في غزة، واستهداف المناهج في القدس، والمعيقات المتكررة في الضفة الغربية.
وأوضح توجه الوزارة نحو تطوير التعليم التفاعلي، عبر إعداد خطط تدريسية حديثة تنسجم مع التطورات العالمية، مثنيًا على الجهود المبذولة من الإئتلاف التربوي في تنظيم هذا الملتقى النوعي ، الأمر الذي أكده (محمد جرار) رئيس بلدية جنين من خلال تبني شبكة أمان طويلة الأمد في كافة المجالات ، خاصة في قطاع التعليم ، مطالبا وزارة التربية تأهيل المدرسة الصناعية ورفع تخصصاتها ، وإضافة مدرسة صناعية جديدة للإناث والذكور كاحتياج تعليمي لمحافظة جنين .

واختتم رئيس الإئتلاف التربوي رفعت الصباح كلمات مقدمة الملتقى في بيان فكري إنساني يبين ان نجاة الإنسان في جنين لا تكمن في الانتظار ، بل بالأفعال ، وأن جنين لا تنتظر الإنقاذ من أحد ، بل تؤسس لنموذج تعاوني تحرري مقاوم من داخلها ، والذي تجسّد بتأسيس تعاونية جنين التعليمية ، ذراع الإئتلاف التربوي في محافظة جنين ، لتكون بدا مجتمعية تحمل مسؤولية التعليم كما تحمل الحجارة ، وكما تحمي الذاكرة ، وأنه من خلالها تكون قدرة الإرادة المجتمعية في جنين كحامية لا محمية ، ما يعني الانتقال إلى المبادرة للعمل من خلال الشراكة المجتمعية ، وعدم انتظار تلقي الازمة ، بل الانطلاق الى روح التعليم وأشكاله المتعددة ، من خلال المعركة التي نخوضها كفلسطينيين في البرامج التعليمية التي تبني الإنسان ، والذي بدوره يبني الوطن.

وبعد هذه الكلمات فقد تصدى كل من التربية والتعليم جنين د. ختام حمارشة ، والتربية والتعليم قباطية د ياسمين نبيل ، ومديرية الصحة رانيا خليل ، ومديرية التنمية الاجتماعية جعفر نبهان ، والأونروا د حسن رمضان ، ومركز إبداع المعلم أ سلام الطاهر ، لدورهم في عملية التعاطي التعليمي في ظل حالة الازمة المستمرة من خلال عروض تقديمية تبين نشاط هذه المؤسسات في الاستجابة لحالة قطاع التعليم المستهدف في جنين ، وأهمية تكامل الأدوار وتطوير أدوات التعليم المرن الاستجابة الطارئة ، وكان عبدالله جرار منسق تعاونية جنين التعليمية قد قاد تيسير هذه الجلسة وتفاعلها مع الجمهور .

أما الجلسة التي تليها ، فقد أوضحت كل من الجامعة العربية الأمريكية د. ليلى حرزالله ، وجامعة القدس المفتوحة د سهيل أبو ميالة ، ومدرسة الحنان للصم سحر مسعود ، والمركز النسوي في جنين ابتسام جلامنة ، حول دورهم في خلق البدائل التعليمية للطلبة ( جامعات ، ومدارس) ، من أجل مواكبة الحالة التعليمية بدون انقطاع سلبي ، والوصول لمرحلة الاستشفاء التعليمي بالطرائق والأساليب التي اعتمدت عليها كل مؤسسة ، وكان السيد غسان الشيخ عضو التعاونية قد قاد تيسير هذه الجلسة.

وفي فقرة الصورة تتكلم ، فقد تم عرض مقاطع فيديو تحاكي دور المؤسسات في الانخراط التعليمي رغم حالة الاستقرار السلبي في جنين على قطاع التعليم تحديدا ، خاصة دور المؤسسات في نشاطات أسبوع العمل العالمي الذي فعلّه الإئتلاف التربوي الفلسطيني بشكل ملحوظ في أنشطة لا صفية تفضي للتعلم البنائي.

وكان عضو الإئتلاف والتعاونية عريف ومقدم الملتقى نسيم قبها قد بين في كلمة التقديم حول واقع العملية التعليمية الكارثي في جنين ، وما يترتب على مؤسسات المحافظة من دور مسؤول ووطني من الدفع الواعي للصمود التعليمي رغم الوضع الخطير الذي يعاني منه قطاع التعليم في جنين ، وأن المسؤولية تتعدى المؤسسات وصولا على عاتق كل فاعل تربوي ومجتمعي أيضا ، وأن جنين الاي تقف في وجه الدمار ، تستطيع بإرادتها الشعبية الجمعية إنقاذ تعليمها وأبناءها من الضياعات.

وأخيرا قام عضو الإئتلاف والتعاونية أحمد أبو الهيجاء بقراءة البيان الختامي للتوصيات التي خرج بها الملتقى ، للانتقال من الدور النظري ، إلى الدور العملي في الممارسات ، ليكون ملتقى ( حين تنقذ جنين أبناءها) إعلان نهوض من بين الأنقاض ، يحمل في طياته رسالة أمل تقول : التعليم في جنين باق ، ما بقيت الإرادة.