
بفعل الحرب الإسرائيلية .. غزة بين نيران القلوب وجوع الأمل ، بقلم : الصحفي سامح الجدي
في ظلمة الحرب التي لا تنتهي، وقلب غزة ينبض ألمًا لا يوصف، صار الناس هناك يعيشون بين القصف والحصار، وبين نيران الألم والجوع. غزة، تلك الأرض الصغيرة التي حملت على عاتقها صمودًا يفوق الوصف، باتت اليوم تعاني أكثر مما يمكن للكلمات أن تعبّر عنه.
حين تتحدث القلوب، لا تصل الكلمات إلى عمق الحكاية، لكن هنا في غزة، أصبحت القلوب حناجر تنادي: “كفى!” كفى هذا الألم، كفى هذا الجوع، كفى فقدان الأمل. لقد بلغ الحال في هذه المدينة المحاصرة، حيث الأطفال يصرخون جوعًا والنساء يبكين على ما فقدن، أن المجاعة باتت تخيم على البيوت كما تخيم غيمة سوداء فوق السماء.
فقدان الأمل في غزة ليس مجرد شعور، بل حقيقة مُرّة يعيشها الملايين يوميًا. فقدان الأمل هو أن ترى الطفولة تذبل قبل أن تزهر، هو أن تسمع صرخات الجوع وسط صمت العالم، هو أن تردد في صمتك: “يا رب، إنقاذنا من هذا الألم.”
هذه الدعوات المدوية في السماء، هي آخر ما تبقى من صمود هذا الشعب، صمود يمتزج بالدموع والرجاء. الشعب الغزي، رغم كل شيء، لا يزال يرفع يديه نحو السماء يتوسل الرحمة، يتوسل الكرامة، يتوسل حياة خالية من الخوف والجوع.
الرجاء منك يا الله، أن ترفع عنهم هذه المحنة، أن تملأ بطونهم بالرزق، وأن تزرع في قلوبهم بذور الأمل من جديد. أن تجعل من غزة بارقة نور في وسط الظلام، منارة حب وحياة تشرق من جديد.
فغزة ليست مجرد مكان على الخريطة، بل هي قصة شعب يحمل على أكتافه أعباء الألم والحرمان، لكنه لا يزال يحلم بالسلام، ويؤمن بكرامة الحياة.