6:53 مساءً / 28 مايو، 2025
آخر الاخبار

الائتلاف التربوي الفلسطيني وبالشراكة مع الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ (INEE) ينظم لقاءً تربويًا حواريًا

الائتلاف التربوي الفلسطيني وبالشراكة مع الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ (INEE) ينظم لقاءً تربويًا حواريًا

التعليم في حالات الطوارئ في فلسطين إلى أين؟ تحديات التمويل واستراتيجيات الاستجابة الفاعلة

شفا – في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المتغيرة، يواجه قطاع التعليم في فلسطين تحديات متزايدة، لا سيما مع تقليص المساعدات الدولية وتراجع التمويل العالمي. هذه الأزمة تؤثر بشكل مباشر على استدامة العملية التعليمية، مما يستدعي استجابة استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات التعليمية الملحّة، وتدمج حلولًا مبتكرة لضمان استمراريته.


في هذا السياق، نظمت تعاونية التعليم في الطوارئ في إطار الائتلاف التربوي الفلسطيني وبالشراكة مع الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ (INEE) لقاءً تربويًا حواريًا عبر منصة زووم، بحضور نخبة من الخبراء التربويين، الأكاديميين، وصنّاع السياسات التعليمية، لمناقشة التحديات المرتبطة بتقليص التمويل وأهمية تعزيز صمود التعليم في فلسطين.

تناول اللقاء واقع التعليم في فلسطين في ظل الأزمات، وآليات حماية المؤسسات التعليمية، وتطوير سياسات تمويل مستدامة لضمان استمرارية العملية التعليمية. كما شدد المشاركون على الحاجة إلى إعادة التفكير في نماذج التعليم والتخطيط الاستراتيجي للطوارئ، والتركيز على التعلم الرقمي والتكامل بين الجهود المحلية والدولية لضمان دعم الطلبة في بيئات غير مستقرة.


قاد النقاشات د. وحيد جبران، المختص في التعليم في حالات الطوارئ، ومنسق تعاونية التعليم في فلسطين في الطوارئ، حيث أدار جولتين محوريتين تناولا تأثير تقليص التمويل على استدامة التعليم، إلى جانب استراتيجيات التعليم المرن في الطوارئ، وفتح المجال للنقاش التفاعلي بهدف الوصول إلى توصيات واضحة وقابلة للتنفيذ.


مداخلات الخبراء الرئيسيين:


الحق في التعليم والحق في الحياة : أكدّ د. بصري صالح على أن التعليم حقٌ لا ينفصل عن الحق في الحياة، مشددًا على أن تراجع المخصصات المالية أدى إلى انخفاض مستوى الوعي بأهمية التعليم كأولوية تنموية، مما يتطلب بناء ثقة مجتمعية تدعم التمويل الحكومي والمناصرة الدولية لضمان استمرار الدعم التعليمي. تحدث عن دور الجهات الحكومية والفاعلين المحليين في تحسين جودة التعليم ومخرجاته رغم الطوارئ، مشددًا على أهمية وجود سياسات استجابة متكاملة تعمل على ضمان استدامة التعليم حتى في ظل الأزمات.


نظام تعليمي يستجيب لحالة الطوارئ: أوضحت د. سائدة عفونة أن الطوارئ في فلسطين ليست عابرة، بل هي جزء من النظام التعليمي، مما يستدعي إعادة هيكلة التعليم بحيث يكون قادرًا على الاستجابة الفورية للأزمات. كما أكدت على أهمية إدماج مهارات البقاء كالإسعاف الأولي والتأهب للطوارئ في المناهج الدراسية، لتمكين الطلبة من التعامل مع الواقع المتغير. استعرضت عفونة الدروس المستخلصة من تجربة التعليم في حالات الطوارئ في كل من غزة والضفة الغربية، مشيرةً إلى نقاط القوة التي يمكن البناء عليها والتحديات التي يجب معالجتها لضمان استدامة التعليم.


حماية المنشآت التعليمية ودور السياسات الدولية: أشارت د. نضال الحاج سليمان إلى أهمية حماية المؤسسات التعليمية خلال النزاعات والأزمات، مستعرضةً تجربة سوريا والعراق في التعامل مع تحديات مشابهة. كما أشارت إلى خطورة البرامج الدولية المعلبة التي يتم إرسالها على عجالة دون إشراك المجتمع المحلي، حيث غالبًا ما تكون غير فعالة وتؤدي إلى هدر الموارد أكثر من تحقيق نتائج إيجابية. كما ناقشت إمكانات تأمين مصادر تمويل محلية مستدامة لدعم التعليم في حالات الطوارئ، مستعرضةً نماذج تمويل مجتمعي يمكن تطبيقها لتقليل الاعتماد على التمويل الخارجي.


الأثر النفسي والاجتماعي للطوارئ :تطرق د. رفعت صباح إلى التأثيرات النفسية والاجتماعية للأزمات على الطلبة الفلسطينيين، مشيرًا إلى زيادة حالات القلق، السلوك العدواني، وفقدان الأمل بين الأطفال والشباب. كما أكد على أهمية المبادرات المجتمعية التي تنطلق من الداخل، وليس فقط من الجهات المانحة، لضمان دعم الطلبة نفسيًا وتعليميًا في آنٍ واحد. وأشار إلى أهمية زيادة الاستثمار في التعليم كجسر لمستقبل مستدام للفلسطينيين، حيث يجب التعامل مع التعليم على أنه أولوية إنسانية وليس مجرد قطاع خدمي.


استثمار المنصات الرقمية وتعزيز التعاون العربي : ناقشت د. منى يونس أهمية استثمار التكنولوجيا في سد الفجوة التعليمية، مشددةً على ضرورة استثمار المنصات الرقمية التعليمية المتوفرة في الجامعات الفلسطينية. كما ركزت على تعزيز تبادل الخبرات عربياً، وتوسيع الشبكات الأكاديمية والتربوية لضمان تحقيق استفادة أوسع في مجالات التعليم في الطوارئ. وقدمت عرضًا حول التوجهات المطروحة في مؤتمر جامعة هلسنكي 2025 حول التعليم في حالات الطوارئ، مشددةً على ضرورة توطين الحلول المطروحة عالميًا لتناسب احتياجات فلسطين، خاصة في مجالات التعليم الرقمي والتدريب التربوي.


التوصيات الختامية :


⦁ تعزيز مرونة النظام التعليمي ليكون أكثر استجابة للطوارئ، عبر تطوير مناهج تتناسب مع الواقع الفلسطيني وإدماج مهارات الحياة الأساسية.
⦁ تعزيز التمويل المحلي وضمان استدامته عبر إشراك الجهات المجتمعية و إطلاق حملات دعم مجتمعية لمناصرة التعليم عبر إشراك الفلسطينيين في المهجر في دعم التمويل التعليمي.
⦁ حماية المنشآت التعليمية وضمان استمرارية التعليم رغم النزاعات السياسية.
⦁ تحسين البرامج التدريبية للمعلمين لرفع كفاءتهم في إدارة التعليم خلال الأزمات.
⦁ توسيع استخدام التكنولوجيا والتعليم الرقمي كوسيلة لضمان توفر فرص تعلم آمنة في ظل الطوارئ.
⦁ إعداد ورقة موقف تخاطب تحديات التمويل وتدعو إلى المناصرة المجتمعية والاستثمار في المصادر المحلية.

من جهته، لعب د. وحيد جبران دورًا محوريًا في إدارة اللقاء، حيث قاد النقاشات بأسلوب ممنهج أتاح تحليل القضايا الملحّة بعمق، وتقديم توصيات عملية تسهم في استدامة التعليم في حالات الطوارئ .واختتم اللقاء بكلمة أ. عبير قنيبي، حيث أكدت أن التعليم في فلسطين ليس مجرد قطاع بحاجة إلى الدعم، بل هو خط دفاع أول عن الكرامة الإنسانية. وأوضحت أن اللقاء كان دعوة للعمل الجماعي، لمساءلة السياسات، وابتكار أدوات جديدة لضمان استمرار التعليم في فلسطين. كما شددت على أن التعليم لا ينتظر النجاة، بل يصنعها، داعيةً إلى مواصلة التعاون لضمان أن يبقى التعليم في فلسطين حقًا لا يقبل التأجيل، من خلال إعادة ترتيب الأولويات والعمل بروح جماعية ملتزمة.


شهد اللقاء مشاركة واسعة من 60 مهتما في مجال التعليم في حالات الطوارئ من فلسطين والدول العربية، خاصة من الائتلاف التربوي الفلسطيني والائتلافات التربوية العربية، مما يعكس أهمية العمل على إيجاد حلول واستجابات مبتكرة وفعالة لضمان جودة التعليم في حالات الطوارىء في فلسطين واستمرار العملية التعليمية رغم جسامة التحديات، وفي مقدمتها تقليص المساعدات وتراجع الدعم الدولي. لقد أصبح العمل المشترك والمناصرة المجتمعية، والمبادرات المجتمعية أكثر أهمية من أي وقت مضى لضمان أن يظل التعليم في فلسطين ركيزة للنهوض والاستقرار والتعافي.

شاهد أيضاً

تطورات جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى

تطورات جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى

شفا – أصدرت حركة حماس بيان أكدت فيه أنها تبذل جهودًا كبيرة لوقف الحرب الهمجية …