
حديثُ الروح ، بقلم : نسيم خطاطبة
سألتُكِ يومًا: هل تُحبّين الفتى؟
قالتْ: كعِشقِ العُشبِ للماءِ النّدى
قلتُ: وكيفَ يُغرمُ العُشبُ الرُّبا؟
قالتْ: وفائي شاهدي في ما بدا
قلتُ: تعالي نَسْمُرُ الليلَ الّذي
سَكَنَ الهُدى فيهِ، وَاشتدَّ الصّدى
قالتْ: وخَلِّ الليلَ يشهدُ حبَّنا
وابعثْ دعاءَ القلبِ أن لا ينفدا
قلتُ: نُبتهلْ للهِ كي يبقى الهوى
قالتْ: لأنفاسي رجاءٌ مُؤبَّدا
قلتُ: أحبُّكِ في الشّدائدِ مثلما
أهواكِ في سَعَدي، ومَهما أبعَدا
قالتْ: بعادُكَ يَبعثُ الدّمعَ الذي
يرتادُ صوتَ الشوقِ نُدبًا مُوْقَدا
قلتُ: بماءِ الغَيمِ تُغسلُ زلّتي
ويُجلّى هَمّي، فقلبي مَوْئِدا
قالتْ: متى نلقى، وماذا بعدنا؟
قلتُ: حواءُ القلبِ، لا لن تَبْعُدا
كُلُّ المسافاتِ انطوى في نبضنا
يعلو نِداءُ الوَتْرِ في دمي صَدا
قالتْ: أحبّكَ، يا فُؤادي، يا أنا
أنتَ الوريدُ، وبكَ القلبُ احتدا
قلتُ: وأنتِ لزفيري نَسمةٌ
سكَنَتْ شغافَ القلبِ عطرًا مُخلَدا
ونُغنّيَ الأشواقَ في رَحبِ الهوى
حيثُ الخَريفُ تجمّلًا قد جَدّدا
نَسيمْ خَطاطبهْ