
عِطرٌ مَقدسيٌ ، بقلم : نسيم خطاطبة
عِطْرٌ مُقَدَّسِيٌّ، كَيْفَ لا نَصْطَبِرْ؟
والدَّمُ المُسْكَبُ كالعَطِرُ منهَمِرْ
في الرَّياحينِ، عَبقٌ مُشْرِقٌ
يَنْشُرُ العِزَّ في الرُّبا إن عَبَرْ
جِنَانُ الخُلدِ ما تُنالُ بِمَنْ
لا يُجيدُ السِّلاحَ حينَ قُدرْ
فِداءُ اللهِ، في المدى صاعِدٌ،
من ثَرى الأرضِ لِلسَّماءِ انْتَشَرْ
عَبَقُ الجَنَانِ مِكرُمةُ المُصْطَفى،
رِفعةٌ للذي على العُلا ظَفَرْ
كُلُّ خَلقِ الإلهِ يَشهَدُ أنْ
قد فَتى بالنُّجومِ، ما ادَّخَرْ
أرضُ غَزَّةْ نَطَقَتْ بلا حِجْبِهِ،
والنَّدى مِنْ فُؤادِ رَبٍّ انْهَمَرْ
مَلَكٌ في الدُّنى، شَهيدُ الوَغى،
في رُبا العُرْبِ خافِقًا مُنْزَجِرْ
يا صُموتَ السُّكونِ، قد فَتَّتَتْ،
حَشَشَ القلبِ، بالبُكاءِ انْفَجَرْ
مَطلبُ الخُلدِ في دِمانا سَنى،
وبِكمْ يا خُنوعُ، وِدُّنا انْدَثَرْ
جُوعُ غَزَّةْ فاقَ السَّماءَ ضَنى،
والبُيوتُ الحُطامُ، كالسَّيلِ جَرْ
وأُعَرابُ الهَوَى يُقَدِّمُنا
قُرْبَةً في مَذابِحِ الخَطَرْ
فَليَحِيا العارُ في جُبِينِ العِدى،
ولْيَمُتْ مَن تَخاذَلَ وانْدَثَرْ
نَسيمْ خَطاطِبَة