
شفا – تدين الجبهة العربية الفلسطينية بشدة الجريمة المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال مساء الثلاثاء، بقصفه محيط وساحة المستشفى الأوروبي في مدينة خانيونس، مستهدفًا بوابة قسم الطوارئ والاستقبال، والمستشفيات الميدانية، وكلية فلسطين للتمريض، في جريمة مركبة تضاف إلى مسلسل الإبادة الجماعية التي تنفذ بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة.
لقد بات واضحا أن الاحتلال يسعى بشكل منهجي إلى تدمير ما تبقى من البنية الصحية، وتحويل المستشفيات إلى ميادين للقتل، في تجاوز فاضح لكل القوانين الدولية والإنسانية. إن استهداف الطواقم الطبية والمرضى والجرحى في لحظات استغاثة واحتضار، ليس فقط فعلا إجراميا، بل يعكس انحدارا أخلاقيًا لا سابقة له، ويؤكد أن هذا الكيان يمارس الإبادة بالصوت والصورة وبإصرار لا يخجل.
إن مشاهد الشهداء المدفونين تحت الرمال في ساحة مستشفى يفترض أنه ملاذ للجرحى والمصابين، هي الدليل القاطع على أن الاحتلال يتعمد ارتكاب المجازر أمام أعين العالم، مستندا إلى صمت دولي مريب وتواطؤ سياسي يحوله إلى قوة فوق القانون.
وفي هذا السياق، فإن الجبهة العربية الفلسطينية تؤكد أن قصف المستشفيات هو جريمة حرب كاملة، تستدعي تدخلاً عاجلاً من منظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر، ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
كما نؤكد ان المجتمع الدولي مطالب بوقف سياسة البيانات المائعة، واتخاذ خطوات عملية لعزل الكيان الصهيوني وملاحقة قادته أمام المحكمة الجنائية الدولية.
أن شعبنا لن يرهبه القصف ولا الإبادة، وسيواصل صموده وتمسكه بحقوقه التاريخية، وفي مقدمتها حقه في الحياة والحرية والعودة واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إن ما يجري في غزة اليوم، من خنق متعمد لكل مقومات البقاء، يندرج ضمن مخطط لتصفية القضية الفلسطينية بالدم، وتجريب نكبة جديدة بأدوات أكثر وحشية. لكن الاحتلال لن ينال مراده، لأن شعبنا الذي صمد 76 عامًا في وجه النكبة، سيبقى في أرضه، يشهد على جراحه، ويحملها درعا في معركة الوجود الكبرى.