12:15 صباحًا / 10 مايو، 2025

رسالة اعتذار إلى المدعوين : العريس استشهد!

رسالة اعتذار إلى المدعوين : العريس استشهد!

شفا – في غزة، المدينة التي اعتادت أن تكتب مراسم أفراحها بالدم، كان الشاب سعيد الصفطاوي يحاول أن يعيش كأي شاب في هذا العالم.
لم يكن يحلم بالكثير — بيت صغير، وامرأة تحبه، وهدوء يستحق أن يُبنى عليه مستقبل.
وفي قلب كل هذا الموت، وجد بصيص حياة حين التقى بـشذا عيشان، فتاة رقيقة اختارها رفيقة لعمره.

اتفقا على كل شيء: تفاصيل المهر، فساتين الزفاف، وموعد عقد القران الذي كان مقررًا اليوم الجمعة.
ورغم الإبادة المستمرة منذ عامين، قال سعيد لأصدقائه ذات مرة: “لا نستطيع انتظار أن تنتهي الحرب… يجب أن نحيا، حتى لو في ظلها.”

فجر يوم الثلاثاء، استهدفت طائرات الاحتلال مدرسة الكرامة شرق حي التفاح، حيث كان سعيد نازحًا. سقط الصاروخ، وانهارت أركان المدرسة على من فيها. انقطعت الأخبار، وعمّ الذهول.

حين بزغ الصباح، أسرع محمد، شقيق سعيد، وعددٌ من أصدقائه إلى المدرسة نفسها، يريدون الاطمئنان عليه، أو انتشاله من تحت الأنقاض. لكن لم يُكتب لتلك المحاولة أن تكتمل.
فبينما كانوا داخل المدرسة، باغتهم صاروخٌ ثانٍ أطلقته طائرات الاحتلال. استشهدوا جميعًا — شقيقه، ورفاقه الذين ذهبوا ليبحثوا عن خبر، أو جثة، أو إشارة حياة.
لم يكن هناك مَن يمكن إنقاذه، ولا مَن يُنتشل، لأن مَن ذهبوا لينتشلوا العريس، ارتقوا هم أيضًا.

في بيت الصفطاوي، كانت العائلة تنتظر يوم الجمعة بفستانٍ وورود، لكن القدر كتب أن تستقبل جثمانين بدلًا من عريس.
العروس، شذا عيشان، لم تصدق أن الزفة التي انتظرتها بشوق تحوّلت إلى موكب جنازة.
لم يبقَ من الحلم سوى دمعة، ولم يبقَ من موعد الجمعة سوى تذكار مرير.

في غزة، يحدث هذا كثيرًا؛ أن تحاول الحياة، فيقاطعها الصاروخ. أن تُجهز لفرح، فيُجهز عليك القصف. أن تعتذر للمدعوين، لأن العريس لم ينجُ من الإبادة.

لذا، كتبت عائلة العروس رسالة اعتذار للمدعوين: “نعتذر منكم عن دعوة إشهار بنت الشهيد أبي العبد، بسبب استشهاد العريس.”

الشهيد العريس سعيد الصفطاوي

شاهد أيضاً

مستوطنون يجرفون أراضي في بيت تعمر

مستوطنون يجرفون أراضي في بيت تعمر

شفا – جرف مستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، أراضي المواطنين، ونصبوا بيوتا متنقلة، في منطقة …