
الأستاذ الكاتب رائد عساف ، قامة أدبية وأثر خالد ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات
في مسيرتنا الحياتية نلتقي بأرواح تُشبه نسمات الربيع، تمرّ خفيفة على القلب، لكنها تترك فيه عبقًا لا يزول. ومن بين هذه الأرواح التي كان لها وقع خاص في ذاكرتي وقلبي، أتشرف بأن أكتب عن الأستاذ الكاتب الكبير رائد عساف، صاحب الكلمة الأصيلة، والحضور البهي، والروح النبيلة.
تعرفت إليه خلال رحلتي إلى الأردن، وتحديدًا في حفل إشهار كتابي الثالث “إنما الإنسان أثر – الجزء الثاني”، حيث كان اللقاء به أشبه بمصافحة الشمس في أول الشروق، دافئة، مضيئة، وملأى بالتقدير والاحترام. الأستاذ رائد ليس مجرد كاتب، بل هو رئيس منتدى الفريق الإبداعي للثقافة والفنون ذاك المنتدى الفاعل و النشط على الساحة الثقافية الأردنية، وهو رمز ثقافي يحمل راية الكلمة والإبداع.
في ذلك اليوم التاريخي، ومع بدء مراسم الحفل، صدح السلام الملكي الأردني فارتفعت الأرواح فخرًا، ثم أطلّ الأستاذ رائد بكلمته الافتتاحية التي لم تكن مجرد خطاب رسمي، بل كانت لوحة أدبية صادقة، امتلأت بالمحبة والدعم والتشجيع. بارك لي هذا المولود الأدبي بكلمات حملت الكثير من النبل والاحتواء، وترك في قلبي أثرًا لا يمحوه الزمان.
ولم يقف عطاؤه عند حدود الكلمة، بل كان الركيزة الأساسية لنجاح هذا الحدث الثقافي، فقد أدار الحفل بروح القائد الذي يعمل في صمت، وبجهد لا يعرف الكلل. وفي ختام الأمسية، كان التكريم الذي نظمه باسم منتدى الفريق الإبداعي لحظة مهيبة، حين تم تكريم المشاركين بدروع تقديرية، وكنت من بينهم… لحظة اختلطت فيها مشاعر الفخر بالامتنان، وكأنها وسام أدبيّ نُقش على جبين القلب.
وما زادني إعجابًا، أنه لم يكتفِ بتألق الحفل، بل تابع تفاصيل نشر الخبر على صفحة المكتبة الوطنية الأردنية، وسعى لتوثيق الحدث في عدة صحف أردنية، تكريمًا للكُتّاب واحتفاءً بالإبداع.
أشكرك أستاذ رائد عساف، من القلب، على كل هذا البذل والعطاء، على كرمك الهادئ، وأخلاقك العالية، ومواقفك النبيلة.
نعم، إنما الإنسان أثر… وأثرك، أستاذي الفاضل، عطرٌ خالدٌ في ذاكرتي، لا يغيب.