4:33 صباحًا / 19 مايو، 2024
آخر الاخبار

نهاية المشروع الصهيوني وتنامي المشروع الوطني الفلسطيني (الجزء الخامس) بقلم : غسان ابو نجم

نهاية المشروع الصهيوني وتنامي المشروع الوطني الفلسطيني (الجزء الخامس) بقلم : غسان ابو نجم


ان جملة التناقضات التي عصفت بالكيان الصهيوني بين اليمين القومي الصهيوني الفاشي والاحزاب الدينية الصهيونية المتحالفة معه والاحزاب العلمانية كانت نتيجة طبيعية لما حققته أحزاب الصهيونية الدينية من امتداد بين الجمهور الصهيوني وخاصة جيل الشباب الذي نشأ على فكرة واحدة ان فلسطين ارض الميعاد وان الفلسطيني عدوه الأول وان العربي الجيد هو العربي الميت ووصل الحد بهذه الأحزاب إنكار وجود شعب فلسطيني ومع مرور الوقت اتسعت القاعدة الاجتماعية لهذه الأحزاب اوصلتها إلى مركز القرار في الكيان الصهيوني على حساب باقي الأحزاب السياسية العلمانية التي ضاقت قاعدة امتدادها في اوساط الجمهور الصهيوني الذي تم تحشيده وبطريقة فاشية عنصرية ضد كل من يحاول التعارض مع توجهاتها العنصرية الفاشية أو محاولة التنازل عن أي جزء من أرض الميعاد وقتلهم رابين بعد اتفاق اوسلو خير دليل. وعمدت إلى التهديد والوعيد لكل من يحاول الوقوف أمام التمدد الاستيطاني او اقتحامات بيت المقدس او الحفريات بأسفله للبحث عن الهيكل المزعوم واطلقت العنان لقطعان المستوطنين للاعتداء على ابناء الشعب الفلسطيني والسطو على ارضه وإطلاق النار على ابناء هذا الشعب.

مما تقدم نلحظ ان الكيان الصهيوني يعيش ازمة بنيوية منذ قيامة وهذه الازمة تفاقمت وتتفاقم يوما بعد يوم وتأخذ منحنيات مختلفة وتكشف العديد من التناقضات الطبقية والاجتماعية تجلت بمستواها السياسي بين الأحزاب السياسية الصهيونية الممثلة للمستوطنين الذين يشكلون الايدي العاملة ويتوزعون في غلاف غزة وشمال فلسطين وبين الشرائح الرأسمالية التي تتمركز في المدن الكبرى والامتيازات التي يتمتع بها هذه الشرائح.

ورغم هذه التناقضات الطبقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين مكونات الكيان الصهيوني إلا أن الكل الصهيوني يجمع على عدائه لفلسطين وشعبها وساهمت كل الاطياف السياسية في قمع وقتل وتهجير شعبنا فمن أسس الكيان علمانيون صهاينة ومن يحاول تدمير المسجد الأقصى صهاينة متدينون فاشيون ومن قاد الحروب ضد الشعب الفلسطيني قوميون فاشيون ومن انتخب هذه الحكومة الفاشية العنصرية هم أغلبية الجمهور الصهيوني مما يعني اننا امام تجمع فاشي عنصري بكل مكوناته معادي للشعب الفلسطيني وسلب الارض والبيت ووسيلة إلانتاج ويمارس كل أشكال القتل لأبناء هذا الشعب مما يعني ان كل من يعيش منهم على ارض فلسطين هو محتل ومغتصب بغض النظر عن هويته السياسية او الثقافية او الاجتماعية والايدلوجية .

وان طبيعة الصراع معه صراع وجودي لانه قام على أساس إحلالي مستهدفا بنية شعبنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وسعي ويسعى يوميا لتهجير شعبنا بكل الوسائل الطوعية والقصرية والتمدد نحو باقي اقطار الوطن العربي لتحقيق حلمه الصهيوني ببناء دولته من النيل إلى الفرات.

ولولا مقاومة هذا الشعب وتمسكه بارضه وقضيته وقدرة ابناء هذا الشعب في التصدي لمخططات القتل والتهجير وحفاظه المستميت على سرديته التاريخية رغم حالات الجزر التي كانت تمر بها مقاومته الا انه ظل متمسكا بحقه التاريخي بارضه ووطنه ومدافعا عنيدا عن شرعية وجوده ونضاله التي لم يذخر الاحتلال جهدا في اجتثاثهما عبر الوسائل العسكرية او الصفقات السياسية مع الانظمة العربية الرسمية او مع بعض اطراف اليمين الفلسطيني والتي سنأتي على ذكرها لاحقا.

شاهد أيضاً

اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدتي دير سامت وإذنا بالخليل

شفا – اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد اقتحامها لبلدتي إذنا ودير سامت …