5:09 صباحًا / 27 يوليو، 2024
آخر الاخبار

ماذا يحمل بلينكن في جعبته، بقلم : اللواء سمير عباهره

ماذا يحمل بلينكن في جعبته، بقلم : اللواء سمير عباهره

ماذا يحمل بلينكن في جعبته، بقلم : اللواء سمير عباهره


تأتي زيارة وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن الى المنطقة في ظل ظروف سياسية وعسكرية صعبة وسط تحديات قوية تتعرض لها مصالح الولايات المتحدة وفي مقدمتها الحرب المشتعلة في غزه والأزمة في منطقة البحر الاحمر التي اثارها الحوثيون وردة الفعل الامريكية البريطانية على الحوثيين وتوجيه ضربات لهم واتهامهم بتهديد الملاحة في البحر الاحمر وكذلك الجبهة اللبنانية الاسرائيلية التي تتعرض لحرب متقطعة وأخيرا الاعتداء الذي تعرضت له قاعدة النتف الامريكية على الحدود السورية الاردنية.

كما تأتي هذه الزيارة في اطار الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في المنطقة بحكم مصالحها وبوصفها القوة العظمى اولا وعلاقتها مع اطراف الصراع ثانيا وصاحبة الكلمة الاولى في أي ترتيبات محتملة قادمة حيث كثفت اتصالاتها منذ بداية الحرب على غزه مع اطراف الصراع والأطراف الاخرى التي تؤثر وتتأثر بما يجري في هذه المنطقة.

هذه هي المرة الخامسة التي يصل بها وزير الخارجية الامريكي الى المنطقة منذ اندلاع الحرب وفي مقدمة اهتمامات الولايات المتحدة هو اسرائيل والحفاظ على امنها القومي وتوفير الحماية لها باعتبار ان الحرب الدائرة في المنطقة هي امتداد للصراع الفلسطيني الاسرائيلي الذي عاد بقوة الى واجهة الاحداث الدولية ليضع الولايات المتحدة امام اختبار صعب بعد عملية طوفان الاقصى وردة الفعل الاسرائيلية عليها بفتح جبهة حرب في قطاع غزه.


امام بلينكن ملفات كثيرة وشائكة وتتعلق بالحرب الدائرة اولا وستتركز محادثاته حول موضوع الهدنة ومسألة التبادل والإفراج عن الاسرائيليين المحتجزين لدى حماس حيث تدور هذه الاثناء اتصالات مكثفة بين اسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية وقطرية وحضور امريكي للوصول الى تفاهمات تتعلق بهدنة يتمكن الطرفان من خلالها اطلاق اعدادا من الاسرى والمحتجزين لدى الطرفين لكن هذا الاتفاق لم يتبلور بعد بالشكل الكامل نتيجة ارتفاع سقف مطالب الطرفين في الوقت الذي تطالب به حماس بوقف كامل لإطلاق النار ورفض اسرائيلي لهذه المطالب مع استمرار تدفق المعونات الانسانية الى قطاع غزه ومن المؤكد انه سيكون هناك مطالب من قبل الاطراف العربية التي سيلتقي بها بلينكن بوقف كامل لإطلاق النار لكن لا اعتقد انه يحمل اجابة شافية لهذا السؤال حيث ان موقف الولايات المتحدة ايضا مع استمرار القتال وان موضوع وقف اطلاق النار موضوع شائك وفيه الكثير من التداخلات والتشابكات المحلية والإقليمية والدولية مع اصرار اسرائيلي على تواصل الحرب بعد انتهاء مدة الهدنة.

كما يسعى بلينكن في جولته هذه الى منع التصعيد وتحديدا في الجبهة الشمالية وعدم اتساع رقعة الحرب وتحولها الى حرب اقليمية وهو ما تخشاه الولايات المتحدة بعد الموجات الاخيرة من الهجمات على مصالحها في المنطقة وفي ظل التحولات والمتغيرات الدولية وتعاظم نفوذ كل من روسيا والصين حيث تهدف الولايات المتحدة لقطع الطريق امام هذه القوى الصاعدة وإبقاءها بعيدة عن مناطق التأثير في هذه المنطقة.


نتائج الحرب الدائرة في غزه يمكن ان تؤسس لتصورات قادمة للخروج من مأزق حل الدولتين وفيما اذا كانت الولايات المتحدة قادرة على فرض اجندتها على اسرائيل ام انها تكتفي بالتصريحات وضرورة انهاء الصراع والوصول الى حل الدولتين وهذا هو الملف الاخر امام بلينكن وهو مدار حديث وسائل الاعلام وما يدور في الصالونات السياسية محليا وإقليميا ودوليا حول مرحلة ما بعد السابع من اكتوبر حيث يجري تقييم شامل لعدد من المقترحات منها عودة غزه الى الحاضنة المصرية وهذا المقترح تم رفضه من قبل مصر وهناك اقتراح اخر حول عملية تدويل مؤقت بمشاركة قوات دولية وهذا اقتراح من الصعب تنفيذه لانه متشعب ومتداخل وبحاجة الى موافقة الكثير من الاطراف عليه لكن المقترح الذي يمكن ان يرى النور هو عودة السلطة الفلسطينية الى غزه لكن هذا الاقتراح يجب ان يكون في اطار حل شامل للقضية الفلسطينية وان يكن هناك اجماع من كافة الاطراف الفلسطينية فأحداث غزه دفعت بالقضية الفلسطينية الى واجهة الاحداث الدولية والحديث الدائر حول عودة صيغة حل الدولتين الى الاهتمام الدولي مجددا بعد ان تأكد لكافة الاطراف الدولية استحالة الحل العسكري للصراع الفلسطيني الاسرائيلي.


من جهتها فان الولايات المتحدة تعرضت لإحراج شديد حتى من قبل حلفاءها لما يجري في غزه من حيث استهداف المدنيين من قبل الالة العسكرية الاسرائيلية وحتى انها تعرضت لضغوط من قبل الرأي العام الامريكي حتى ان الرئيس الامريكي جون بايدن يواجه معارضة قوية داخل حزبه بحكم ان الولايات المتحدة من اعطت الضوء الاخضر لاستمرار الحرب ثم ان الولايات المتحدة ايضا تعرضت لنقد لاذع بسبب اسرائيل التي ادارت ظهرها لعملية السلام وحقوق الشعب الفلسطيني بحكم ان الولايات المتحدة تمسك بكافة خيوط عملية التسوية لكنها لم تستطع اجبار اسرائيل على تنفيذ الاتفاق الموقع مع الفلسطينيين بما يعرف بتفاهمات اوسلو بإقامة الدولة الفلسطينية بعد خمسة سنوات من توقيع اتفاق اوسلو وبتقديري ان الولايات المتحدة التي فقدت الكثير من مكانتها وهيمنتها على العالم مع انهيار نظام القطب الواحد وما اصاب الساحة الدولية من متغيرات كثيرة فرضت نفسها بعد اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية وبداية ظهور تحالفات وتكتلات جديدة سوف تكون مناهضة للولايات المتحدة كل هذه المعطيات وضعت الولايات المتحدة تحت الضغط ومن هنا اندفع بايدن لأخذ خيار ما يعتقد أنه يحقق للولايات المتحدة مصالحها القومية والقطرية وهو في حقيقته مخطط أمريكي يحمل أهدافاً استراتيجية غير تقليدية وغير مصرح بها، صيغت لاستثمار واستغلال مجريات الأحداث في المنطقة العربية بأعلى سقف ممكن ولا مجال لحصر الأهداف كلها لكن ما يعنينا ان الهدف الاساسي الان هو تحريك عملية السلام والعمل على تحقيق حل الدولتين ولهذا طالبت بتغيير الحكومة الاسرائيلية الحالية التي تحوي في عضويتها قمة اليمين المتطرف الرافض للاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية وما يمثله بن غفير وسموتريتش حيث أدركت الولايات المتحدة أن القوة العسكرية الإسرائيلية لم تضمن الاستقرار كما كان متوقعاً بعد 1967 ثم إن انتصارات إسرائيل العسكرية لن تحقق لها السلام مع جاراتها ويجب التوفيق بين الحقوق المشروعة للفلسطينيين ومتطلبات إسرائيل الأمنية وأن القوة العسكرية لوحدها لن تقود إلى تسوية سياسية.

شاهد أيضاً

حسين الشيخ يهاتف وزير خارجية سلطنة عُمان

حسين الشيخ يهاتف وزير خارجية سلطنة عُمان

شفا – هاتف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وزير خارجية سلطنة …