8:48 مساءً / 8 مايو، 2024
آخر الاخبار

هل تحقق توازن الرعب؟ بقلم : أسماء ناصر أبو عياش

هل تحقق توازن الرعب؟ بقلم : أسماء ناصر أبو عياش

هل تحقق توازن الرعب؟ بقلم : أسماء ناصر أبو عياش


هل تحقق توازن الرعب؟ بل وأكثر، ذلك أن الفلسطيني لم يُدرج في قاموسه المقاوم كلمة رعب، والحرب بالنسبة للمقاوم لم تبدأ بعد ومن المتوقع أن تمتد لتشمل الضفة وقد تصدر ضرباتها المرتدة لتشمل المنطقة مما يصعب تجنب تداعياتها وسيكون الحال أكبر من احتوائه أو الرجوع خطوة إلى ما قبلها.


لا يخفى على المراقب أن ما يتعرض له الفلسطيني اليوم يندرج ضمن وصف التطهير العرقي، وهو ما فتئت المؤسسة الاحتلالية الصهيونية تدعو إليه في كامل فلسطين التاريخية منذ هرتزل وليس انتهاءً بسموتريتش وبن غفير، وعلى الصعيدين الحاخامي وما يسمى بالمجتمع المدني الإسرائيلي _ وإن كان هناك ثمة تحفظ على وصف مكونات الكيان الإسرائيلي البشرية بالمجتمع، إذ لا يعدو كونه تجمعاً يحوي إثنيات عرقية وجنسيات لا رابط بينها سوى المشروع الصهيوني الإحلالي ووهم الوعد التوراتي.


لقد أعاد “طوفان الأقصى” في الوعي الجماهيري العربي والوجداني الغربي اسم فلسطين ليعود ويتصدر المشهد على خارطة العالم والفعل المقاوم. أظهر عامل التوقيت وعنصر المباغتة والذي امتلك زمامه الفلسطيني في إشعال فتيل الحرب ونزع صاعقها، أظهر مدى هشاشة الكيان وارتباك آلته العسكرية، آلة وجنرالات وجند، مما دعا الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة أن يهرعوا بجنونهم إلى المنطقة داعمين ومؤازرين الكيان الإسرائيلي.


إنها مسألة أن تكون دولة الاحتلال أو لا تكون فبقاؤها على المحك مما حدا بجنرالتها الدفع بكل قوة للقضاء على فصيل مقاوم متمركز في قطاع غزة فاتخذت آلة الحرب الصهيونية قراراً بإبادته زماناً ومكاناً وإنساناً، ولكن هيهات، لقد ظنت واهمة في عدوانها ومجازرها إلى جعل الفلسطيني يشطب من ذاكرته تاريخ السابع من أكتوبر ولا يحقق نصراً، فيما حفر هذا التاريخ في ذاكرة العالم وليس الفلسطيني فحسب. لئن استهدفت الحرب قطاع غزة وسعت وما زالت تسعى لمحوه وأهله عن وجه الأرض بذريعة صواريخ المقاومة التي تستهدف المغتصبات التي أقامها الكيان لمستوطنيه في غلاف غزة، فماذا عن عدوانه المستمر واليومي على مدن وقرى ومخيمات اللاجئين في الضفة؟


إنه تحقيق للمشروع الاستيطاني الصهيوني في جعل فلسطين كل فلسطين من مائها لمائها نقية من أي عرق وقومية غير (القومية اليهودية!) المدعاة. وكيف تقوم قومية على اعتبار ديني! إنها سياسة الاحتلال القائمة على التطهير العرقي واعتبار الإسرائيلي فوق الجميع تكريساً وترجمة لما تدعو إليه توراتهم المدعاة.


في ظل ما يواجهه الفلسطيني في كل فلسطين من إبادة ومحاولات لمحو ذاكرته وانتهاك انسانيته، لابد من ظهير قومي عروبي نرى بوادر ولادته في الشارع العربي، وصحوة ضمير أممي ظهرت للعيان بعد أن عرّت دماء أطفال غزة كيان الاحتلال، فإسرائيل ليست قدراً بل هي كيان لا إنساني يزرع بذور فنائه بيده والتغيير آتٍ لا محالة فما قبل حرب غزة ليس كما بعدها.

شاهد أيضاً

وزير الثقافة وسفيرة النرويج يبحثان تطوير الشراكات في الصندوق الثقافي

وزير الثقافة وسفيرة النرويج يبحثان تطوير الشراكات في الصندوق الثقافي

شفا – بحث وزير الثقافة عماد حمدان رئيس مجلس إدارة الصندوق الثقافي الفلسطيني، مع سفيرة …