12:28 صباحًا / 25 أبريل، 2024
آخر الاخبار

كم نظلمك أيها الحب !! بقلم : فاطمة المزروعي

كم نظلمك أيها الحب !! بقلم : فاطمة المزروعي

صدقوني ليست المعضلة في عدم الزواج والعنوسة، كما يقال وليست المشكلة أيضا تكمن في نسب الطلاق المرتفعة، وتكاد تكون ظاهرة شاملة وعامة في جميع البلدان العربية. المعضلة والمشكلة الحقيقية تكمن في غياب الحب، نحن نفتقده بشدة في حياتنا اليومية، ويظهر هذا الفقد في شكله الجلي الواضح في العلاقة الزوجية، التي يتم بناؤها في كثير من الأحيان على شكليات لا تمت للحب والعشق بأي صلة. يقول وليم شكسبير:”تكلم هامسا عندما تتكلم عن الحب”. وقد يكون السبب لأن هناك كثر سيحسدونك، ذلك أن فضيلة الحب لا تقدر بثمن، كما أن طقوسه ولذته تحلق بك عاليا وتجعل روحك المعنوية وكل كيانك متعاليا كأنك كوكب يدور بين الأفلاك السماوية.
طقوس وعلامات الحب، متعددة وهناك موسوعات تتحدث عنه وتشرحه وتصفه، فضلا عن منجزات إنسانية من مختلف الحضارات والأمم كان موضوعها الحب، لذا لن أقدم تعريف عن الحب، لأن من يعيشه يعرفه، ومن هو محروم منه يعرفه أكثر، ويتمناه. لكن أتسأل لماذا الكثيرون يقعون في أتون مشاعر وأحاسيس يعتقدونها ويحسبونها حب وهيام وعشق وهي حالة أقل شأن، قد تكون حالة من الإعجاب أو الانبهار أو حتى شعور بالغ من الاحترام، يفسر بأنه حب، وأننا أخيرا وجدنا ضالتنا في مسيرة البحث عن قلب نسكنه ونستظل بزواياه الجميلة، نعتقد أننا سنتوقف هنا في محطة العشق، فنبدأ نرسم كل شيء بألوان زاهية جميلة خلابة مشرقة، وما أن تمضي الأيام حتى تبدأ الحقيقة بالانزياح بالظهور، تدريجيا أو بشكل فظ مباشر، فنبدأ بالترديد بأنه لا يوجد حب في عالمنا، أو بأن الحب كذبة كبرى.
حالة أخرى وهي تمثيل الحب، حيث يؤدي احد الطرفين دور العاشق المتيم، وبعد مضي بعض الوقت، تظهر تصرفات أو حركات تكون خير دليل وأفضل مؤشر بأن الذي أمامك لا يمت للحب بأي صلة، أو لا حتى لا يقترب من سياجات الحب الجميلة. على سبيل المثال أن يقوم أحد الطرفين بالكذب، على حبيبه، كأن يدعي أنه ينوي السفر في مهمة عمل، وهو في الحقيقة يريد السفر مع الأصدقاء. لماذا الكذب؟ فالحبيب يضع الحقيقية أمام من يحبه، ومن المؤكد أن الطرف الآخر سيقدر ويدعم، لأن الحب الحقيقي المشاركة في أقل الأمور وأبسطها، فكيف بتفاصيل الحياة الأخرى على اختلاف درجات أهميتها.
نحن لم نعرف الحب، أو لم ندرك معانيه العميقة، هذه المشاعر الدافئة التي تسمى حب، لا تولد وفق المصلحة أو مقاييس الجمال أو مواصفات الجاه والمال، لا إنهما روحين التقت فقررت الاندماج والبقاء الى جانب بعضهما. لا تصدقوا عندما تسمعوا شخص يسمى نفسه “ضحية الحب”، أو فتاة تدعي بأنها خسرت بسبب الحب.. الحب بريء تماما.. الخطأ هو في جهلنا كيف يأتي الحب؟ كيف يولد؟ كيف ينمو؟ ثم كيف نحافظ عليهليكون خالدا !.

شاهد أيضاً

لأول مرة .. مفاوضات روسية أوكرانية مباشرة بوساطة قطرية

شفا – أعلنت المفوضة الروسية لشؤون الطفل أن روسيا وأوكرانيا أجريتا لأول مرة مفاوضات مباشرة …