4:48 مساءً / 29 أبريل، 2024
آخر الاخبار

من أجل إنتاج قوام سياسي ، بقلم : د. حازم قشوع

من أجل إنتاج قوام سياسي ، بقلم : د. حازم قشوع

من أجل إنتاج قوام سياسي ، بقلم : د. حازم قشوع

بات من المعروف عند الكثير من المتابعين ان العالم على ابواب الدخول في حرب عالمية شاملة وذلك مع اتساع هوة الخلاف بين المعسكرين الشرقي والغربي واقتراب دول “بريكس” من اطلاق برنامجها الجيواقتصادي ذي الابعاد السياسية الذي يضم في اركانه الرئيسية روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا اضافة الى طلب اكثر 22 دولة للانضمام لهذا التحالف الاستراتيجي الجديد الذي يريد التعددية لبيت القرار العالمي.

فبعد مرور اكثر 33 سنة من حكم الولايات المتحدة العالم يشكل أحادي و60 سنة من حكم الدولار دون مرجعية نقدية و50 سنة من احتكار منهاتن الاقتصاد العالمي و40 سنة من تشكيل سيليكون فالي للصناعة المعرفية والذكاء الاصطناعي والامن السيبراني يدخل المعسكر الغربي بقيادة الناتو والمعسكر الشرقي بقيادة روسيا للغرفة المعتمة فة حرب استخبارية عميقة تهدف لتغيير نظام الضوابط والموازين التي كانت قائمة منذ انتهاء الحرب الباردة.

وفي انتظار خروج الجميع من الغرفة المعتمة الى مسرح الاحداث واقتراب شرارة ظهور الحرب للعلانية اخذت التباينات تظهر على السطح ونقاط المركزية يتم تعميدها لتشمل اليابان كما استراليا وبدأت الضغوط تزداد حدة على حالة النقد وحجم الاهتزازات في ازدياد مستمر على الاقتصاديات العالمية حتى وصلت ذروتها بين المعسكرين لدرجة غير مسبوقة في وسط اوروبا حيث اوكرانيا كما في الشرق الاوسط حيث سوريا والامتداد الايراني فى جيوبها.

وازدادت من شراستها شراسة في افريقيا التي غدت منقسمة بين البيان الفرنسي القائم عليها منذ انتهاء الحرب العالمية الكبرى وحالة النفوذ الروسي بين منازلها الذي اخذ ينتقل بين الدول الافريقية بطريقة سهلة ويجوب بارجاء عواصمها بسرعة لافتة متنقلا من الخاصرة الشرقية حيث السودان الى باب النيجر حيث مركز قوته.

حالة التمدد هذه وما يواكبها من متغيرات في مراكز القوى تنذر بابعاد خطيرة سيما وقد اخذت تشكل خطرا ليس فقط على الحالة الفرنسية القائمة هنالك بل وعلى الامن القومي الأميركي وتشكل بذات السياق تهديدا مباشرا على الجيش الأميركي ومراكز قيادته نتيجة الحرب السيبرانية التي فاقت التوقعات والحرب الميدانية التي تشهدها مراكز القيادة المحورية للجيش الأميركي المصاحب لها في افريكوم ويوربكوم وسنتكوم وهذا ما جعل من وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن يعلن امام الكونجرس خطورة الموقف العام ودقته.

يحدث هذا بعد النجاح الضمني المحدود الذي احدثته للقمة الروسية الافريقية في سان بطرسبورغ التي قادها الرئيس بوتين شخصيا بطريقة استثنائية حيث اعلن عن تقديم خدمات نوعية من الناحية اللوجستية والغدائية والدوائية والامنية والعسكرية لبعض الدول الافريقيه التي تتوق للانفكاك من ثقل الناتو بقيادة فرنسا وظلال الولايات المتحدة الأميركية وهذا ما قد يضع الجميع امام مفترق طريق فاصل يصعب العودة منه بين الطرفين مع اقتراب ساعة الصفر السياسية على حد وصف المراقبين.

ومع اقتراب دخول الولايات المتحدة الأميركية في المناخات الانتخابية التي ستشهدها العام القادم تلتقي معظم الآراء “المؤثرة’ في بيت القرار الدولي على اهمية استمرار الرئيس جو بايدن بدفة القيادة في البيت الابيض لاسباب تستوجبها ضروريات المعركة من على ارضية مفادها يقول “ان صوت الحكمة امر ضروري اثناء المعركة ومن قاد برنامج عودة أميركا لقيادة العالم حري به لتكملة مشواره “.

الامر الذي ينتظر ان يعجل من حالة القضاء على النتوءات المعارضة امر واجب التصفية فلا صوت يعلو فوق صوت أميركا في هذه الاثناء كما يصف ذلك الكثير من المتابعين والبرنامج الذي يسقط على الداخل الأميركي هو ذات البرنامج الذي سيسقط على اسرائيل باعتبارها تشكل جزءا من فضاءاته كما على اجواء الدول الحليفة.

من هنا تأتي أهمية ايجاد مبادرة للمنطقه تقوي من اركان روابطها وتبعد زوايا الخلاف بين مجتمعاتها فتعيد ترتيب البيت الداخلي بالشرق الاوسط من على أسس تحل عقدة النزاع المركزية فيها على قواعد منصفة تسمح باعادة بناء صيغة متجانسة من العمل المشترك دون توجس او خيفة وتبعد قوام مجتمعاتها عن حالة التجاذبات السياسية الحاصلة.

فان وضع اطار بناء يحصن المنطقه بات امرا ضروريا كما ان مسألة تخفيف حالة الضغط عن اقتصادياتها اصبح امرا واجبا تقتضيه مصلحة الامن الأميركي والدول الحليفة حتى يتم ابعاد المنطقة عن حالة الشد ونجعل من المصدر الحيوي للطاقة محصنا وحصينا وعصيا على الاختراق.

فهل تلتفت الادارة الأميركية لهذه الجملة الواضحة وتقوم باستدراك جملة البيان الحاصلة وتعمل على اطلاق مبادرة حيوية تفاوضية سلمية من اجل انتاج قوام سياسي يفيد المرحلة التاريخية التي نقف عليها !؟ بحيث تعمل على اعادة بناء الثقة بين مجتمعاتها وتقوم باطلاق مفاوضات جادة…وهو سؤال سيبقى برسم الادارة الأميركية التي يبدو انها مستمرة في قيادة بيت القرار في البيت الابيض.

شاهد أيضاً

محافظ الخليل خالد دودين يستقبل وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح

محافظ الخليل خالد دودين يستقبل وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح

شفا – أستقبل محافظ الخليل السيد خالد دودين ظهر اليوم الاثنين معالي وزير الداخلية اللواء …