1:00 مساءً / 29 أبريل، 2024
آخر الاخبار

نحو استاتيكو ناظم للصناعة المعرفية ، بقلم : د. حازم قشوع

نحو استاتيكو ناظم للصناعة المعرفية ، بقلم : د. حازم قشوع

لما تشكله العلوم المعرفية من أهمية في المنظور الحاضر ومتغير معرفي ومنهجي في الآفاق المستقبلية للأدب والعلوم المعرفية الأمر الذي يجعلها تشكل فاصلة تاريخية في الحاضر المستقبل فإن التعاطي معها يستوجب إيجاد معادلة المواءمة بين الأدبيات المعرفية والعلوم الاصطناعية عبر نظام ضوابط وموازين يضع الحاصل المعرفي فى إطار محدد في “العنوان العام ومنزله التقدير والمدى المعرفي” بما يرسم بداية المنطلق وبين نهاية النسق حتى لا يخرج الابتكار العلمي عن السياقات الأدبية وتجعله نقمة بل من كونه نعمة يمكنها تحقيق علامة تمايز للعصر الحديث. لا سيما أن هذه العلوم المعرفية تعتبر أحد أهم العناوين الرئيسة

في المشهد السياسي العام لما تحمله علومها من ركيزة عمل تجعل من مآلاتها تحمل مفاهيم دقيقة في بيانها رسالة تغيير شاملة تطال جميع “آليات العمل ومناهج التعليم ووسائل الإعداد ونماذج التدريب”.

وهذا ما يجعل من العلوم المعرفية والذكاء الاصطناعي تشكل حالة لمتغير شامل يطال العلوم الإنسانية فى أدبياتتها كما يطال الطبابة البشرية بالتشخيص والعلوم الهندسية بكل أركانها التقنية وأواصر التواصل فى الجيل الخامس الاحتوائي الجديد وهذا ما يجعل من هذه العلوم تعكس بظلالها على المستوى الأمني كما على الصعيد العسكري الأمر الذي يجعل من إطارها العام يشكل مسرح اهتمام واسعا على الصعيد الدولي كما على المستوى العالمي.

الأمر الذي يجعل من مجلس الأمن الدولي يقوم على تخصيص جلسة خاصة لمتابعة شؤونها وذلك في محاولة منه ليضع نظام ضوابط وموازين علمي وأدبي / قانوني وتقني متفق عليه ومتوافق لبيان طموح ومسارات درجة التطور والتحديث على مسارات العمل في شبكة الذكاء الاصطناعي بما يسمح بإيجاد نظام بيان يعمل كمرجعية معرفية وقانونية ملزمة للعلوم والأدبيات الناظمة للتوسع فى مسارات الذكاء الاصطناعي على أن تحمل هذه المنظومة المراد ترسيمها أبعادا قيمية تؤطر أقطاب الصناعة المعرفية داخل إطارها العام …

على أن يأتي ذلك كله بهدف رعاية الموروث الحضاري للإنسانية وحماية الأمن الإقليمي والدولي من محظورات الإفراط باستخدامها ولما لهذه الجوانب من أهمية على الصعيد الأمني كما من الناحية الاستراتيجية للمنظور العام في مسارات الشؤون الاجتماعية والنواحي الثقافية من هنا تأتي أهمية تسليط الضوء على هذه المسألة كونها تشكل أحد الروافد الرئيسة التي تقوم على حماية الموروث الحضاري للبشرية جمعاء.

وهو ما يندرج بالإطار الضمني في أتون الإبعاد الكامنة من وراء تسارع عجلة العلوم البحثية التي أخذت حدتها. في ظل درجة التسابق الحاصلة تشكل معركة معرفية فد تصل إلى مستوى حرب إذا بقيت عوامل الاختزال العلمي مسيطرة على المناخات السائدة كونها أخذت تشكل علامة تاريخية فارقة للعصر الحديث لا سيما مع دخول البشرية للألفية الثالثة وانتشار العلوم المعرفية لدرجة واسعة باتت تشغل، وحجم ومساحة واسعة في الحياة اليومية للبشرية بعدما برزت نماذجها فى سماء العالم الافتراضي عبر شبكة التواصل الاجتماعي مشكلة بذلك حواضن معرفية تحمل سمة المرجعية العلمية والتواصل المباشر.

وهي الصناعة المعرفية التي بدورها تحمل دلالة سلسلة للتواصل المباشر عن طريق نظم المعايشة الجديدة التي جاءت مع الجيل الخامس الذى كون غبار هذه المعركة المعرفية المشتعلة بعدما بدأت أجواؤها العامة بالتسخين فى درجة التواصل غير المباشر التي كانت سائدة عن طريق المشاهدة في الجيل الرابع من النظم التطويرية لهذه العلوم.

ولسهولة التعاطي مع برامج هذه العلوم بيسر والدخول لآلياتها التشغيلية ببساطة جعل منها تحدث انتشارا أفقيا واسعا وهو ما جعلها تشكل برنامج إحاطة شاملة ووسيلة اختراق فاعلة وأداة تحكم وسيطرة قادرة على أن تبسط بظلالها على كل المجتمعات منهية بذلك حالات مما كان يعرف الإغلاق الفكري والانغلاق المجتمعي بواسع قدرتها على إسقاط سحب معلوماتية غير مبينة بالاتجاه أو معنونة بالتوجه لكنها تستند للاجتهاد النظري الذي “كل ما يقبل منه وقر ما يبسط منه نزل في الأدبيات كما في القيم”.

وهذا ما يجعل من مآلات علومها تستوجب الإحاطة وبيان التقدير حتى يتم احتساب درجة تأثيرها على الموروث القيمي للمجتمع كما على ثقافته …وهى أرضية العمل التي تشكل فى مجملها جملة محظورات لا بد من استدراكها وفق برنامج عمل جامع يشكل فيه الجميع من على أرضية أممية ملزمة تقوم على وضع المحددات والتأكيد على أهمية المشاركة المعرفية والتأكيد على أهمية عدم الاحتكار المعرفي أو الاختزال العلمي.

بحيث يقام على وضع “منظومة معرفية أخلاقية” تضبط إيقاع التعامل وأدبيات التعاطى مع هذه الثوره المعرفية التي تعتبر فاصلة تاريخية وعنوانا واضحا لعصر جديد قادم على أن يأتى ذلك عبر برنامج عمل يضع إطارا ناظما لروافد عمل مجالات الذكاء الاصطناعي كما العلوم المتممة الأخرى فى مجالات النانو تكنولوجي على اعتبارها تطال معظم الجوانب الحياتية.

ونظرا لهذه المتغيرات العميقة التي جاءت مع هذه العلوم المعرفية التي لا وجود لميزان ضوابط يؤطر نهجها كونها تستند لحرياتها بشكل مطلق فى أبواب الإبداع والاختراع والابتكار غير المحدود يجعل من هذه العلوم القائمة على المعايشة وليس المشاهدة كما كان عليه الأمر بالسابق بحاجة إلى ميزان ضوابط يضبط أداءها العام ومساحة حركة معلومة تؤطر الجوانب البحثية كما تبين مسارات المعرفة في داخلها.

لا سيما وقد أصبحت قيم الحريات تشكل مرجعية قيمية لهذه العلوم قد تكون فى مواجهة مباشرة مع القيم السماوية التي جاءت بها الأديان كما أنها تشكل تهديدا مباشرا للموروثات الحضارية التي أصبحت مهددة بطريقة مباشرة من قبل الحريات وقيمها غير المعرفة أو المحدودة مع امتلاكها عامل السطوة الأعلى في ميزان بيت القرار كما على صعيد حواضن الاستجابة الشعبية.

الأمر الذي يجعل من الضروره بمكان إطلاق مبادرة تسهم بحماية الاديان وقيمها بما يمكن الايان من حماية قيمها جراء اجتراء سقوق الحريات عليها كونها باتت تعمل دون ضوابط رادعة فى سماء عالم بلا سقوف ولا محددات ضابطة لكون أجواءها الافتراضية بلا إطار ضابط لطموحها المشروع الأمر الذى بات يستوجب تشيكل هيئة دولية تعمل ضمن منظومة عمل يشارك مجموعة الاديان السماوية على تنوع عقائدها حتى نستطيع تشكيل نظام ضوابط وموازين يعرف بـ “الاستاتيكو المعرفي” ما بين الصناعة المعرفية والأدب المعرفي …

وحتى يتنسى للجميع الاستفادة من هذه العلوم المعرفية وصناعاتها في المجالات المدنية كما في المجالات الصحية والتعليمية والبنية التحتية وكذلك في مسارات البنية الفوقية من دون احتكار معرفي فانه من الواجب على المجتمعات المتفوقة بهذه العلوم ألا تقوم على احتكار نماذج العلوم المعرفية هذه وتجعل من وصول الجميع للعلوم التصميم وليس الاستخدام أمرا مشروعا فى إطار المواطنة الإنسانية وهي المواطنة التي تسمح للجميع بالتشارك العلمي والمعرفي من على أرضية تقوم على المسؤولية الإنسانية.

ليراعي فيها مسألة تقديم نماذج تصميم وتصنيع للعلوم المعرفية عن طريق مشاركة المجتمعات الأخرى في خزان المعرفة الإنساني كما فى عمليات التحليل عبر نظم الإحاطة التقديرية ووسائل اختيار آليات العمل المناسبة لتحقيق الأهداف المراد تحقيقها ومشاركة الجميع فى علوم تصميم الوسائل لتحقيق برنامج العمل المرحلية والنماذج الاستراتيجية بما فى ذلك نماذج متابعة كل الإجراءات عبر نظم المتابعة الجديدة ونماذج بيان آليات إعادة الصياغة وعبر مسارات التقيم الخاصة بما يسمح للجميع بتحقيق الغايات ضمن الأنظمة الجديدة فى عمليات التنمية بكل أبعادها على الأقل فى برامج الاستدامة الخاصة فى الطاقه النظيفه وفي النواحي الإدارية المدنية.

حتى لا تكون مستويات التفاوت كبيرة بين من يمتلك هذه العلوم والمجتمعات التى تفتقر لذلك لتكون وتقبع في درجة المستهلكة كونها لا تمتلك الأهلية المعرفية فى التصميم والانتاجية وهو ما بحاجة إلى قوانين دولية تقوم على حفظ المساحات المعرفية وبيان أنظمة التوازن المعرفي والأدبي فيها.

إن مسألة انتقال منزلة شبكة التواصل غير المباشر من إطار المشاهدة الى اطار المعايشه تعد من المسائل التاريخية التي بحاجة لاستدراك نوعي على كافة الأصعدة الثقافية منها والتنموية في ظل حالة التسارع التكنولوجي للصناعة المعرفية في مجالات الذكاء الاصطناعي والصناعات المتممة.

الأمر الذي يستلزم وضع معايير جديدة في التعليم كما في الصحة في المقام الأول على أقل تقدير على ان تأتي هذه المشاريع وفقط جمل عربية / إقليمية برعاية دولية نتيجة حجم المتغيرات التي ينتظر أن تطرأ على المناهج الدراسية كما على الحواضن المعرفية للجامعات والمدارس في القطاع التعليمي كما في القطاع الصحي على مستوى المستشفيات والمراكز الصحية .

والتي ينتظر هي الأخرى أن تنتقل بشكل منهجي من أنظمه معرفية كانت تقوم على (منازل) مركزية معرفة الهوية إلى أخرى مغايرة المضمون تقوم على (بيوت) عمل ناقلة متنقلة تقدم الخدمة بوسائل أفضل وأسرع وأدق وضمن كلف تشغيلية أقل وهذا ما يجعل من الصناعة المعرفية الجديدة بوسائلها وأدواتها تشكل فاصلة تاريخية في المشهد الإنسانى وميزان الحركة البشرية.

وهذا ما بحاجة الى تغيير منهجى يضع نقطة على سابق البيان ويكتب جملة من أول السطر تحوي على منهجية عمل حداثية معرفية المحتوى والمضمون واليات عمل تقوم على الذكاء الاصطناعي بكل مشتملاته ووسائل واصلة بين القرار والحواضن المستهدفة تقوم على أعمدة عصرية وإدراج حداثية تأخذ من المحتوى المحيط قراءتها وتدخله إلى المحتوى الذاتي بأناة حتى نخافظ على قوام التجانس المقبول بين اصالة المحتوى وحداثه الإطار الجامع حتى نحدث حالة التجانس لبناء مؤمن بأصالته كما هو مستلهم حداثته من ناتج جمل الصناعة والمعرفية.

وهو ما يعد بارضية العمل التى يمكن من خلالها رسم كيفية بناء جيل لا يقف عند جملة التعاطى ويبقى في طور مفردات الاستهلاك بل يضع برنامج عمل شاملا يطال كيفية التعاطي من الحاضنة الجامعية والمدرسية كما مع الحواضن الصحية التقليدية بما في ذلك تلك الأدويه الكيميائية مع دخول النانو تكنولوجي كطرف بديل على أن يتواءم ذلك مع تغيير منهجي يطال المناهج التعليمية والقطاعات الأساسية التي سيطالها هذا المتغير المعرفي الجديد.

ذلك لأن “صفر الأمية” هنا بات مغايرا في مقام البحث عن ذي قبل حيث أصبح لا يقوم على القراءة والكتابة بل يقوم على كيفية التعامل مع الوسائل المعرفية وتطبيقاتها وأما علومه فهى تقوم على كيفية الإختراع وتقديم وجبات من الإبداع والإبتكار بما يضيف للعلوم المعرفية جملة وصفية تحمل مدلولا يمكن تسجيله نقطة واعتباره سهما في بحر العلوم المعرفية التي تبدو أنها غائرة كونها ستدخلنا إلى عالم من المجهول جعله علامة فارقة إيلون ماسك لأكبر شركة تواصل عالمي.

وهو ما يأتي في ظل نقطة التحول التاريخي التي فرضتها الصناعة المعرفية والتى يتوقع بعض المحللين أنها ستكون بإنشاء مرجعيات ناظمة بعد انتهاء حالة المخاض المعاشة على غرار ما تم ترسيمه بعد نهايات الحرب العالمية الثانية عام 1945 عندما تم إنشاء البنك الدولي وصندوق النقد ومجلس الأمن لبناء نظام ضوابط موازين يحفظ مرجعيات العمل ويضع مسارات تقوم توجهات المجتمعات المتخلفة عن ركب الصناعة المعرفية وعلومها.

وهو ما يتوقع الكثير من المراقبين حدوثه في وقت قريب نتيجة حجم التسارع العلمي الذي تشهده ميادين التغيير في وسائل النقل ونماذج استخدام أنماط الطاقة النظيفة كما في برنامج تحضير الأدوية بكل أنماطها وهو ما يعد بيانا واضحا للمتغير القادم الذي يتوقع أن يطرأ على المعادلة الكيميائية للأدوية لتصبح ذات نماذج تقوم على النانو تكنولوجي وهو ما يتوقع أن يسقط على الصناعات العسكرية والامنية الخاصة منها والعامة وهو ما قاد محاولات البعص تشكيل أولى هذه المرجعيات للصناعة المعرفية في الشق الأمني والتي تعرف بالعيون الخمس.

وهو ما يعتبر بكل المقاييس تغييرا شاملا بحاجة لاستدراك وسرعة متابعة مقرونة بإعادة تموضع في العلوم المعرفية كما في أدبياتها العامة وهي أحد الاستخلاصات التي حملها كتابي الصناعة المعرفية والأدب المعرفي .

شاهد أيضاً

أبو هولي : الاحتلال فشل في تشويه "الأونروا" التي ستواصل عملها رغم أزمتها الماليّة

أبو هولي : الاحتلال فشل في تشويه “الأونروا” التي ستواصل عملها رغم أزمتها الماليّة

شفا – قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، …