عوائلنا ، إلى أين تسير ؟؟؟ بقلم : كريم البنا
إلى أين نسير ونحن في زمانٍ
طريقنا مملوء بالذئاب المفترسة؟!
وقافلة البيت
تسير بمفردها، الى أين تسير؟
تيقظوا ،لن يبق شيء اسمه الأسرة كما يخطط لنا.
إلى أين نسير؟؟؟
بيت خالٍ من المشاعر والقُرب
وفيس بوك متخم بالمشاعر والحب
بيتٌ كل فرد فيه دولة مستقلة ،
منعزل عن الآخر،
ومتصل بشخص آخر خارج هذا البيت
لا يعرفه ولا يقربه.
بيتٌ لا جلسات لا حوارات لا مناقشات لا مواساة.
تيقظوا
هكذا بيوت العنكبوت ، واهية.
الأب الذي كان تجتمع حوله العائلة..تبدل
وصار راوتر.
الأم التي كانت تلملم البيت بحنانها ورحمتها ، تحولت وصارت شاشة التلفاز.
في بيوتٍ الكل مشغول عن الكل!!؟؟
إلى أين نسير؟
الأم
الأب
الأبناء تحولوا من مسؤولين إلى متسولين.
يتسولون كلمة إعجاب من هنا ،ومديح مزيف من هناك..
وتفاعل من ذاك وهذا وهذه.
زمان أصبحنا نستجدي الحنان من الغريب
بعدما بخلنا به على القريب..
إلى أين نسير؟
زوجة تعلق على كل منشورات الرجال الغرباء وتعجب بصورهم الشخصية
وزوجها يترقب منها كلمة إعجاب واقعية!
زوج يلاطف هذه ويتعاطف مع تلك
وهن غريبات بعيدات وزوجته بالقرب منه ولكنها لم ترَ عطفه ولا لطفه.
إلى أين نسير؟
أم تمضي ساعات يومها خارج المنزل ..
او تراقب كل العالم في مواقع التواصل
لا يمر منشور إلا ووضعت بصمتها عليه.
ولكنها لا تدري ماذا يحصل اويوجد في بيتها!
وهل لها بصمة في سكينته ومودته وتربوياته؟
والدٌ لا يدري عن بيته شئ ..
ويهتم بكل مشاكل العالم ،
ويحلل وينظر لكل أحداث الأسبوع.
وهو لا يعلم ماذا يدور في بيته
ولا يستطيع تحليل الجفاف العاطفي والروحي في بيته.!!!
إلى أين نسير؟
أم يحزنها ذلك الشاب الذي كتب
“إني حزين”
وهي لا تدري أن بنتها غارقة بالحزن والوحدة..
تتأثر لقصص وهمية يكتبها أناس وهميين.
والدٌ يخطط لنصيحة شابة تمر بأزمة نفسية
وهو لا يهتم بابنه الذي يعيش أزمات.
ابن معجب بكل شخصيات الفيس
ويراها قدوة له ، ويحترمها ويبادلها الشكر لما ينشروه،
ووالده الذي تعب لأجله
لم يجد منه كلمة شكر ولا مدح!
ولم هكذا صار المسير؟
لأننا نبحث عن
رسالتنا خارج البيت!
نريد أن نؤدي رسالتنا خارج أسوار البيت
مع الآخرين..
مع البعيدين..
مع الغرباء..
مع من لا نعرفهم!!!
…
أصبحنا نهوى الغرباء ونميل إليهم..
ما الحل والعلاج؟
..
أن نتيقن أن الرسالة الحقيقية هي التي تبدأ من البيت
..
رسالتنا تبدأ من بيوتنا وفي بيوتنا ومع أهلنا….
..
لنتيقن ولو لمرة واحدة أن
مدارسنا، جامعاتنا ،معاهدنا ، مصانعنا ، جبهاتنا
كل هذه الميادين صنعتها
…
…البيوت الطاهرة
…البيوت الآمنة ،
….البيوت التي بناها أهلها
…الطهارة قبل الحجارة
ولنعلم
أننا عندما نعمل على أداء رسالتنا في البيت
قبل الشارع
ستنتهي أكثر مشاكلنا
للبعض أقول
رسالتكم مبدؤها في بيوتكم
حفظ الله بيوت أمة محمد صلى الله عليه وسلم جميعا من الأذى ، وجمع الله شملنا على التقوى وأصلح حالنا .