1:02 مساءً / 20 مايو، 2024
آخر الاخبار

الأنظار نحو حوار القاهرة لتحقيق المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام الفلسطيني ، بقلم : محمد علوش

الأنظار نحو حوار القاهرة لتحقيق المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام الفلسطيني ، بقلم : محمد علوش

الأنظار نحو حوار القاهرة لتحقيق المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام الفلسطيني ، بقلم : محمد علوش


المصالحة الوطنية الفلسطينية خيار استراتيجي، وفي ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني والتحديات المصيرية التي تمر بها القضية الفلسطينية تتعزز ضرورة انجازها وسرعة اغلاق هذا الملف العبثي بلا رجعة، وهذا يتطلب توفر النوايا الحسنة والارادة السياسية والجدية في المسعى نحو انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لتوحيد الساحة الفلسطينية قبيل انعقاد لقاءات الحوار الوطني التي ستعقد في القاهرة أواخر هذا الشهر، بحضور كافة فصائل وقوى منظمة التحرير الفلسطينية وحركتي حماس والجهاد الاسلامي استجابة لدعوة الرئيس الفلسطيني للتباحث في الخيارات والتوجهات وتعزيز الشراكة الوطنية والقواسم المشتركة، حيث جاءت هذه الدعوة في خضم معركة جنين البطولية، واستجابة للمستجدات السياسية والميدانية التي أفرزها العدوان الاسرائيلي الجائر على مدينة ومخيم جنين.


دعونا ثمن بشكل خاص الدور الرئيسي لجمهورية مصر العربية الشقيقة في المنطقة ودعمها المتواصل للقضية الفلسطينية، والدعم المصري لمسار المصالحة الوطنية وجهود انهاء الانقسام ورعايتها المتواصلة للحوار الوطني الفلسطيني، وكذلك الجهود التي بذلتها الجزائر في سبيل لم الشمل الفلسطيني وتوحيد الساحة الفلسطينية، آملين أن تتكلل هذه الجهود بالنجاح، مع تأكيدنا بأن انهاء الانقسام الذي وصل الى مستوى الانفصال السياسي والجغرافي لا ينتهي بالأمنيات والدعوات الصالحات، بل بالإرادة والاستعداد التام لتقديم كل التنازلات من أجل انهاء هذا الفصل الأسود والكارثي من تاريخ الشعب الفلسطيني على قاعدة (لا غالب ولا مغلوب) وعلى قاعدة تغليب المصلحة الوطنية العليا، وتغليب التناقض الرئيس مع الاحتلال الاسرائيلي وحكومته العدوانية والفاشية والعنصرية التي تمارس ارهاب الدولة المنظم والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل .


هناك تحديات كبيرة ومستعصية تواجهها القضية الفلسطينية في ظل انسداد الأفق السياسي ومحاولة الادارة الأمريكية فرض أجندتها وحلولها أحادية الجانب التي تنتقص من الحقوق الوطنية الفلسطينية بعيداً عن قرارات الشرعية الدولية في إطار ما يسمى بالسلام الاقتصادي ومشروع (تقليص الصراع)، وفي مجابهة هذه التحديات يتطلب تنفيذ القرارات والتوجهات التي أقرها المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية من أجل ترتيب الأوضاع الداخلية وبلورة برنامج سياسي عام ومتفق عليه، بالإضافة لإعادة تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني واعادة الاعتبار لها بصفتها قائدة نضال الشعب وعنوان هويته الوطنية ومشروعه الوطني التحرري وقراره الوطني المستقل.


لا توجد أية مبادرة باتجاه ما يسمى بالعملية السياسية وهناك انسداد بالأفق السياسي، فحكومة الاحتلال لا يوجد على أجندتها إلا عملية الضم التدريجي للأراضي لصالح الاستيطان وتهويد مدينة القدس وممارسة الابرتهايد والتفرقة العنصرية والتطهير العرقي بحق أبناء شعبنا في العاصمة المحتلة وحملة التحريض المتواصلة على شعبنا وحقه في تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بدعم مباشر ومتواصل من قبل الادارة الأمريكية المتصهينة.


اننا على ثقة كبيرة بشعبنا وبنضال شعبنا بكافة الأشكال والأساليب النضالية في المقاومة ومواجهة الاحتلال الذي يسعى لتجسيد ما يسميه حسم تجسيد المشروع الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية، وانطلاقاً من هذه الفهم العميق لواقع وآفاق راهن القضية الفلسطينية ، واحتمالاتها المستقبلية، نحن على ثقة بإمكانية أن تكون هناك رؤية نضالية شاملة، تشيع الأمل في إمكانية تجاوز عثرات الوضع الراهن، والذي عاد مجدداً إلى أفق التحرير واستعادة الحقوق السليبة بفعل الارادة الحرة لجماهيرنا الشعبية، باعتبار الشعب صاحب المصلحة المطلقة في دحر الاحتلال وتحقيق الأماني الوطنية التي قضها من أجلها عشرات الالاف من الشهداء عبر مسيرة النضال الوطني الطويلة وعلى مدار أكثر من مائة عام من النضال والصمود الفلسطيني.


وأمام جولة الحوار الجديدة التي ستشهدها القاهرة، تقع مسؤولية كبيرة ومباشرة على كافة القوى والفصائل الفلسطينية من أجل الدفع بمسار المصالحة الوطنية كخيار استراتيجي، وعليها أن تكون جادة في مغادرة مربع الانقسام فالشعب لن يرحم كل من يصر على المضي بأجندة الانفصال التي تلبي مصالح قوى وأطراف وأجندات خارجية عملت وتعمل من أجل تمرير مواقفها وسياساتها وأجنداتها على حساب الوضع الفلسطيني، واليوم نقولها بشكل واضح وبدون تردد أن فلسطين أكبر من كل الأجندات والشبهات وعصية على الاستخدام كورقة في جيب هذا النظام الاقليمي أو ذاك، وفلسطين وقضيتها أكبر من أي عبث ومن أي تخريب استنزف شعبنا وقضيتنا على مدار السنوات العجاف القاسية منذ عام 2007 الى اليوم.


نعم، نتطلع الى مخرجات هذا الحوار المرتقب بتوحيد الساحة الفلسطينية والعمل على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بمهمات واضحة ومحددة وعلى رأسها توحيد المؤسسات والتحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وعلى هذه الحكومة أن تكون موحدة وتكون قادرة على حل المشكلة الادارية بين المحافظات الشمالية والجنوبية انطلاقاً من مركزية الدولة والسلطة، والتي تعني أن هناك قانون واحد وسلطة واحدة وأمن واحد، ومركزية الدولة الواحدة لا تقبل المحاصصة ولا تقبل التقاسم الوظيفي ولا الإقصاء ولا التهميش، وتقبل التعددية والشراكة السياسية الوطنية بما يحقق المصلحة الوطنية العليا لشعبنا.


حوار القاهرة يشكل خطوة هامة في طريق تصويب مسار المصالحة الوطنية وإرسائها على أسس التطبيق العملي، ونحن نتطلع إلى ترجمة هذه الأجواء الايجابية بسرعة التنفيذ لفتح صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات الفلسطينية الداخلية واعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، ومهمتنا اليوم أن نذهب موحدين وجادين لتغيير قواعد المشهد الفلسطيني، والبناء على التفاهمات والاتفاقيات السابقة في القاهرة واعلان الجزائر وما قبلهما وما بعدهما بما في ذلك وثيقة الأسرى، وأن لا ينطلق الحوار في الأيام القادمة من (نقطة الصفر السياسي)، بل عليها أن تبدأ من انهاء كل افرازات الانقسام وانهاء خطة الانفصال، بوضع ترتيبات عملية وفورية بتسليم الواقع الحكومي القائم الى الحكومة التي نأمل أن تتشكل على قاعدة الوحدة والشراكة والمصير المشترك، والبدء في بحث مواجهة التطورات التي أحدثتها سنوات الانفصال، دون الاستسلام لها، وبما يضمن ارادة ومستقبل الشعب وقضيته الوطنية.


اجتماعات القاهرة القادمة بمثابة مفتاح لحل جميع القضايا الخلافية بين الفصائل الفلسطينية، وهي نافذة لتأسيس الشراكة والتوافق السياسي، وأهم المخرجات التي نرجوها من هذه الاجتماعات الحوارية اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني بالتتالي، وأن تتعزز لغة الحوار الوطني الديمقراطي كخيار استراتيجي لإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني، والوصول الى حكومة وحدة وطنية قادرة على مجابهة كل مشاريع التصفية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.

شاهد أيضاً

بأمر من بوتين.. طائرات روسية متطورة وفرق إنقاذ تصل لإيران

بأمر من بوتين.. طائرات روسية متطورة وفرق إنقاذ تصل لإيران

شفا – أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال طائرتين متطورتين مع مروحيات خاصة إلى تبريز …