4:56 صباحًا / 28 أبريل، 2024
آخر الاخبار

نشأة الصهيونية وقيام دولة الكيان بقلم : غسان ابو نجم

نشأة الصهيونية وقيام دولة الكيان بقلم : غسان ابو نجم

نشأة الصهيونية وقيام دولة الكيان بقلم : غسان ابو نجم

برؤية علمية ومنهجية واضحة وثابتة كباقي دراساته وابحاثه السابقة الغنية والمتميزة وبدراسة اعتمدت المنهج العلمي التاريخي حملت عنوان(الصهيونية العلمانية الدينية ومستقبل دولة العدو )يستعرض الباحث والمفكر التقدمي الفلسطيني غازي الصوراني أحد اقطاب الفكر العربي التقدمي في الوطن العربي السردية اليهوصهيونية التي حاولت جاهدة إثبات أن اليهود امة أو قومية وليست طائفة دينية وإن الصهيونية وارتباطها بالوجود اليهودي في فلسطين قبل الفي عام هي كذبة كبرى عبر دراسة اعتمدت منهج البحث العلمي من جهة وسردية تاريخية واضحة لنشأة وتطور الفكر الصهيوني بأشكاله المتعددة القومي والديني من جهة آخرى
تعتبر الدراسة وثيقة تاريخية يجب أن تدرس للأجيال الفلسطينية ليس لأنها تحتوي على رواية كاذبة حاول العدو الصهيوني تسويقها بل وثيقة تدحض التاريخ المزور لليهود والحركة الصهيونية وتؤكد السردية الفلسطينية حول الحق التاريخي للشعب العربي الفلسطيني في فلسطين قسمت الدراسة إلى قسمين الأول جاء تحت عنوان حديث عن الصهيونية العلمانية والدينية والثاني حديث عن مستقبل الكيان الصهيونى في فلسطين
في التمهيد يتطرق الصوراني إلى الاكذوبة الكبرى التي حاولت الحركة الصهيونية العالمية إقناع ألعالم بها بآن اليهود شعب له جذوره التاريخية مؤكدًا بأنهم طائفة دينية لا يمتلكون مقومات شعب أو قومية أو أمة مستندًا لدراسات للكاتب اليهودي شلومو ساند ومهدي عامل والدكتور عبد الوهاب المسيري والتي أكدت أن اليهود لا يمكن ان يشكلوا شعبا أو قومية وإنما هم خليط غير متجانس من قوميات مختلفة جمعها الدين اليهودي أما عن نشأة الصهيونية يورد الصوراني أن الصهيونية نشأت في القرن التاسع عشر بين يهود روسيا وبولونيا وباقي دول أوروبا الشرقية وإن المسميات بين اشكيناز(وهي الاسم القديم لالمانيا بالعبرية )والسفارديم (الاسم القديم لاسبانيا بالعبرية)تؤكد حقيقة أن اليهود والصهاينه لاحقا هم خليط من قوميات مختلفةً وان الصهيونية العالمية نسبت نفسها لجبل صهيون لتحقيق التزاوج بين الدين اليهودي والفكر الصهيوني وهم في الحقيقة إحتلال استعماري إحلالي لا يمت بصلة لليهود الذين غادروا فلسطين قبل الفي عام
وعن حقيقة الصهيونية الدينية يؤكد الباحث ان الدين اليهودي يربط بين الوجود اليهودي وتحديدًا جبل صهيون وبين عودة المسيح المخلص الذي سيخلص اليهود ويحقق العدل والرخاء في العالم وتطورت لاحقًا لتأخذ شكلها السياسي بعد هزيمة ٦٧التي حققت الانسجام والتفاعل بين الصهيونية العالمية والدينية وحققت التحالف بين اليمين القومي واليمين الديني الذي افرز الليكود ويشير الصوراني لثلاث مراحل أدت إلى بروز اقصى اليمين الجديد هي مرحلة أوسلو والثانية انشقاق اليمين عام ٢٠٠٥ بين يمين براغماتي امني مثله نتنياهو واليمين الاستيطاني الديني والمرحلة الثالثة هي مرحلة نجاح اقصى اليمين في الوصول للسلطة عام ٢٠٠٩.
ويورد الصوراني عن بدايات انطلاق الصهيونية الدينية في العصر الحديث عبر الحاخام يهودا القلعي عام ١٧٨٩-١٨٧٨والذي دعا عودة اليهود البشرية الى فلسطين دون انتظار عودة المسيح المخلص وتعمير الارض الخراب واحياء اللغة العبرية ثم تلاه الحاخام كلاشير ومهايلفير ومائير بار ايلان واكثرهم عنصرية باروخ غولدشتاين الذي نفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي والذي أعتبر أن ألف عربي لا يساوون ظفر يهودي وان هناك وقت دائمًا لممارسة الطب وقتل العرب وان التوراة لا تجيز التعايش مع العرب وعن التأسيس التنظيمي للصهيونية الدينية يورد الصوراني انها تأسست عام ١٩٠٢ اي بعد ١٥عاما من مؤتمر بازل الذي اقر ضرورة وجود وطن قومي لليهود بدعم من الرأسمالية الغربية وانها تأسست في اطار الصهيونية العالمية وتأسس فرعها في فلسطين عام ١٩١٨وعن المبادئ السياسية والأيديولوجية لتيار الصهيونية الدينية اورد الباحث ٩مبادئ تمثلت بالاعتراف بالحق التاريخي لليهود في فلسطين وبناء دولة إسرائيل وتدريس الدين اليهودي وضرورة خدمة الطلاب اليهود في الجيش ودعم المؤسسة القضائية الحاخامية وحرمة يوم السبت والقدس عاصمة أبدية لإسرائيل وتأييد الترانسفير ولاحقًا اضيف ضرورة إلغاء اتفاقات اوسلو ورفض الاعتراف بالسلطة الفلسطينية ورفض حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني
ويضيف الصوراني عن الصهيونية والدمج القصري الانتهازي بين الديني والقومي ان الصهيونية استخدمت الدين والتوراة لتحقيق استعمار فلسطين رغم ان الصهيونية في جوهرها علمانية ملحدة
لقد اتضح من السرد التاريخي الذي اوردة الباحث أن الكيان الصهيوني قام على كذبة كبرى وان لا وجود تاريخي لليهود ولا الصهاينة في ارض فلسطين وان قيام في فلسطين مصلحة للدول الرأسمالية الكبرى بعيدًا عن الدين اليهودي والفكر الصهيوني وان نابليون اول من بشر بقيام هذا الكيان عام ١٧٩٨ حين دعا اليهود لإقامة دولة لهم في فلسطين ومما يؤشر على زيف الادعاء بان فلسطين ارض الميعاد ما ورد في قرار المؤتمر السادس للحركة الصهيونية الذي اقر قيام دولة لليهود في اوغندا أو الارجنتين وهذا يعد تجاوزًا واضحًا للادعاء الديني اليهودي لفكرة ارض الميعاد وهذا ما ورد في العديد من كتب المفكرين الصهاينة الذين أقروا ان الدين اليهودي أستخدم لإقناع فقراء اليهود للعودة الى ارض الميعاد وكان هرتزل يؤكد دائما ان الدين لا يهمني بل يهمني الاسطورة الجبارة للعودة وان الدين اليهودي مجرد وسيلة لاقناع فقراء اليهود للعودة لأرض الميعاد وعن موقف الاحتلال من الضفة الغربية وقطاع غزة بعد ان تحقق احتلال فلسطين ٤٨ وقيام دولة الكيان بقيت أعين الصهاينة على باقي ارض فلسطين فتم احتلال الضفة والقطاع وسعى الاحتلال جاهدًا لإحكام سيطرته عليها وسعى لتقسيمها بقصد تقسيم القضية لتصبح قضيتين وفق المخطط الديني القومي الصهيوني اليميني عبر فرض حقائق استيطانية على الارض الى جانب مشروع الترانسفير ويبرز الصوراني ابرز رموز التيار الديني والقومي الصهيوني اليميني المتطرف أمثال جابوتنسكي ومائير كهانا وتسيفي يهودا كوك ودوف ليئور وايتمار بن غفير وسميتوروتش وافي روتنسكي وعن المنظمات الصهيونية الارهابية يورد حركة كاخ وغوش امونيم ومنظمة الارهاب ضد الارهاب وغيرها
وعن مستقبل هذا الكيان المسخ يقول الصوراني انه الى زوال وان تفكيكه وزواله حتمية تاريخية وان هذا السرطان الممتد في الجسد العربي لا يشكل خطرًا على الشعب الفلسطيني فقط بل على الامة العربية جمعاء وإن مسألة دحره مهمة قومية عربية ويورد آراء بعض المؤرخين اليهود امثال افنيري وشلومو ساند وغيرهم الذين تنبأوا بزواله
كذلك يورد الباحث آراء عدد من المفكرين العرب الذين تناولوا الفكر الصهيوني أمثال عبد الوهاب المسيري والراحل جمال حمدان الذين اصدر كتابًا قيمًا اسماه اليهود انثروبولوجيا فند به المزاعم الصهيونية واحقية اليهود في فلسطين برؤية علمية ونقديه
وفي ختام الدراسة التي لا يغني هذا المقال عن الاطلاع عليها ودراستها بشكل عميق لتستوفي حقها يورد الصوراني ان الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود وانه لا يمكن هزيمة هذا الاحتلال الا عبر تشكيل اوسع جبهة عربية تقدمية يكون لليسار دورًا قياديًا فيه التحرير فلسطين اخيرا أود التأكيد أننا نواجه كيانا استعماريًا احتلاليا توسعيا صادر الأرض والمنزل ووسيلة الإنتاج ويسعى دائما نحو المزيد من مصادرة الاراضي وقتل واعتقال كل من يقف وجه توسعه ولم يحضر شذاذ الافاق الى فلسطين لكي يغادروها بل لتكون نقطة ارتكاز لتحقيق مزيد من التوسع ويحلوا بدل سكانها الاصليين وكان عليهم لتبرير احتلالهم نسج كذبة كبرى اسمها أرض الميعاد ولكنهم واجهوا شعبًا متمسكًا بسرديته وبتاريخه وبحقه عجزت الة القمع والتنكيل ان تسحقه.


دعوة اخيرة لكل الاجيال الفلسطينية الحالية والقادمة لدراسة ما ورد في هذه الدراسة التي أرى انها يجب ان تدرس في مدارسنا ومعاهدنا وجامعتنا لانها جمعت وركزت ما تشتت من كتابات حول الحركة الصهيونية بطريقة علمية ومنهجية وكشفت كذب وزيف الادعاء الصهيوني وافق الخلاص من هذا الاحتلال.

شاهد أيضاً

قوات الاحتلال تقتحم عدة قرى غرب جنين

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، عددا من القرى غرب جنين، بالتزامن مع تواصل …