1:07 صباحًا / 28 أبريل، 2024
آخر الاخبار

جبهة النضال الشعبي الفلسطيني علمتنا بداهة الوعي والتواضع وبلاغة النضال ، بقلم : محمد علوش

جبهة النضال الشعبي الفلسطيني علمتنا بداهة الوعي والتواضع وبلاغة النضال ، بقلم : محمد علوش

جبهة النضال الشعبي الفلسطيني علمتنا بداهة الوعي والتواضع وبلاغة النضال ، بقلم : محمد علوش

استحقت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني المكانة الطليعية التي تميزت بها في تاريخ الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ونضاله الوطني المستمر، ومنذ انطلاقتها في الخامس عشر من تموز 1967 وهي تستجيب بشكل دائم وتلقائي لاتجاه الشعب الفلسطيني العام، وإذ لم تستطع قيادة الشعب، لكنها أدت دورًا ملموسًا، ولم تعاكس إرادته ومصالحه وأهدافه، وهي صاحبة نظرية تغليب المصلحة الوطنية العليا على كل المصالح الفئويّة والفصائليّة، لذلك حسمت موقفها وخيارها دائماً ببوصلة وطنية منحازة للقرار الوطني الفلسطيني المستقل تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.


هذه هي جبهة النضال الشعبي الفلسطيني التي ضمت بين صفوفها، أجيالاً من الثوار والمناضلين، أجيال تعاقبت على حمل الراية، راية التحرر، راية الوطن، راية الشعب، راية العمال والكادحين الفقراء والفلاحين والمثقفين الثوريين، على امتداد ستة وخمسون عاماً، ناضلت عبرها في كل مراحل النضال منذ انطلاقتها المجيدة عن أهداف وتطلعات الشعب وقدمت التضحيات وقاومت الاحتلال بكافة وسائل النضال، وهي صاحية نظرية (أن تغليب شكل رئيسي من أشكال النضال في مرحلة معينة لا يعنى اسقاط الأشكال الأخرى) في سبيل الحرية وحق العودة والاستقلال، وناضلت من أجل حقوق الفقراء من العمال والفلاحين وكل الكادحين، علاوة على نضالها اليوم من أجل الحريات الديمقراطية ومن أجل المساواة بين المرأة والرجل في كافة الحقوق والواجبات .


جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، هذا (الحزب الاشتراكي الديمقراطي الفلسطيني)، الذي ترعرع في أوساط الجماهير الشعبية وضم في صفوفه خيرة أبناءها وطلائعها، كان وما زال خير معبر عن طموحاتها وأهدافها عبر تضحياته ومعاناته في مسيرته الطويلة التي خاض المناضلين تحت رايته دون فتور ولا كلل جميع المعارك الوطنية التي قام بها أبناء شعبنا في سبيل حريتهم واستقلالهم وكرامتهم الوطنية، ان الجبهة بما تمثله في اللحظة الراهنة والمستقبل، ستظل قوية بوطنية أعضائها وانتماءهم لأمتهم العربية وإخلاصهم والتزامهم بقضايا شعبهم، وستظل أيضا، قوية باستنادها إلى هويتها الفكرية الاشتراكية والتقدمية ببعديها القومي والإنساني، والى متانة حزبها ووحدة صفوفه على مساحة الوطن كله، هذا الحزب الذي نما وكبر عبر النضال والتضحيات حتى أصبح اليوم منظمة وطنية عزيزة الجانب، موفورة الاحترام، بعد أن أكد وجوده في الماضي كما في الحاضر، كأداة فعالة لها وزنها وشأنها في نضالنا الوطني التحرري الديمقراطي العظيم، مستندأ الى تأييد جماهيرنا الشعبية في كل الظروف، وفي كل الأوقات، على طريق النضال المتواصل لمسيرة شعبنا العربي الفلسطيني من أجل الحرية والديمقراطية والانعتاق من كل أشكال الظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والطبقي في آن واحد، بما يدفعنا، وباعتزاز وفخر كبيرين أن نقول بثقة أن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ما زالت كما كانت، موضع التقدير والاحترام والأمل لشعبنا ولكل المناضلين التقدميين الديمقراطيين في بلداننا العربية وفي العالم .


شكلت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني مسيرة كفاحية حافلة بالتضحيات ومواجهة التحديات ومجابهة الاحتلال الاسرائيلي وحلفاءه في المعسكر الامبريالي والرجعي والظلامي منذ انطلاقتها في مدينة القدس، على أيدي مجموعة من المناضلين، الذين أخذوا على عاتقهم صياغة هذه الفكرة الجبهوية في ظل ظروف بالغة التعقيد، حيث كانت الدماء نديّة وراية الانكسار عالية بعد زلزال حزيران الذي سمّي بـ (النكسة)، فكان العنفوان والعمل الثوري، وكان الرد على الهزيمة في اطار تعزيز الرفض للاحتلال ومقاومته وتجميع قوى وطاقات شعبنا وتنظيمها الجبهوي، وإطلاق شرارة الانطلاقة لفصيل ثوري مقاوم رفع وتيرة النضال، وأبدى الاستعداد للمواجهة الحتمية مع هذا الاحتلال الجاثم على الأرض العربية الفلسطينية، لتستمر مسيرتها النضالية بثورتها المستمرة، جنباً الى جنب مع كافة فصائل العمل الوطني نحو تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .


جاءت هذه الانطلاقة لتؤكد ميلاد فصيل فلسطيني مقاتل، هويته فلسطينية ورايته النضال وبرنامجه الكفاح الوطني بمختلف أشكال النضال وفقاً لكل مرحلة من مراحل النضال، حيث قدمت الجبهة تضحيات كبيرة عبر هذه المسيرة الطويلة، وبات لها سجل نضالي عريض معمد بدماء الشهداء وعذابات وتضحيات الأسرى والمناضلين، فكان لها دورها الطليعي في مسيرة نضال شعبنا وفي معارك الدفاع عن الثورة والشعب والقرار الوطني المستقل الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وخاضت الكفاح الشعبي المسلح وحرب الشعب طويلة الأمد في مواجهة الاحتلال وجرائمه الوحشية، وكانت من أوائل الفصائل الفلسطينية التي تقوم بعملية تبادل للأسرى، وكانت من أوائل هذه الفصائل التي قامت بخطف الطائرات من أجل لفت أنظار العالم لقضية شعبنا ودعوة المجتمع الدولي والعالم للتدخل لإنهاء الاحتلال عن كامل ترابنا العربي والفلسطيني المحتل.


والجبهة وحدها من بين كافة الفصائل من كانت بدايتها من قلب فلسطين، من قلب القدس بعد هزيمة النظام الرسمي العربي في عدوان حزيران 67 لتكون قوة طليعية وثورية في مجابهة الاحتلال والتصدي لسياساته ومخططاته، وقوة رئيسة من قوى الثورة الفلسطينية الواعدة التي حملت أحلام وآمال شعبها نحو الحرية والكرامة الوطنية والاستقلال الوطني الناجز.


جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تحيي ذكرى انطلاقتها هذا العام وهي أكثر صلابة وحضوراً سياسياً وتنظيمياً مما قبل، حيث أنجزت عقد مؤتمرها الوطني العام الثاني عشر، وعقد هذا المؤتمر بحضور وطني وعربي ودولي كبير يؤكد المكانة المرموقة لهذا (الحزب الاشتراكي الديمقراطي الفلسطيني) في قلب الحركة السياسية، وفي علاقاته المتميزة مع هذا الطيف الواسع من الأحزاب السياسية حول العالم وبخاصة علاقات الجبهة المتميزة مع الحزب الشيوعي الصيني، ومع عدد كبير من الأحزاب الشيوعية واليسارية والديمقراطية والقومية في العالم العربي ومع القوى والأحزاب الاشتراكية في العالم من خلال (الاشتراكية الدولية) و(التحالف التقدمي العالمي) ومن خلال (الجبهة الأممية المناهضة للإمبريالية والفاشية) التي تحظى الجبهة بحضور لافت فيها.


نحتفي بانطلاقة القول والفعل – التي عبرت عنها الجبهة على مدار تاريخها الكفاحي المجيد، لتؤكد الاستمرار في مسيرة التجديد الديمقراطي، والتمسك بخطابها التقدمي والديمقراطي على المستوى التنظيمي الداخلي وعلى مستوى الحياة السياسية والمجتمعية الفلسطينية، فما زالت تناضل من أجل التغيير الديمقراطي وإشاعة المناخ الديمقراطي والنضال من أجل سيادة القانون وتعميق وتكريس حرية الرأي والتعبير والحريات العامة التي ينبغي صونها وإعلاء شأنها كحق كفلته القوانين الفلسطينية وأسست له وثيقة اعلان الاستقلال الفلسطيني.


في هذه الذكرى الخالدة من تاريخ شعبنا وحركته الوطنية، مازلنا نستلهم تجارب القادة المؤسسين الذين رسخوا حضور الجبهة ومواقفها وأفكارها الثورية والتقدمية، ونستحضر بشموخ كبير مسيرة القائد المؤسس الرفيق الدكتور سمير غوشة، الذي أغنى مسيرة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وعزز حضورها على كافة المستويات بصلابة الموقف ووفق رؤية شمولية برنامجية عكست المكانة العالية للجبهة على خارطة الفعل السياسي والمقاوم للاحتلال وفي نضالها السياساتي لإرساء العدالة الاجتماعية وتعزيز الحياة الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني .


تجدد الجبهة في برامجها وفي رؤاها وفي سياساتها الاجتماعية والاقتصادية لتكون أكثر التصاقاً بقضايا الشعب من مختلف الشرائح والمكونات، منحازة أكثر للفئات الاجتماعية الضعيفة والمهمشة من العمال والمسحوقين، الذين لهم كل الحق في انتزاع حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفق معادلة وطنية برنامجية سياساتية تؤسس لمنظومة العدالة الاجتماعية .


في هذه الذكرى المجيدة، نشمخ عالياً ونرفع رؤوسنا عالياً بأننا أعضاء في هذه الجبهة، نرفع رؤوسنا عالياً لأننا جزء من هذه المسيرة الحافلة بالنضال، ونرفع رؤوسنا عالياً بما تتمتع به الجبهة من مكانة سياسية وحزبية وثيقة في الساحة الفلسطينية كساحة عمل مركزية وفي كافة ساحات العمل في البلدان العربية والأوروبية في الأمريكيتين وروسيا، حيث تتوسع دائرة عمل الجبهة مجددةً شبابها ووثائقها لتكون منسجمة مع كافة التطورات والتحولات والمتغيرات، ولتكون أكثر تأثيراً وحضوراً، وأصلب نضالاً على طريق الحرية ومواصلة النضال بالتمسك بالثوابت الوطنية وحماية القرار الوطني المستقل، ومواجهة كل المحاولات التي تستهدف تصفية قضيتنا الوطنية بعيداً عن قرارات الشرعية الدولية وبعيداً عن كل أشكال الوصاية ومحاولات النيل من دور ومكانة وطننا المعنوي المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية، ورفض كل المحاولات الخبيثة لفرض بدائل عن ممثلنا الشرعي والوحيد للانقضاض على مشروعنا الوطني وتصفيته وفرض الحلول التسووية الأمريكية التي تنتقص من حقوقنا والتي جابهها شعبنا بثبات وأسقط ما سمّي بصفقة القرن، التي، ورغم سقوط عرابها الرئيس السابق ترامب، ما زالت حاضرة بفصولها التآمرية والمعادية لشعبنا وقضيتنا .


جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أعادت لنا بداهة الوعي، وعلمتنا التواضع، وعلمتنا بلاغة النضال ..علمتنا أن لا سلام مع الاحتلال ولا أمن مع الاحتلال ولا حياة مع الاحتلال .. علمتنا أن الحقيقة الفلسطينية لا تموت.. وعلمتنا أننا أبناء الحياة الى آخر لحظة ..علمتنا أن شعبنا الذي يحب الحياة الى هذا الحد، لن تخذله الحياة، ولا بد له أن ينتصر.

شاهد أيضاً

قوات الاحتلال تقتحم عدة قرى غرب جنين

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، عددا من القرى غرب جنين، بالتزامن مع تواصل …