2:13 مساءً / 18 أبريل، 2024
آخر الاخبار

السياج الأول بقلم : فاطمة المزروعي

تعتبر الأسرة هي المؤسسة الرئيسة والأهم في أي مجتمع يحاول النهوض والتطور، فإنتاج هذه المؤسسة الأزلية ومخرجاتها من الأبناء هو المعيار الذي يعكس واقع المجتمع وقدرته وتماسكه. لذا فإن الاهتمام بدور الأسرة، ومحاولة سن القوانين والأنظمة لتقوية دورها وحمايتها ومساعدتها على القيام برسالتها أمر حيوي ومهم في جميع أرجاء العالم، وحتى في المجتمعات الأكثر تطوراً وتقدماً.
وغني عن القول إن الأسرة الأكثر تماسكاً بين أفرادها هي الأكثر سعادة وتكون مخرجاتها سليمة وقادرة على الإنتاج والتطور ومفيدة للمجتمع بأسره، أما الأسر التي تعاني التفكك أو التنازع والخلافات المستمرة بين الزوجين، أو حتى الانفصال والشتات، فدون شك ستكون مخرجاتها متدنية وجاهزية الأبناء منخفضة، بل في حاجة لمساعدة نفسية واحتضان اجتماعي يساعدهم على مواجهة الحياة اليومية، وللحيلولة دون تحولهم لمجرمين أو حتى منبوذين من مجتمعاتهم بسبب سوء سلوكهم.
في هذا السياق، اختتم في الشارقة الملتقى الأسري الثاني عشر والذي كان تحت عنوان «التماسك الأسري في ظل العولمة .. الواقع والطموح»، وتم خلال هذا الملتقى إلقاء عدد من الأوراق العلمية والدراسات البحثية المهمة التي تستهدف قياس ترابط الأسر، ومنها كانت دراسة ميدانية قام بها الدكتور حسين العثمان رئيس قسم علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة الشارقة، وشملت عينتها 1136 مبحوثاً، وكان من أهم نتائجها أن معدل نسبة الأسر المتماسكة بلغ 56.7 في المئة من العينة، مقابل 43.3 في المئة من الأسر تفتقر إلى التوازن في علاقاتها الأسرية.
نحن في حاجة ماسة للمزيد من مثل هذه الجهود العلمية ولمثل هذه الدراسات البحثية، ومن أسماء علمية مسؤولة كالدكتور العثمان، لسبب بسيط أن مثل هذا الإنتاج العلمي يكشف لنا عن حجم المعضلة وأيضاً أسبابها، وبالتالي يسهّل على المعالجين والتربويين، فضلاً عمن يقوم بوضع الخطط التنموية والتعليمية ومعرفة الجوانب التي تحتاج للتركيز والعلاج العاجل.
لا يمكن أن نضع رؤوسنا في الأرض، وندعي أننا مجتمع رباني أو مجتمع ملائكي، ونحاول أن ننسى أو نتناسى أننا منفتحون على العالم، وأننا وسط العولمة ورياحها وسمومها، بل نحن أكثر ثقة بأنفسنا في أن نشير إلى مكمن الخلل ونسعى لعلاجه، لذا فنحن بحاجة للمزيد من مثل هذه الدراسات، ومن ثم العمل على العلاجات الناجعة والشافية.

شاهد أيضاً

إطالة وقت التعلم ضرورة ملحة لتعزيز التعليم في فلسطين، بقلم : د. تهاني بشارات

إطالة وقت التعلم ضرورة ملحة لتعزيز التعليم في فلسطين، بقلم : د. تهاني بشارات تعاني …