7:40 مساءً / 26 أبريل، 2024
آخر الاخبار

إسناد الجزائر … أمل لحرية فلسطين ، بقلم : د. رولا خالد غانم

إسناد الجزائر … أمل لحرية فلسطين ، بقلم : د. رولا خالد غانم


مع فلسطين ظالمة أو مظلومة عبارة يدوي صداها على مسامعنا هنا في فلسطين، و هناك في بلد المليون و نصف المليون شهيد في الجزائر الوطن الذي يحتضن ترابه الخالد فينا هواري بو مدين و العظماء الذين يخلدهم التاريخ للأبد في الذاكرة.
الجزائر الشقيق الذي احتضن ثورتنا الفلسطينية المعاصرة منذ الإرهاصات الأولى لانطلاقتها عام ١٩٦٣ أي بعد عام واحد من نيلها لاستقلالها الوطني بانتصارها على الاستعمار الفرنسي، و هنا يسجل التاريخ للجزائر الفضل الكبير في إسناد الطلقة الأولى للثورة الفلسطينية في يناير ١٩٦٥ التي دوت رفضا للاحتلال و رفضا للنكبة و التشريد.
كيف لأجيالنا المتعاقبة أن تنسى الجزائر و قد انتشرت في ربوعها مخيمات الأشبال و الزهرات و انتشر في أرجائها الفلسطينيون الفدائيون، الذين تلقوا التدريبات فأصبحوا أبطالا يذودون عن الوطن فلسطين، و كيف لأعيننا أن تغفل عن احتضان الجامعات الجزائرية لمئات بل لآلاف الطلبة الفلسطينيين و منحهم التعليم الجامعي المجاني فيها بمستوياته المختلفة، لنرى اليوم العديد منهم و قد تقلدوا مناصب علمية رفيعة.

و لم تكتف الجزائر بهذه المساندة؛ بل حرصت على أن تكون صمام الأمان للشعب الفلسطيني و قضيته الوطنية من خلال ثقلها السياسي في الكثير من المحافل العربية و الإقليمية و الدولية و بهذا فقد استمدت فلسطين منها قوة سياسية كبيرة، و تجرأت أكثر لإبراز قضيتها في أرفع الهيئات الدولية لا سيما هيئات الأمم المتحدة لتدافع عنها كقضية عادلة دون أي تردد .
و استمر التضامن و الدعم و الإسناد من أخوتنا الكرام في الجزائر البلد الشقيق بمختلف أشكاله و قد تجسد في الكثير من المواقف الوطنية المشرفة و المشهود لها .
و عرفانا و اعتزازا بنضالات الشعب الفلسطيني و حفاظا منها على شرعية و وحدانية تمثيله فقد احتضنت عاصمتها الجزائر جلسات الدورة التاسعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني (دورة الانتفاضة)ليعلن الرئيس الفلسطيني الراحل الزعيم ياسر عرفات من على منبرها الحر بتاريخ ١٥/١١/١٩٨٨ استقلال دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشريف، لترتسم مع ذلك الإعلان ملامح مرحلة سياسية و كفاحية جديدة يخوض غمارها شعبنا الفلسطيني بدعم و إسناد الأشقاء الجزائريين.
و حرصا منها قيادة و حكومة و شعبا على الوحدة الوطنية الفلسطينية نادت القوى و الفصائل الفلسطينية بحوار وطني شامل تمخض عنه بحضور و إشراف سيادة الرئيس عبد المجيد تبون إعلان الجزائر للم الشمل الفلسطيني، و قد كان لهذا الإعلان صدى مؤثر في بث الأمل مجددا نحو استعادة الوحدة و توحيد الطاقات و الجهود الفلسطينية لمواجهة التحديات في ذات الوقت الذي وسمت به القمة العربية التي عقدتها على أرضها باسم فلسطين تلاه إرسال برقيات الدعم و المساندة في يوم التضامن العالمي مع فلسطين.
محطات و مواقف وطنية مشرفة و أدوار سياسية هامة تقوم بها الجزائر الشقيقة و ما هي إلا تعبير مكثف عم عراقة شعبها و وطنية قيادتها و حكمتها و حنكتها السياسية.
و في حقيقة الأمر فإن القناعة الراسخة لدى شعبنا الفلسطيني بأن هذا الاحتلال العنصري المتطرف الفاشي مهما امتد بسرطانه الاستيطاني الخبيث و التهم أرضنا سيزول و سنجتث جذوره من أعماقها و الأمل دائما يحذونا مثلما كان يحذو الشعب الجزائري الذي فجر و خاض ثورته العظيمة و طرد و أجلى الاستعمار الفرنسي عن أرضه و ظفر بالحرية و الاستقلال الوطني.
فلم يعد الاحتلال يشكل احتلالا عسكريا لفلسطين بقدر ما هو تمدد استيطاني خبيث و خطير يتطلب منا مواصلة الكفاح لاجتثاثه، و لهذا لابد بل من الضرورة سد الثغرات التي يتسلل من خلالها و بالتحديد ثغرة التطبيع الضار و الخطير
و ثقتنا كبيرة بأن الجزائر لن يخذل الشهداء و لن يتردد في الايفاء بالعهد و الوعد و لن يقف إلا مدافعا صلبا عن القدس و عن فلسطين
والمقدسات، فنحن شعب لن ننتصر على هذا التطرف و على هذه الفاشية الوحشية وحدنا بل و معنا جميع الأحرار من العرب والجزائريين الذين و لم و لن يخذلونا يوما.

شاهد أيضاً

الخارجية الروسية ترد على اتهامات أمريكية لبوتين بتنظيم احتجاجات مؤيدة لفلسطين

الخارجية الروسية ترد على اتهامات أمريكية لبوتين بتنظيم احتجاجات مؤيدة لفلسطين

شفا – اعتبرت متحدثة الخارجية الروسية اتهام رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي الرئيس …