6:45 مساءً / 14 أكتوبر، 2024
آخر الاخبار

أخوات المغتصبة ؟؟ بقلم : توفيق ابو خوصة

إذا مطرت ألطمى .. وإذا ما مطرت ألطمي .. مثل شعبي قديم، وفي قول آخر … غطيني يا صفية، ، ما فيها فايدة … الثوب صار بالي ومهترئ … والفتق أكبر من الراتق، ما عاد الصمت يجدى نفعا، ولا الصراخ حلا … المسكوت عنه كبير وكثير، نظام الطبطبة والغلب وستيرة ولا الغلب بفضيحة … لازم يولي ويعلو صوت المنطق والقانون، بالمزيد من الجرأة ومواجهة الذات …نحن لا نعيش في المدينة الفاضلة، ولا يعيبنا كمجموع أن يسقط ويتساقط بعض الأفراد ويمتهنوا العيب بأحتراف منقطع النظير ( كل شاة معلقة من عرقوبها ) ..والجسم القوى يلفظ الفضلات بإنتظام تعبيرا عن الصحة والسلامة ..،

في جلسة عابرة مع بعض الاصدقاء وبالصدفة إستمعت إلى سرد مقذع لمسلسل من التحرش الجنسي والابتزاز المالي الذى وصل إلى درجة لاتطاق من قبل أحد المتنفذين، الذي وصلت به الوقاحة التباهى بعلاقته مع الاسرائيليين وقدرته على وقف التصاريح التى تصدر من الجانب الاسرائيلي ومنعها عن أي فتاة لا تخضع لرغباته، وللتوضيح أكثر فهو شخص تافه وشاذ يعمل معاونا لأحد أعضاء اللجنة المركزية، وأكثر تحديدا مع الاخ القائد د . نبيل شعت الذي يتوجب عليه أن يتحسس أطرافه ويلفظ طفيليات ضارة في محيطه هو بغنى عنها قبل أن تقع الفاس في الراس ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) .

سبق أن تحدث الكثيرون عن وجود هذا الشخص في دائرة القرار أو حتى على هامشه، لأن مثل هذه النوعية من البشر، كالبغاث عندما يستنسر ؟؟ فمن عاث فسادا في غزة، وأصبح الآمر الناهى في حركة فتح بقطاع غزة وهو خارج الاطر التنظيمية ولم يكن في يوم من الأيام في أي منها، ويرشح ويعين قيادات للحركة ويقصي أخرين مع غيره من المرافقين والمنافقين، فهو يري نفسه حذاء أكبر من جبل جرزيم، قادر أن يدوس كرامات الناس ويتسلى بأعراضهم، ويستغل ألامهم لإشباع نزواته وغرائزه الحيوانية، أنا استمعت مباشرة للقصة من فتاتين وقيل أن هناك أخريات يحاول هذا المأفون أستدراجهن و إستغلالهن بالترغيب والترهيب المادى والمعنوى ولاأريد الدخول في تفاصيل ولكن ما يحدث هو عار.

هل من الرجولة بمكان مساومة بنات الناس على أعراضهن وشرفهن ؟؟ هل مثل هؤلاء مؤتمن على شئ حتى على عرضه ؟؟ التحرش الجنسي على الهواتف والرسائل القصيرة وبالملموس من الكلام الماسخ الذى يوجهه لهن أثناء مطاردتهن أينما تواجدن !! هل هذا هو الشرف لدى عديمى الشرف من الذكور فاقدى الرجولة … وهناك فرق بين الذكورة والرجولة ؟؟ هل إستخدام النفوذ وامتلاك المال يعنى أن كل شئ مباح ؟؟ إن التحرش الجنسي جريمة وإن كان أقل وطأة من الإغتصاب، وهنا يحضرنى جريمة إغتصاب الفتاة التونسية من رجال الشرطة هناك !! والتى تحولت إلى قضية رأي عام بكل بشاعتها، وأسمح لنفسي بإقتباس بعض ما كتبته إحدى الزميلات :

((انا هي المدعوة “مريم” فتاة بريئة طلّقني المجتمع والقانون والسلطة قبل ايام من قيم ديني وثقافة انسانيتي حين قاموا باغتصابي ثلاث مرات متتالية دون رحمة ولا شفقة…وقرروا بعد ان انتهوا من “فضّ” غشاء الكرامة الذي يدّعون حمايته يوميا في منابر خطبهم الدينية “المسيّسة” وفتاويهم الجديدة “الشاذّة” ان يحولوني الى “فاجرة” قامت بارتكاب “فعل فاحش” في العلن )).

(( انا هي “مريم” التي قررت اليوم أن تصرخ بقلمها بوجهكم يا من عبثتم بالدين والاسلام والمسيحية واليهودية وكل الأديان السماوية وشوهتم القيم الانسانية لتتوقفوا عن “صناعة” مريم أخرى في مكان ما من بقاع العرب الواسعة. لكن لا عليكم لا تشغلوا بالكم كثيرا بالنساء العربيات المغتصبات يوميا فـ”الربيع السياسي” اهم من “الربيع الاخلاقي” يا امّة نصرت رسولها عليه الصلاة والسلام بحرق مبانٍ وقتل اجانب! ولم تنصر رسولها في حديثه الشريف “واستوصوا بالنساء خيراً”.))

مريم ليست الاولى ولن تكون الاخيرة طالما انّنا نعيش في جمهوريات وممالك عربية قادرة على منح جواز سفر استثنائي بمرسوم ملكي او جمهوري أو رئاسي لفنان تكريماً لعطائه الفني وغير قادرين على التدخل بمرسوم ملكي او جمهوري أو رئاسي لحماية نسائنا وإتخاذ قرارات وأجراءات رادعة وصارمة ضد الذئاب البشرية المنتشرة تتربص بأخواتكم وبناتكم وزوجاتكم في الشوارع والاسواق والمكاتب .. وكلهن أخوات مريم التونسية المغتصبة ..، سيظل هؤلاء الذين تخلصوا من إنسانيتهم وتحولوا لعبودية شهواتهم، يبحثون بشبق عن الرذيلة ومن ثم يسمونها كمائن جنسية أعدت لهم أو تم إستدراجهم للوقوع فيها، ليتحول الجانى إلى ضحية بقدرة قادر.. فهل من موقف يعيد الطمأنينة لنصف المجتمع بل للمجتمع كله ؟؟

شاهد أيضاً

معمر العويوي

الحرب العسكرية والحرب النفسية في الصراع الفلسطيني ، بقلم : معمر العويوي

الحرب العسكرية والحرب النفسية في الصراع الفلسطيني ، بقلم : معمر العويوي تشكلت معالم الصراع …