3:53 مساءً / 27 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية سليم البرديني يوجه رسالة هامة

الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية سليم البرديني يوجه رسالة هامة

شفا – وجه الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية الرفيق سليم البرديني ، رسالة هامة ، جاء فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم

الرفيقات والرفاق في الجبهة العربية الفلسطينية،
أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم في الوطن والشتات،
أمتنا العربية الواحدة،
وأحرار العالم في كل مكان،

في زمنٍ تتكاثف فيه الأسئلة الوجودية على مصير الإنسان، وتشتد فيه العواصف على معنى العدالة والحرية، نلتقي عند مفترقٍ رمزيٍّ عميق، حيث تتقاطع أعياد الميلاد المجيد بما تحمله من رسالة الخلاص والمحبة، مع انبثاق عامٍ ميلاديٍّ جديد، ومع ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة؛ تلك اللحظة التي قرر فيها شعبنا أن يخرج من هامش التاريخ إلى قلبه، وأن يقول للعالم إن فلسطين ليست جغرافيا مستباحة، بل قضية شعبٍ حيّ، وإرادة لا تنكسر.

أتوجّه إليكم جميعًا، رفيقاتٍ ورفاقًا، وإلى أبناء شعبنا المرابط الصابر، بأصدق التهاني وأعمق مشاعر الاعتزاز، ونحن نعيش واحدة من أكثر المراحل قسوةً وخطورة في تاريخنا الوطني، مرحلة لم تعد فيها التحديات سياسية فحسب، بل باتت تمسّ جوهر الوجود الفلسطيني ذاته، في ظل حرب إبادة مفتوحة، واستهداف ممنهج للإنسان، والذاكرة، والمعنى، ومحاولات اقتلاع الشعب من أرضه، وكسر إرادته، ومصادرة حقه في الحياة والحرية.

لقد دخل شعبنا هذه اللحظة وهو مثقل بالجراح، لكنه لم يدخلها منكسرًا. فغزة التي تتعرض لأبشع أشكال العدوان في التاريخ الحديث، لم تتحول إلى ساحة استسلام، بل إلى مرآة كاشفة لضمير العالم، وإلى شهادة دامغة على أن هذا الشعب، مهما حوصر وجُوِّع وقُصِف، لا يزال قادرًا على التشبث بالحياة، وعلى إعادة تعريف البطولة بمعناها الإنساني العميق: الصمود، والكرامة، ورفض الزوال.

إن التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم لا يقتصر على آلة القتل الإسرائيلية، بل يتجاوزها إلى نظام دولي مأزوم، كُشفت فيه ازدواجية المعايير، وسقطت فيه شعارات حقوق الإنسان أمام مشهد الدم الفلسطيني، وتواطأت فيه قوى كبرى بالصمت أو الشراكة، على حساب الحقيقة والعدالة. وفي المقابل، تتجلى مسؤوليتنا الوطنية مضاعفة، في استعادة وحدة القرار الفلسطيني، وتجديد المشروع الوطني على قاعدة الشراكة، والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها البيت الجامع، والإطار الشرعي الوحيد القادر على تمثيل شعبنا وصون قضيته.

أما على المستوى العربي، فإن أمتنا تمرّ بمرحلة بالغة التعقيد، تتنازعها الأزمات والانقسامات، وتثقلها الصراعات، فيما تبقى فلسطين معيار الصدق الأخلاقي والسياسي لكل مشروع عربي. ورغم الألم، فإننا نؤمن أن هذه الأمة، التي أنجبت حضارة ومعنى، لن تتخلى عن فلسطين، وأن جذوة الوعي لا تزال حيّة في ضمير شعوبها، مهما حاولت قوى الهيمنة إطفاءها أو تشويهها.

وفي هذا السياق، نوجّه التحية لأحرار العالم، لأولئك الذين كسروا جدار الصمت، وخرجوا إلى الشوارع والجامعات والمنابر، دفاعًا عن فلسطين، وعن إنسانيتها، وعن الحق في وجه القوة الغاشمة. إن صوتكم هو دليلٌ على أن العدالة، وإن تأخرت، لا تموت، وأن فلسطين لم تعد وحدها في هذه المعركة الكونية بين الظلم والحق.

أيها الرفاق، أيها الأحرار،


إن أعياد الميلاد ورأس السنة ليست مجرد مناسبات زمنية، بل محطات للتأمل في معنى الإنسان، وفي قدرتنا على التجدد رغم الألم. وذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية ليست مجرد استعادة للماضي، بل استحضار لروح المبادرة، ولشجاعة القرار، وللإيمان بأن الشعوب التي تقاوم لا تُهزم، حتى وإن طال الطريق.

نعدكم، في الجبهة العربية الفلسطينية، أن نبقى أوفياء لدماء الشهداء، ولآهات الجرحى، ولصبر الأسرى، وأن نواصل نضالنا السياسي والوطني دفاعًا عن حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حق العودة، وتقرير المصير، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

كل عام وأنتم أكثر صمودا،
كل عام وفلسطين أقرب إلى حريتها،
والمجد للشهداء،
والحرية للأسرى،


والنصر لشعبٍ لا يعرف الاستسلام.
معا وسويا من اجل الحرية والاستقلال والديمقراطية

رفيقكم
سليم البرديني
الأمين العام
الجبهة العربية الفلسطينية

شاهد أيضاً

محمد حمادة يحقق أربع برونزيات في بطولتيّ العرب وغرب آسيا لرفع الأثقال

محمد حمادة يحقق أربع برونزيات في بطولتيّ العرب وغرب آسيا لرفع الأثقال

شفا – حقق لاعب منتخبنا الوطني لرفع الأثقال، الربّاع محمد حمادة، أربع ميداليات برونزية في …